إذا كنتم تريدون رؤية جانب آخر من المغرب، فإن صور “بابتيست دو فيل دافراي” هي البديل الرائع ذو اللمسة السينمائية للصور التقليدية عن الرياض الفاخرة والكثبان الصحراوية المترامية الأطراف.
بدلاً من مراكش – التي شاهدناها جميعاً تُصبح الوجهة الأكثر رواجاً في شمال إفريقيا – اختار “دو فيل دافراي” تصوير مدينة وجدة الأقل شهرة والقريبة من الجزائر، على الجانب الشمالي الشرقي من المغرب.
تمكن “دو فيل دافراي” من خلال توثيق مناظر المدينة المترامية الأطراف، من التقاط الجمال المتجسد في سكون الحياة اليومية في مدينة وجدة. فعندما بدأ بتصوير سلسلته الأولى في عام 2009 (والتي تُعد الآن جزءاً من مشروعٍ أكبر بعنوان “سو فار أواي، يت ستيل كلوز”)، لا تزال وجدة تبدو بعيدة عن الحضارة الحديثة.
وبعد أكثر من عقد من الزمن وآلافٍ من الصور، سجلت أعمال “دو فيل دافراي” لحظات خفية وحساسة تصوّر الناس في أماكن انتقالية ومرحلية. لقد كانت وجدة ذات يوم من أكثر المعابر الحدودية ازدحاماً مع الجزائر، ولكن هذه الحدود قد أغلقت في عام 1995، مما أضعف الاقتصاد المحلي بشدة.
ثمّ بدأت السياحة في التطور بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما دفع “دو فيل دافراي” إلى تخليد اللحظات الهادئة (والأشخاص) الذين غالباً ما تمّ نسيانهم.
ولكن لقطاته تتجاوز عالم الأفلام الوثائقية التقليدية. فهي لقطات خام محملة بمشاعر صادقة، تضفي شعوراً بالواقعية الحالمة. فيقول “المناظر الطبيعية تصبح شخصيات في حد ذاتها. الناس هناك يشبهون الممثلين الصامتين الذين يبدون وكأنهم يمثلون في الموقع الذي اخترته لهم، مما يخلق بدوره نوعاً من الأرض الوهمية أو التخيلية “.
يتميز تصوير “دو فيل دافراي” بأنه تأملي وحميمي ويوفر الاهتمام الذي تحتاجه وبشدة هذه المنطقة المذهلة المنسية. هل تفكرون في زيارة المغرب؟ أذاً يجب لهذه المدينة أن تكون وجهتكم الجديدة المفضلة.