بدأ مطربو الراب العرب سواءً كانو من المغرب أو من مصر أو من فلسطين بالظهور على مدى السنوات القليلة الماضية – وبينما كان هذا سبباً للاحتفال بالنسبة لمعظم الناس، إلا أن المنسق الموسيقي صوت وصورة يقول بأن هذا التكرار المشهور لموسيقى التراب المضبوطة تلقائياً لم يعنِ له شيئاً
إذ يقول “إنه شكل جديد من موسيقى الهيب هوب”. “ليكن ما يكون. فأنا لا أحب معظم الأشياء التي أسمعها لأنني أشعر أن عنصر موسيقى الراب لم يعد موجوداً. كما لا توجد الكثير من الكلمات، فأنا أحترم تلك الأغاني التي تحتوي على كلمات. ولكن ليس الأغاني المكون معظمها من موسيقى التراب
مع الأخذ بعين الإعتبار تأثير مدرسته القديمة عليه، فإن رؤيته هذه لا تشكل مفاجأة. فهو لم يكن معجبٌ بموسيقى الكثير من المشاهير حتى وقتٍ لاحقٍ من حياته مثل: وو تانغ كلان وبابليك إينيمي ومايكل جاكسون، إلى جانب عظماء العرب مثل أم كلثوم وفيروز
يعمل المنسق الموسيقي الفلسطيني البالغ من العمر 38 عاماً في مجال الموسيقى منذ عدة عقود. بعد أن اشترى أول قارئة اسطوانات (فونوغراف) في عام 2003 والتي قرر جاره الذي يعاني من ضائقة مالية بيعها، وقد حقق شهرةً في عمّان وفي جميع أنحاء العالم العربي بإعتباره رائد مشهد الهيب هوب الإقليمي إلى جانب فريق “رام الله أندرغراوند” الفلسطيني الجماعي الذي انشهر في وقتٍ مبكر من عام 2000
لقد كان المشهد في عام 2004 صغيراً. وكانت هناك ليالٍ لموسيقى الهيب هوب في النوادي بشكلٍ متكرر ولكن ليس منتظم. ثم ظهرت في الوقت نفسه فرقة “رام الله أندرغراوند” و”دي ايه أم”، مما ساهم بظهور الراب المحلي أيضاً. فيقول وهو يتذكر الأيام الأولى لموسيقى الهيب هوب في المنطقة “لقد كانت بمثابة البداية لكل شيء
أما اليوم فهو يقضي معظم وقته في القاهرة. وعلى الرغم من عدم إعجابه بمعظم موسيقى الهيب هوب القادمة من العالم العربي، إلا أنه لا يزال يشارك وبشكل كبير في المشهد، ليس كمنسق موسيقي فقط، بل من خلال إطلاق موسيقاه الخاصة به لأول مرة
تم إصدار ألبومه الأول صالح الألحان في مارس، وتبدو الموسيقى الكلاسيكية التي أثرت في تأليفه لموسيقى الراب العربي المعاصر واضحة في كل من الأغاني ال 16 للألبوم
يقول رداً على سؤالٍ حول سبب تأخره بطرح ألبومه الخاص “إنه نوع من التقدم الطبيعي للأشياء”. “فإنتاج الموسيقى يمنحني شعوراً معيناً كالذي منحني إياه التنسيق الموسيقي”
يبدو من الواضح بعد الاستماع إلى الألبوم بأنه نتاج سنواتٍ من استكشاف الأصوات من جميع أنحاء العالم. “لقد جمعت تسجيلات وأسطوانات منذ فترة طويلة حقاً. فعندما عشت في الولايات المتحدة بدأت بشراء اسطوانات الهيب هوب. ثم انتقلت إلى الشرق الأوسط وبدأت بجمع التسجيلات أو الإسطوانات العربية
ونتيجةً لذلك، يعد هذا الألبوم مزيجاً فريداً من النوعين، وبالنسبة له، فإن إستخدام الأصوات العربية الكلاسيكية هو الأكثر أهمية. إذ يقول “حتى سن 13، كانت الموسيقى العربية الوحيدة التي سمعتها داخل منزلي، هي التي استمع إليها آباؤنا. فجميعنا أصغينا إليها خلال نشأتنا، سواء أحببنا ذلك أم لا”. ويضيف “أردت أن أبدأ بذلك. فالأمر كله كان يتعلق بكيفية العودة إلى هذه الموسيقى والاستماع إليها بأذن مختلفة