على الرغم من أنها قد علمت نفسها بنفسها، إلا أن الفنانة السعودية بسمة فلمبان حققت شهرةً كبيرة في عالم الفن المعاصر الدولي. ففي عام 2012، ظهر أول عمل لها “جيم” في المتحف البريطاني كجزء من معرض “رحلة إلى قلب الإسلام”، وهو أمر مثير للإعجاب لفنانة ناشئة متخرجة حديثاً من المدرسة الثانوية، تحاول تعزيز مكانتها في عالم الفن.
ومنذ ذلك الحين، حصلت فلمبان على درجة الماجستير في الفن الإسلامي والتقليدي في لندن إلى جانب عرضها لأعمالها في العديد من المؤسسات الفنية المعاصرة بما في ذلك آرت دبي و39/21 ومعرض اسطنبول للفن المعاصر وبينالي البندقية وآرت أبوظبي.
وقد فازت في عام 2014 بجائزة المرأة العربية عن فئة المواهب الشابة، ودعيت لتكون في لجنة التحكيم في العام التالي. وقد تم عرض أعمالها الرائعة هذا العام، حيث كانت واحدة من بين 11 فنان من أفضل الفنانين السعوديين المعاصرين الذين سيتم عرض أعمالهم في زاماكان في مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية في إثراء.
ومن منطلق إدراكها لقدرتها على إلهام الآخرين كفنانة سعودية شابة، تقود فلمبان الآن ورش عمل ومشاريع صغيرة لدعم المشهد الإبداعي المزدهر في المملكة وتشجيع الشابات من السعودية للوصول إلى الشهرة العالمية.
وأكبر مشاريعها حتى الآن هو”سعودي ستريت آرت“، وهو عبارة عن منصة إلكترونية هدفها تشجيع الشباب على التعبير عن فنهم في الأماكن العامة وفي بيئة موثوقٍ بها، مع خيار الكشف عن هويتهم أو لا.
تتراوح أعمال فلمبان من النحت والتراكيب الفنية إلى التصميم الغرافيكي، وهي مستوحاة إلى حد كبير من الخط الإسلامي. يعطي عملها طوبوغرافيا فنية ورسومات جديدة للسيناريو أو النص، ليُطبع بعد ذلك على مواد مثل الشاشة الحريرية والزجاج الشبكي المقطّع بالليزر والنحاس.اختيرت فلمبان هذا العام كواحدةٍ من ثلاثة فنانين تم اختيارهم للمشاركة عن السعودية في بينالسور (البينالي الدولي للفن المعاصر في أمريكا الجنوبية)، وهو أول بينالي للفن المعاصر في العالم، والذي يُعرض في أكثر من 100 موقع دولي من يونيو إلى أكتوبر من هذا العام .
بينما تُعرض أعمالها بانتظام على الساحة العالمية، تعود فلمبان دائماً إلى هويتها المسلمة، حيث قدمت أعمال فنية واسعة النطاق مثل “الرحلة من المخلوقات إلى الله”، والذي إضافةً لتصميمه الفني الرائع، يتميز بأنه مستوحى من كتاب “فصوص الحكم” لابن عربي في القرن الثاني عشر، حيث يدور كل فصل حول جوهرة تقرب القارئ من أن يصبح جسماً سماوياً.