في حين أن بيت تركيب هو عبارة عن مبنى عادي إلى حد ما من الخارج، ولكن بمجرد دخولكم إليه ستجدون كل غرفة مزينة بأعمال فنية متميزة من صنع شباب بغداد الجريئين. وعلى الرغم من عدم كونها معروفة جيداً خارج العراق، إلا ان هذه المساحة كانت منذ تأسيسها في عام 2015، موقعاً متعدد الإستعمالات يُستخدم لتطوير الحرف اليدوية والإبداع في العمل ولحضور ورش العمل وعرض القطع الجاهزة.
يقع بيت تركيب في حي الكرادة، وهو مكان إبداعي للشباب الذين يعملون بمجال الفنون البصرية، بما في ذلك الفنون المسرحية والأفلام والموسيقى والأدب والتصوير والتصميم الداخلي..
كما أكد الفنان والعضو المؤسس في بيت تركيب، زيد سعد ، في مقابلةٍ له مع مجلة ويكلي العربية “نحن منظمة غير حكومية تروج للفنون المعاصرة للمواهب الشابة التي تتراوح أعمارها بين 15 و 35 عاماً والذين يرغبون بالتعبير عن أفكارهم من خلال مجموعة متنوعة من أشكال الفن، وخاصة الموسيقى والتمثيل والرقص “.
وتابع قائلاً: “يهدف بيت تركيب إلى نشر ثقافة السلام وقيمه. فالفن هو وسيلتنا لإيصال مبادئنا والبديل للعنف المتفشي الذي يدمر المجتمع العراقي”.
إن الفن الذي يتم إبداعه هنا هو وسيلة الشباب لتمثيل تجاربهم المحلية بطرق إبداعية ومثمرة، وذلك باستخدام الفن كأداة قوية للتغيير الإجتماعي والسياسي. وقد قال سعد: “إن الفن المعاصر شيء جديد في العراق والكثير من الناس لا يفهمون الرسالة التي يحاول الفنانون إيصالها. فكل عمل يحمل فكرةً من وراءه ويسعى إلى مناقشة وبحث مشكلةٍ تؤثر على المجتمع دون المساس بشكلٍ مباشر بالسياسة أو الدين أو الجنس”.
ينطلق بيت تركيب وبإنتظام من وراء أبوابه المغلقة لتقديم عروض مسرحية وعروضٍ موسيقية في شوارع بغداد. وبهذه الطريقة ينتشر الفن إلى شريحةٍ أكبر من الجمهور، بالإضافة لزيادة إمكانية الوصول إلى الفن المعاصر من خلال طرحه كممارسة جماعية وتعاونية.
كما أن بيت تركيب مسؤولٌ أيضاً عن تنظيم مهرجان بغداد للفن المعاصر، وهو المهرجان الوحيد في العراق الذي يضم فنانين شباب في مجال الفن المعاصر والأدب والموسيقى والسينما والمسرح.
علاوة على ذلك، يقدم بيت تركيب أيضاً علاجاً عن طريق الفن من خلال نادٍ منتظم للكتاب. كما لديهم ليلة في الأسبوع لسينما البروجيكتور، لتقديم أعمالاً لمخرجين محليين، بالإضافة لوجود مختبر للمحاضرات الفنية مرةً كل شهر، وهي سلسلة محاضرات عامة يقدمها باحثون في مجال الفنون
لمشاهدة أعمالهم اضغطوا هنا.
