الفنانة سارة نعيم تتحدث عن دور التأمل في تغيير الحياة

"إنه يعيدكم إلى أنفسكم"

وفقاً لدراسة حديثة، يشعر جيل الألفية بالتوتر في العمل أكثر من الذين وُلِدوا في فترة طفرة المواليد (أي الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964)، حيث أكد أكثر من 28% منهم أنهم يشعرون بالضغط في مكان العمل. ومع تزايد المنافسة في سوق العمل والإيجارات العالية والظروف السياسية المثيرة للقلق التي تغذي شعور الكراهية ضد الآخر، أصبحنا مبرمجين على أن يحتلّ العمل جميع أركان حياتنا لنتمكن من البقاء في القرن الحادي والعشرين. وكما وصف أحد مقالات “باز فيد” بدقة هذه الحقيقة، فقد أصبح من الصعب جداً علينا إيجاد التوازن في المجتمع الحالي حتى أصبحنا نسمى وبكل جدارة “الجيل المرهَق

وقد يكون ذلك تفسيراً لكون الجميع أصبحوا مدركين لأهمية تصفية الذهن وتدريبه وللعناية الذاتية. لذا أصبح التأمل سائداً، وعلى الرغم من أنه كان يُنظر إليه في السابق على أنه طقس من طقوس ترانيم الهبيين، فقد اكتسب الآن شهرة كبيرة في الثقافة الغربية، بعد أن أصبح الأطباء يصفونه للمساعدة في التغلب على القلق وإيجاد راحة البال. ففي عصر مليء برسائل البريد الإلكتروني ومجموعات الواتس اب ووسائل التواصل الاجتماعي المفرطة، نُلهي أنفسنا بنشاطاتٍ ما ولكننا دائماً ما ننسى الانتباه إلى ما يحدث داخلنا

تقول الفنانة البريطانية السورية سارة نعيم البالغة من العمر 30 عاماً “التأمل يعيدكم إلى أنفسكم”. “فنحن نعيش غالباً في رؤوسنا ونفقد إحساسنا بالذات، ونترك قلقنا أو عواطفنا الأخرى تبدو وكأنها جزء من هويتنا. لكن التأمل يسمح لكم أن تكونوا موجودين”

فقد مرت نعيم بسنة حافلة ولكن التأمل ساعدها على الشعور “بمزيد من التركيز واليقظة أو الإنتباه بدلاً من اتخاذ ردات فعل سريعة، وجعلها أكثر سعادة بشكل عام” على حد تعبيرها. ولقد غامرت مؤخراً بالبقاء في عزلةٍ صامتة استمرت 10 أيام في الهند بدون قراءة أو كتابة أو اتصال مباشر بالعين أو التحدث أو تناول وجبة خفيفة أو التحرك أو تعديل جلستها خلال قيامها بجلسة فيباسانا للتأمل لمدة 10 ساعاتٍ يومياً، بدءاً من الساعة 4:30 صباحاً. فتقول “لقد كانت تجربة صعبة ولكنني شعرت بعد ذلك بأنني قوية جداً وممتنة وسعيدة” وتُضيف “لم أكن أفكر قبل أن أتحدث، كانت المرة الأولى التي أتواصل فيها بدون فلتر، وبالتالي بدون ضجيج. لقد كان الأمر مريحاً جداً”

رغم أن هذه الرحلة قد غيرت حياتها، إلا أنها لم تكن أول تجربة تأمل لنعيم. حيثُ تقول عن “ذا أنتيثرد سول” (أكثر الكتب مبيعاً في نيويورك تايمز بقلم مايكل ايه سينغر والذي يستكشف الوعي الروحي) بأنه الكتاب الذي أيقظها عندما كانت أصغر سناً، إذ تعترف الفنانة بأنها نشأت وهي محاطة بالتأمل، حيث كانت تشاهد والدها يمارس التأمل في غرفة نومه عندما كانت في السابعة من عمرها. لذلك قررت القيام بتجربتها الخاصة بالتأمل وهي في الـ 21 من العمر في مركزٍ بوذي بلندن. والآن أصبحت تقوم بذلك كل يوم، وتفضّل القيام به عندما تستيقظ، ولكنها تمارسه أحياناً قبل النوم. حيثُ تقول إن ساعة واحدة مثالية، ولكن “إذا تأخرت ولم أستطع القيام به سوى 20 دقيقة فقط، فليست بمشكلة”. كما أنها تستمتع أيضاً بممارسة تمارين التأمل على متن الطائرات وفي أماكن أخرى مختلفة وتجد أنه من المفيد القيام بها لبضع دقائق خلال اليوم. إذ تقول “إنها تساعد على استيعاب الصفات التي يزرعها التأمل وهي: التوازن والإنتباه والتركيز على طريقة حياتكم اليومية”

لقد كان تأثير التأمل على حياتها كبيراً جداً؛ فهو يأخذها الآن إلى آفاقٍ جديدة، وتستخدمه في ممارستها الفنية لإنشاء صور منحوتة. حيثُ أوضحت قائلة “لقد كنت أقدم جلسة تأمل فنية لمدة ساعة واحدة حيث قدمت تأمل فيباسانا. وخلال العشرين دقيقة الأخيرة، يرسم المتأملون أحاسيسهم ثم أقوم باستخدام هذه الرسومات في أعمالي

لذلك إذا كانت هذه السنة صعبة عليكم، فاستفيدوا من فصل الصيف للتخلص من التوتر والحصول الهدوء. وإذا كنتم لا تعرفون من أين تبدأوا وتريدون الحصول على التوجيه، فتوصيكم نعيم بإستخدام تطبيق Headspace app

. وبإعتبار أن هناك العديد من أنواع التأمل، لذلك خذوا وقتكم بالإختيار. لكنها تنصح بأنه  “بعد العثور على نوع التأمل الأفضل بالنسبة لكم، عليكم تكريس أنفسكم لممارسته

شارك(ي) هذا المقال