إذا كنتم من محبي جورجا سميث (ومن ليس كذلك؟)، فمن المحتمل أن تكونوا قد شاهدتم إطلالاتها الرياضية المذهلة من “ أتيليه موندان”. والتي لا يمكن لكم ألا تلاحظونها.
فقد ارتدت المغنية فستاناً ملفوفاً حول الجسم من هذه العلامة، وكورسيه “مارترز” وبالطبع بدلة “فريدوم” الشهيرة ذات التصميم المبتكر من قماش الكوفية (ومن هنا أتت تسمية “مارترز” أو “شهداء” بالعربية). كما تُعتبر المغنية الإيرانية الهولندية سفداليزا إحدى زبونات العلامة المخلصات – وقد حققت هذه العلامة كل هذا النجاح قبل إصدار أي مجموعة لها.
https://www.instagram.com/p/B0EMu2ggmMt/
لكن هذا النجاح ليس مستغرباً باعتبار أن “ أتيليه موندان” تستوفي كل شروط النجاح. بدءاً من تصاميمها وتفصيلاتها وصولاً إلى جودة المواد التي تستخدمها، فهي العلامة الحلم لكل فتيات جيل الألفية. إضافةً لكونها مستدامة أيضاً. فبدلة “فريدوم” الخاصة بها مصنوعة من الكوفية الفلسطينية المُعاد استخدامها، أما الجلود التي تستخدمها العلامة فهي نباتية.
https://www.instagram.com/p/ByfqjgYhkRH/
إذا كنتم عرباً أو مهاجرين، فهناك أسباب أخرى تدفعكم لاقتناء منتجات العلامة بسبب مبدئها المميز. فكما صرحت مؤسسة العلامة العراقية زهرة اسماعيل “مهمتنا الأساسية هي تغيير وصمة العار التي عادةً ما ترافق المظلومين والمقموعين، ورواية قصص المهاجرين غير المحكية”.
في ذلك الوقت، كانت إسماعيل وشقيقتها سارة وشريكها جورجيو ليو أون (الذي شاركها بتأسيس العلامة) لا يزالون في طور التحضير لإطلاق مجموعتهم الأولى المسماة “ميراج فول 1.” والتي تمّ إطلاقها بعد تسعة أشهر – وهي رائعة بالفعل كما كان متوقعاً. لقد التقينا بالثلاثي الموجود في لندن مرة أخرى للتحدث عن مجموعتهم الجديدة.
ما هو مصدر إلهام هذه المجموعة؟
لقد بدأنا بالنظر إلى الأشياء التي نعرفها والتي تشكّل جزءاً منّا، وهي ثقافتنا وتربيتنا وكل ما يتعلق بهما. فمعظم قطع هذه المجموعة مستوحاة من أجدادنا ومن والداتنا. المجموعة بأكملها تتألف من ملابس بشكل البدلة، وهذا الأمر مستوحى من طريقة آبائنا في ارتداء أزيائهم في فترة ما قبل الحرب ، فمعظم الملابس كانت عبارة عن قطعتين وفساتين ملفوفة حول الجسم. لقد كان أجدادنا تقليديين أكثر، حيث كانت جدتنا ترتدي العباءة دائماً وجدنا يرتدي البدلات المخططة المصنوعة من القماش مع شماغ على رأسه.
ما السبب في أنكم غالباً ما تستخدمون الرموز الثقافية في تصاميمكم؟
لقد تعرفنا على ثقافتنا في سنٍ مبكرة. حيثُ هرب والداي من بغداد معي ومع إخوتي خلال حرب الخليج. فأول ذكرياتي على الإطلاق هي عن العراق، بالزخارف الهندسية الفيروزية للمساجد وتفاصيلها الذهبية. ولطالما كانت لهذه الذكرى صدى كبيراً في داخلي، إضافةً إلى الألوان والتناسق والقصص التي تقف وراء كل ذلك. ولذلك فقد ابتكرنا نقوشنا الخاصة على أساس الزخارف البابلية للزهرة، والتي ترمز إلى الحب والحياة والروابط بين كل شيء من حولنا.
إلى جانب بدلة “فريدوم”، لقد خطفت العباءة الأنظار على الفور. فكيف خطرتم لكم فكرة تصميمها؟
إنها بالفعل قطعة ثقافية مهمة، فالنساء يرتدين العباءة عند الذهاب إلى المسجد وعند الشعور بالحر وفي حفلات الزفاف كذلك. فكان من الأنسب تصميم قطعةٍ لها تلك الأهمية الكبيرة للنساء في المنطقة.
إن الأمر يبدو وكأنكم تمثلون ثقافتكم وحسب، هل هذا صحيح؟
نحن نشعر في الوقت الحالي وكأن الضوء مسلط على العالم العربي، وهناك بعض المبدعين الذين يقومون بأشياء رائعة بينما يظلون مخلصين لتراثهم في الوقت ذاته. ويسعدنا بالفعل أن نرى المزيد من المصممين يقومون بتمثيل الناس والثقافة الفعلية بدلاً من تقديم خدماتهم للعالم الغربي. فالمصممون الشباب يقومون بتغييرات كبيرة لتمثيلٍ أكثر واقعية، وهو أمر جميل وملهم.