“أعتقدُ أن أفضل الصور هي تلك التي تقترب من موضوعها فتبدو أكثر ودّيةً وحميميّة. صحيح أنّ أغلب تعاملاتنا مع اسكان لالمحلّيين كانت مُختصرة، ولكنّنا وجدنا أنّ معظمهم يعانون من نقص في الموارد، وهم مع ذلك فخورون ومبتسمون وهادئون، وهذا ما أردتُ إظهارهُ في الصُّوَر”، يقول المُصوّر ذو الثمانية وعشرين عاماً دوغلاس سيغار.
حبيبتي نصفها كوب، ولديها أقارب هناك، وهذا ما يتمحور حوله الجزء المكتوب من رحلتي في لا هابانا، وهو الجزء الذي تمّت عنونته بشكل مناسب: ” Finding My Mother In Cuba”.
من المعروف أنّ تصوير الغرباء في بلد أجنبي يمكن أن يكون تحدّياً حقيقيّاً. “إذا رأيتُ مشهداً ما وكنتُ قادراً على التقاطه بشكل صريح، فإنّني سأفعل ذلك بالتأكيد، مع أنّني أظنّ أحياناً أنّ بإمكاني الحصول على نتيجة أفضل عندما يكون هناك نوع من الارتباط بيني وبين ما أريد تصويره! الأمر كلّه يعتمدُ على اللحظة نفسها، وهذا هو الحال في لا هابانا، فأنا لم أُرد لأحد أن يشعر بالاستغلال”.
“حصلت إحدى القصص بينما كنتُ أصوّرُ بشكل عرَضيّ في رحلة من حلاتي، وذلك عندما وظّفنا سائقاً لأخذنا إلى شاطئ يبعد ساعة تقريباً عن لا هابانا. تعطّلت السيّارة وانتهى بي المطاف وأنا أمشي في الأرجاء مُلتقطاً المزيد من الصّور. وعندها رأيتُ رجلاً يجرّ عربةً على الطريق، ولفتَ نظري وجود بعض أشجار النخيل الجميلة التي يمكن أن أصوّرها. عدنا إلى السيّارة بعد حوالي عشرين دقيقة، وكانت جاهزة للانطلاق! تعكس هذه القصّة مدى اكتفاء الكوبيّين، فسائق سيارة الأجرة كان ميكانيكيّاً ماهراً أيضاً، لأنّه ببساطة يحتاج لأن يكون ملمّاً بالأمرين معاً”.
