أليشيا مرسي تستعين بفنّ الإنترنت لمواجهة طغيان البشرة البيضاء

كيف يمكن لسمات الجمال الخاصة بجيل الألفية أن تُحدث ثورة

ترتكز أعمال الفنانة الفرنسية الكندية اللبنانية أليشيا مرسي البالغة من العمر 31 عاماً على التجربة الشخصية والتمرد. من خلال التلاعب بمفاهيم الجمال الخاصة بجيل الألفية والإنترنت وبآرائها السياسية المتمردة تقوم خريجة Central Saint Martins المقيمة في نيويورك بإلغاء الحدود بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.

درست مرسي العلوم السياسية وتخصصت في الدراسات العربية، مما ساعدها على اكتشاف هويتها. ثم قررت الانتقال إلى الفن، كوسيلة لفهم رحلتها إلى قبول الذات. ثمّ سافرت بعد ذلك إلى فلسطين بمجرد مغادرتها الجامعة، لتصبح ناشطة اجتماعية تعبّر عن آرائها من خلال تصوير الفيديوهات

 

 

يجمع عملها بين الاستكشاف العميق للهوية (سواءً كان عنصرياً أو ثقافياً أو جنسيّاً أو شخصياً) مع الهفوات (الحيل) البصرية المستوحاة من الخيال العلمي بينما تتصفح الآن عبر الرسوم المتحركة للفيديوهات الوثائقية والأفلام ثلاثية الأبعاد. تستخدم ميرسي في الأساس، جماليات الإنترنت المبهجة إلى حدٍ ما لجذب انتباه المشاهد إلى موضوعاتٍ صعبةٍ وغير ممثلة في كثير من الأحيان

 

.التقينا مع مرسي لنكتشف كيف وجدت حب الذات في فلسطين ولماذا يمكن أن تحوّل التكنولوجيا الطريقة التي نمثل بها أنفسنا

 

دعينا نتحدث عن عملك في فلسطين. لقد عملت مع مجتمع طالبي اللجوء الأفارقة وفي صحراء النقب مع البدو. كيف اشتركت بدايةً مع هذه المجتمعات؟

في رحلتي الأولى إلى فلسطين المحتلة، عملت مع منظمة Active Vision التي كانت مهمتها العمل مع اللاجئين الأفارقة الشباب الذين وصلوا إلى الأرض المحتلة بمفردهم وإقامة ورش عمل بالفيديو معهم. بدأت بعد ذلك بقضاء بعض الوقت في محطة الحافلات المركزية في تل أبيب وتكوين صداقات هناك مع من يمتلكون متاجر للهواتف ومطاعم injera واستوديوهات الصور، وبدأت في توثيق قصص حياتهم الشخصية. ومن هذا المنطلق جاء مشروعي You Thrive Cause You Must، بالتعاون مع استوديو لأعمال التصوير الفوتوغرافي. فعلى سبيل المثال كنت أسير في رام الله ورأيت هؤلاء الأولاد الرائعين وهم يتسكعون في ميدان المنارة. توجهت إليهم وسألتهم عما إذا كان بإمكانهم اصطحابي إلى أعلى مبنى حتى أتمكن من التقاط صورةٍ قريبةٍ لهذا الملصق الضخم لمروان البرغوثي، وهو مقاوم فلسطيني، فقالوا: “هل تريدين صورةً لعمنا؟ “وهكذا قضيت عدة أيام فقط وعدت للزيارة، ثمّ أنتجت فيلماً عن شعور المراهقين في الضفة الغرب

 

 

بخصوص الهوية، كيف شعرت عند الانتقال إلى فلسطين بعد أن قضيت حياتك في مونتريال؟

ذهبت إلى تلك المدرسة النخبوية المسيحية المحافظة مع فتياتٍ من عائلاتٍ مرموقة يعشن في أحياءٍ ثريةٍ في الغالب، وفي ذلك الوقت شعرت بالفقر وبعدم الانتماء. وعندما ذهبت إلى فلسطين ورأيت كل أولئك الأشخاص الذين بدوا مثلي ، بدأت فوراً بإزاحة القلق والتخلص من الكثير من كره الذات

 

 

هل تشعرين من الناحية الفنية بأنك تتحملين مسؤولية نقد التصورات الغربية للشرق الأوسط؟

أنا مهووسة بأحد مغنيي الراب من الجليل، فهو يقول شيئاً عميقاً يصف فيه بالضبط كيف أريد الإجابة على هذا السؤال. “أنا لست أنا، لا يوجد أنا. أنا مرسول يستخدمه الله لنقل ما يحتاجه إلى العالم”. نحن جميعنا مراسيل! نحن ننسى أننا كائنات روحية لها خبرة إنسانية. لذا، وبهذا المعنى، نعم أنا لدي  مسؤولية كبيرة في انتقاد التصورات الغربية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لقد بدأتِ للتو إقامةٍ فنية، تركّز على التكنولوجيا. كيف تؤثر التكنولوجيا على الفن؟

أشعر أن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلةً عمليةً للتخلص من أنفسنا، وهذا هو هدفي الدائم. تخيل لو تمكنا من رؤية أنفسنا من خارج عقولنا وأجسادنا وعواطفنا وأيديولوجياتنا. أعتقد أن العالم كله يمكن أن يتحول. ولكن لكي يحدث ذلك، لا يمكننا ارتداء سماعات الواقع الافتراضي فحسب، بل نحتاج إلى تنمية تقنياتنا الداخلية والالتزام بها أيضاً

شارك(ي) هذا المقال