Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

هل الرجال العرب مستعدون للمكياج؟

نحلل الحالة الذكورية في المنطقة

في 1 سبتمبر، أصدرت Chanel  أول مجموعة مكياج للرجال في كوريا بإسم Boy de Chanel وهو أول إطلاق من نوعه لعلامة مكياج رئيسية. “بالنسبة Chanel، فإن الجمال ليس مسألة جنس،” قالت العلامة في بيان قبل أن تضيف: “يجب أن يكون الرجال أحراراً في استخدام منتجات المكياج لتصحيح مظهرهم دون التشكيك في ذكورتهم”.

 

مع تطور وازدياد منتجات العناية بالجمال الخاصة بالرجال، بدأت العلامات التجارية لمستحضرات التجميل بإطلاق مجموعة من منتجات العناية بالبشرة والشعر الموجهة خصيصاً للرجال. لكن على الرغم من أن الجمال لا يعتبر بالضرورة مرتبطًا بنوع الجنس، إلا أن المكياج لا يزال مرتبطاً بقوة بالأنوثة – وخاصةً في العالم العربي. لا تزال الأعراف الاجتماعية التقليدية سائدة في المنطقة والعقوبات صارمة. على سبيل المثال، في عام 2007، عدّلت الكويت قانون العقوبات، الذي يعلن الآن أن “تقليد الجنس الآخر بأي شكل من الأشكال” يمكن أن يؤدي إلى السجن لمدة سنة أو دفع غرامة قدرها 1000 دينار (3300 دولار أمريكي).

 

لكن على الرغم من الانطباع العام (لا سيما في الغرب)، بإن الرجال العرب هم في جوهرهم أحاديّو البعد وكارهين للنساء. الحقيقة هي أن الرجال في جميع أنحاء المنطقة يتطورون ويفتحون أفكارهم لفكرة الحياد بين الجنسين. طلبت ميل من خمسة شبان عرب التحدث عن رأيهم في المكياج وما إذا كانوا مستعدين لذلك أم لا.

 

 

أحمد، إماراتي، 28

“مكياج الذكور، في رأيي، هو شيء يمكنني أن أفهمه؛ إذ دخل ببطء إلى العالم العربي. أعتقد أن الجيل الأصغر سيكون أكثر قبولاً له في ظل الاتجاه الذي يسير فيه الشباب عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن أنفسهم، ولكن يمكنني القول بدون تردد أن الآباء والأمهات لن يوافقوا أبداً على فكرة رجل يتجول علناً وهو يضع المكياج. تخيل الأب العربي لدى رؤية ابنه بمكياج في جميع أنحاء وجهه! أنا شخصياً لن أهتم به ولكني شاركت في جلسات تصوير حيث كان عليهم وضع بعض المكياج على وجهي لكي يكون جذاباً للكاميرا، وإذا كان المكياج بهذا الغرض سوف أكون متفهمًا تمامًا ومتفق معه. هذا موضوع حساس للغاية لأنه إذا قال الرجل أنه يضع المكياج، فإن أول رد فعل من الناس هو افتراض أنه أنثوي، وفي أكثر الأحيان، سيكون هناك أشخاص يطلبون منه التوقف عن استخدامه. أنا أؤمن بفكرة أن كل شخص حر في أن يفعل ما يشاؤه وأن يعبر عن نفسه بأي طريقة تناسبه، لكن يجب أن يكون جاهزاً لرد الفعل العنيف الذي لا بد أن يصادفونه “.

 

 

سامي، تونسي، 25

“عندما نشأت مع أبناء عمومتي، استمتعنا باللعب بمكياج أمهاتنا. كان طلاء وجوهنا متعة كبيرة في ذلك الحين. أتذكر أنه في سن السادسة تم منعني من الاقتراب من المكياج لأنني قيل لي أنه علي أن “أصبح رجلاً” حتى في تلك السن المبكرة. عندها بدأت بالفعل بالشعور بالشغف حيال المكياج وأتذكر أنني كنت أستمتع بمشاهدة صديقاتي وهن يضعن مكياجهن. الآن بعد أن أعلنت عن مثليّتي الجنسية، أنا أكثر ثقة بحبي للمكياج وأعتقد أنه لجميع الناس ويجب على كل شخصٍ أن يجربه بغض النظر عن التوجه الجنسي. أنا سعيد حقاً بأن صناعة المكياج تنمو بسرعة وأنها تصبح شاملة للجميع. لا يزال الناس يشعرون بالصدمة لدى رؤيتي: شاب عربي طويل القامة، يضع مكياج في الحفلات، ودائماً يستجوبنني حول ما إذا كان من الممكن أن أكون مسلماً وأن أرتدي مكياج في نفس الوقت وجوابي هو نعم. كرجال عرب، من المتوقع أن نتصرف بطريقة معينة نؤكد بها على ذكورتنا. نحن نحمل تاريخاً طويلًا من التقاليد والأعراف الاجتماعية التي لا ينبغي لنا أن نكسرها. في البداية شعرت بالحرج، لكنني تعلمت أن يكون جلدي سميكاً “.

 

 

شكري، فلسطيني، 21

“أنا شخصياً لا أرتدي المكياج، لكني أعرف بعض الأصدقاء العرب من الذكور الذين يقومون بتجربته، إما بشكل علني في الأماكن العامة أو عبر Instagram. أعتقد أن المجتمع، في غالبيته، ليس مستعداً بعد، لكن الثقافات الفرعية العربية المتنامية النشطة على وسائل التواصل الاجتماعي هي بالتأكيد أكثر تفتحاً وتقبلاً. أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعية مساحة آمنة لهذه المجتمعات. طلاء الأظافر هو من المكياج لآخذة بالانتشار. أعتقد أن المكياج هو شكل جميل للتعبير عن النفس وأنا معجب بالرجال الذين يضعونه لأنه يشبه الرسم. أنا شخصيا لا أرتدي مكياج لأنني أميل إلى التعبير عن نفسي أكثر من خلال الموضة والتصميم. ولكني أعتقد أن المكياج (وخاصة للرجال المثليين) هو طريقة لتحديد الهوية والحفاظ عليها.

 

 

حسن، مغربي، 25

“أولا وقبل كل شيء، أعتقد أن الجميع أحرار في أن يفعلوا ما يريدون، يجب أن يكون ارتداء المكياج حقاً أساسياً في الحرية الشخصية. أنا شخصياً لست مستعداً لذلك بالتأكيد ولا أعتقد أنه أمر جيد. إنني أعتقد أن البشري تحكمهم الطبيعة، وبالتالي يجب أن تكون الأنظمة التي تحكم مجتمعنا متناغمة مع الطبيعة، ببساطة لأن الطبيعة جزء منا. أعتقد أن معايير الجمال ليست هي نفسها بالنسبة للرجال والنساء. ينجذب الرجال عادة إلى النساء المغريات من الناحية الجمالية، وتبحث النساء عن الرجال الأقوياء والواثقين. لا أعتقد أنني معادي للنساء بكلامي هذا، أنا واقعي فحسب. “

 

 

أمين، أردني، 22

“أتفق مع فكرة أن الرجال يجب أن يشعروا بالحرية في وضع مكياج. عندما كنت أعيش في أوروبا، كنت أضع بعضاً منه لأنني شعرت بحرج من حالتي الجلدية. لذلك اعتدت على وضع كريم الأساس للحصول على بشرة أفضل. الآن بعد أن عدت إلى المنطقة، لا أضعه أبداً. ليس لأنني أعتقد أن الناس سيحكمون علي، ولكن أيضاً لأن المكياج يجب أن يستخدم من أجل المتعة وليس فقط لطمس بعض الأشياء. من الجيد أن تكون صناعة الجمال أكثر شمولاً وأن يكون هناك مرونة أكثر في تقبل الأجناس. لكنني لا أفهم سبب وجود الكثير من التنوع بمكياج النساء، في حين أن مكياج الذكور عادةً ما يكون غير مرئي. إذا كان المكياج للجميع، فيجب أن يكون محايداً ومتماثلاً للجنسين. “

 

 

التصوير Ali Al Shehabi

 

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة