في ملوحة تفوق ملوحة محيطات العالم بتسع مرات وبعمق 400 متر تحت مستوى سطح البحر، لا يمكنكم الغرق في البحر الميت. يمكن القول أن أي عطلة في الشرق الأوسط لا تكتمل دون زيارة أدنى نقطة على هذا الكوكب. إلا أننا بعد فترة وجيزة، لن نجد شيئاً هناك لزيارته.
فالبحر الميت يتقلص شيئاً فشيئاً، وإذا لم تُتخذ أي إجراءات لإنقاذه، فقد يختفي. ينحسر هذا الجسم المائي بمعدل متر واحد في السنة، مما يخلق أحواضاً أو حفراً كبيرة تشبه البالوعات تتسبب في إنهيار الطرق والمباني وحقول النخيل عبر الساحل. ووفقاً لبعض الخبراء، فقد يختفي البحر الميت تماماً بحلول عام 2050.
وفقاً للحكومة الأردنية، لقد حدثت ثمانون بالمائة من الأضرار خلال الثلاثين عاماً الماضية. وإجمالًا، لقد تراجعت المياه إلى حوالي كيلومترين، إذ للوصول إلى المياه الآن عليكم الصعود على الصخور وعبور الطريق الرئيسي المزدحم والمشي عبر شقوق طينية. ومع تأثير البيئة القاحلة وتغير المناخ في الشرق الأوسط، ستزداد صعوبة الوصول إليه أكثر فأكثر.
كما أبلغت وزارة البيئة الأردنية عن انخفاض معدل سقوط الأمطار على مر السنين. حيث شهدت المنطقة 15 عاماً من الجفاف غير المسبوق. إلا أن غالبية الأضرار ناتجة في الواقع عن البشر، وخاصة بسبب سوء إدارة إمدادات المياه.
فنهر الأردن وبحر الجليل اللذين يغذيان البحر الميت، يتعرضان للجفاف الجزئي بسبب تغير المناخ. ولكن 90 في المائة من مياه المسطحات المائية قد تم سحبها لتلبية احتياجات السكان المتزايدين في الدول المجاورة، مما تسبب بأضرارٍ مباشرة للبحر الميت.
كما أن صناعات استخراج المعادن تسبب العديد من الأضرار أيضاً. إذ يشتهر البحر الميت بفوائده المعدنية التي لها آثار علاجية. وبالتالي فقد شهدت السنوات الأخيرة ازدياداً في استخدام منتجات مستحضرات التجميل المصنوعة من مياه البحر الميت، وقد حان الوقت الآن لنتوقف جميعنا عن استخدامها.