صور مذهلة تكشف عن جمال مكة المخبأ

توفيق بيهوم يقدم نظرة نادرة عن فترة الحج

غادر المصور اللبناني توفيق بيهم، الذي علّم نفسه بنفسه وطنه كطفل خلال الحرب الأهلية عام 1983، وانتقل إلى المملكة المتحدة حيث نشأ بكنف والدايه الفنانين.

 

تأثر بيهوم ببئيته المنزلية ولكنه لم يكن متأكداً من المسار الذي يجب أن يسلكه، فقرر التسجيل في مدرسة للفنون. “كنت في المكتبة وأذكر أني التقطت كتاباً للتصوير الفوتوغرافي بعنوان بيروت: مدينة في أزمة لدون مكولين”. يقول بيهوم، ويضيف: “وهنا أدركت أنني أريد التقاط آثار الثقافات المتلاشية من خلال الصور حتى أتمكن من ربط ابتكاري مع اهتماماتي السياسية”.

 

 

 

منذ ذلك الحين، شعر بيهوم بدافع كبير للابتكار بسبب عطشه لتوثيق كيفية تطور المجتمع في عالمنا الحديث.

 

في عام 2011، شرع في مغامرة روحية إلى مكة، مسقط رأس الإسلام، لكنه لم يكن لديه نوايا في البداية لتوثيق رحلته الشخصية. لحسن الحظ، قبل مغادرته نصحته زوجته بأخذ كاميرا Hasselblad لالتقاط مجموعة أكثر دفئاً من الصور، خاصةً وأن معظم صور الحج الحديثة يتم تصويرها بالهواتف المتحركة. “لقد تم اصطحاب كاميراHasselblad  إلى القمر وآن الأوان لتذهب إلى مكة” كما يقول.

 

 

 

تترجم اللقطات المذهلة لبيهوم الكثافة البشرية والعاطفية لشعائر الحج، بالإضافة إلى التحول الهائل وغير المسبوق لمكة. خلال القرن الماضي، تغيرت مكة بشكل جذري مع ناطحات السحاب الشاهقة والفنادق الفاخرة التي تهيمن على محيطها، مما أدى إلى تقويض تاريخ المدينة المقدسة. “يتم إبتلاع الكعبة بشكل متواصل من قبل جميع ناطحات السحاب الحديثة والفنادق ومراكز التسوق المشيدة في خلفيتها. لقد تعمدت تضمين هذه المباني في إطار الصور لإظهار مدى التطور السريع والمخيف للعولمة”، يشرح بيهوم.

 

 

إن تغطية بيهوم الملفتة للحج ليست حميمية فقط، بل نادرة. في المسجد، ممنوع التقاط الصور، لذلك اضطر بيهوم إلى تهريب كاميرته والتقاط الصور. “كانت كاميرتي في كيس بلاستيكي ملفوف بمنشفة. أوقفني شرطي ووجدها. أخبرته أنها الكاميرا القديمة لجدي وأنني أصلحها، وصدّق الأمر! أردت فقط أن أكون قادراً على إظهار كم أن الحج من الداخل جميل، عظيم، وغامر على الرغم من التغييرات”.

شارك(ي) هذا المقال