مع التغييرات الأخيرة والسريعة في الشرق الأوسط، نشهد الآن تحولات هائلة في الخيارات المجتمعية وحتى الخيارات التقليدية بطريقةٍ تشير إلى احتضان وتبني كل شيء معاصر وتقدمي.
وهنا يأتي دور مبادرة زي. فهذه المبادرة غير الربحية التي تمّ إطلاقها مؤخراً تحرص على الحفاظ على التراث العربي قبل فوات الأوان. وتعتبر مبادرة زي التي أسستها د. ريم طارق المتولي والتي كانت تعمل في مجال جمع الملابس التقليدية، بمثابة أول أرشيف رقمي في المنطقة يوثق ويحافظ على الملابس التقليدية للشرق الأوسط.
بدأ شغف المتولي بكل الأشياء التقليدية منذ أكثر من 30 عاماً، وفي وقت كان والدها هو المستشار الاقتصادي لولي العهد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وهنا وجدت أن دائرة صداقتها تتألف من العديد من أفراد الأسرة الحاكمة، وبوحي من اختياراتهم للأزياء التقليدية، فقد بدأت في جمع ملابس النساء التقليدية. وبحلول عام 2018، شملت مجموعتها 180 عباية كانت ترتديها صديقاتها وقريباتهن الأكبر سناً، وذلك كما ورد في Harpers Bazaar.
أما الآن، فقد حولت المتولي مشروعها إلى مشروع دائم. إذ تضم مجموعة مبادرة زي حوالي 700 قطعة من القطع التقليدية التي تعود إلى حقبة الخمسينات والتي عرضتها على الإنترنت. إذ يمكن للجميع الآن من خلال بوابة المنظمة الإلكترونية مشاهدة المجموعة الشاملة التي توثق التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، من عصر ما قبل النفط وصولاً إلى اليوم – من خلال عدسة الموضة والأزياء.
تتضمن المجموعة قطعاً حصلت المتولي على بعضها من أسرٍ ريفية في الشرق الأوسط، والبعض الآخر من الأسر الحاكمة في المنطقة. وبصرف النظر عن توثيق التغييرات الجمالية التي حدثت على مر السنين، فإن هذه القطع بمثابة توثيقٍ للتطور في التقنية المستخدمة، من الحرفية التقليدية إلى الأساليب الحديثة.
تُعتبر مبادرة زي مصدراً هاماً لا يمكن إنكاره، خاصةً وأنها مصحوبة بمدونة تتضمن مقالات تبحث في مواضيع شيقة مثل: كيف أصبحت العباءة جزءاً من هوية دولة الإمارات، والزي الفلسطيني. وبذلك تُعتبر مبادرة زي بمثابة مصدرٍ أو مرجع لا يمكن إنكاره أو تجاهله.