لماذا أصبحت الموضة المحافظة رائجةً فجأة؟

معرض جديد في سان فرانسيسكو عن

بعد عامين من الأبحاث والتخطيط، أعلن متحف الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو عن موعد افتتاح معرضه المرتقب.

 

المعرض بعنوان الموضة الإسلامية المعاصرة سيفتتح أبوابه في 22 سبتمبر وهو الأول من نوعه على هذا النطاق يستكشف تطور الموضة الإسلامية حول العالم من العبايات في الخليج إلى التوربان في أميركا وأوروبا.

 

Courtesy of Amalina Aman

 

ورغم أن نيّة المعرض على الأغلب هي عرض تطور الملابس الإسلامية من الماضي حتى الحاضر وربما الاحتفاء بالإسلام والمسلمين، إلا أنه يطرح تساؤل عن الهدف الحقيقي من ورائه والذي لم يجب عنه المتحف أو القائمين على المعرض.

 

على موقعه، يقول المتحف “هناك وعي أكبر بالملابس الإسلامية اليوم والتي تشكل فئة كبيرة من صناعة الموضة العالمية”. وفي مقابلةٍ مع مجلة Les Inrocks الفرنسية أجابت مؤسستا المعرض جيل داليساندرو ولورا كاميرلينغو (وهما ليستا مسلمتين أو عربيتين) لدى سؤالهما عن سبب القيام بالمعرض بأنه يعود إلى الجالية المسلمة الكبيرة التي تعيش في نفس المنطقة!

 

ولكن ما قالتاه لاحقاً أظهر السبب الحقيقي للمعرض، إذ قالتا بأن الموضة المحافظة أصبحت مؤخراً واحدةً من أكبر الفئات في السوق العالمية. وأشارتا إلى تقارير من Thomson Reuters و DinarStandardتوضّح أن 18% من قوة الشراء هذا العام كانت في قطاع الموضة المحافظة.

 

هذه المعلومة ليست جديدة أو مفاجئة. فالجميع يعرف مدى قوة الشراء “المسلمة” في هذا العصر والوقت. فهناك العديد من العلامات العالمية التي تهتم الآن بمنطقة الشرق الأوسط والزبائن المسلمين وهي تزداد عاماً بعد عام. في عام 2017 أطلقت Nike أول مجموعة ملابس مخصصة للمحجبات وقبل ذلك أطلقت Dloce & Gabbana وغيرها من العلامات الراقية مجموعات حصرية بالمنطقة في رمضان والعيد.

 

Courtesy of Dolce & Gabbana

ورغم النوايا الرأسمالية الواضحة وراء كل ذلك، تم الاحتفال بهذه المبادرات على نحوٍ واسع.

 

جوهرياً، ربما لا يجب أن نرفض هذه المحاولات لتسليط الضوء على المنطقة والدين، ففي نهاية المطاف، القوة الشرائية لمنطقتنا لا يمكن إنكارها أو تجاهلها.

 

ولكن من المهم أن ننتبه للنوايا المزيفة وألا نقع في فخ الرأسمالية المتخفية وراء قناع “الشمولية”.

 

وبالنسبة لمعرض سان فرانسيسكو، ربما قد يكون تسليط الضوء على شريحة أوسع من الجمهور مفيداً في بلدٍ في تمييز ضد المسلمين. ولكن، قد يصعب على المسلمين العرب تجاهل حقيقة أن هذا المعرض مجرد فرصة انتهازية رأسمالية من قبل المتحف للاستفادة من بعض الدولارات كما فعل من سبقه!

 

Photo courtesy of Faiza Bouguessa

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة