جورجيا في الصيف

اكتشف 10 دول باردة في الصيف وبعضها ذو تكلفة رخيصة

لصيف مميز

جورجيا في الصيف

مع اشتداد الحرارة وارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء العالم، يبدأ كثيرون في البحث عن وجهات تقدم طقسًا باردًا ومنعشًا بعيدًا عن الزحام والمدن الساخنة. لحسن الحظ، توجد مجموعة من دول باردة في الصيف، تحديدًا في أوروبا وشمال الكرة الأرضية، توفّر مناخًا معتدلًا وأجواءً طبيعية ساحرة تجعل من عطلتك الصيفية تجربة استثنائية.

في هذا الدليل، نستعرض 10 من أجمل دول باردة في الصيف اغلبها أوروبية، والتي تُعد كذلك من أفضل الدول الباردة في شهر أغسطس للراغبين في الهروب من الحرّ دون التخلي عن التجربة السياحية الغنية.

اليك 10  دول باردة في الصيف بعضها في اوروبا والبعض الاخر رخيصة 

جورجيا: الجبال تنادي في قلب القوقاز

جورجيا وجهة سياحية

في قائمة دول باردة في الصيف، تبرز جورجيا كخيار استثنائي يجمع بين الطبيعة الخلابة والتكلفة المنخفضة، ما يجعلها وجهة مثالية لعشّاق السفر الذكي. تقع هذه الدولة الأوروبية الباردة في الصيف عند مفترق طرق بين أوروبا الشرقية وغرب آسيا، وتتميّز بتضاريس جبلية آسرة يمتدّ عبرها جزء من سلسلة جبال القوقاز، ما يمنحها مناخًا معتدلًا حتى في أكثر شهور الصيف حرارة، مثل أغسطس. بينما ترتفع درجات الحرارة قليلًا في العاصمة تبليسي، تنخفض بشكل ملحوظ في مناطق مثل كازبيجي وسفانيتي، حيث الهواء منعش والمشهد الطبيعي ساحر.

جورجيا ليست فقط دولة باردة في الصيف ورخيصة، بل أيضًا غنيّة ثقافيًا وتاريخيًا. من الأسواق الشعبية في تبليسي إلى الأديرة المعلقة وسط الجبال، تأخذ الزائر في رحلة حسّية بين الحاضر والماضي. تكلفة السفر فيها متواضعة بشكل لافت: يمكن قضاء يوم كامل، يتضمن الإقامة، الطعام، والمواصلات، بأقل من 60 دولارًا، مما يجعلها من أفضل الخيارات للمسافرين الذين يضعون الميزانية في الحسبان.

من أبرز التجارب المتاحة: التخييم على ضفاف الأنهار الجبلية، زيارة كنيسة غيرغيتي المطلة على جبل كازبيك، وركوب الخيل في وديان توشيتي. كما يُعد المطبخ الجورجي تجربة بحد ذاته، حيث تمتزج النكهات الشرقية والغربية في أطباق تقليدية مثل الخاشابوري والخينكالي. ولإقامة مريحة وإطلالة بانورامية على جبال القوقاز، ننصح بالحجز في Rooms Hotel Kazbegi، حيث تبدأ الأسعار من 90 دولارًا لليلة الواحدة.

سواء كنت تسعى للابتعاد عن حرّ المدن الكبرى، أو تبحث عن ملاذ بارد ومذهل ضمن دول أوروبية باردة في الصيف، فإن جورجيا تمنحك كل ما تحتاج إليه… وأكثر.

ألبانيا: للباحثين عن دول باردة في الصيف في اوروبا

البانيا دول باردة في الصيف ورخيصة

ألبانيا تُعد من الدول النادرة التي تجمع بين طبيعة البحر المتوسط وامتداد جبال الألب، ما يجعلها وجهة مزدوجة في طابعها: مشمسة لمن يبحث عن الشواطئ، ومنعشة لمن يفضل الهروب إلى المرتفعات. في الجنوب، يتوجه السياح إلى البلدات الساحلية مثل “ساراندا”، “هيمارا”، و”ڤلورا”، حيث تتلامس مياه البحر الأيوني بالجبال، وتصل درجات الحرارة في أغسطس إلى حدود 30 درجة مئوية. إلا أن نسيم البحر ومحدودية الزحام مقارنة بجيرانها اليونان وكرواتيا، يجعلان من هذه المناطق وجهة بحرية مناسبة لمن يفضل أجواء متوسطية هادئة وغير مكلفة.

أما لمن يبحث عن دول باردة في الصيف ورخيصة بحق، فالشمال الألباني يقدم الصورة المعاكسة تمامًا. المناطق الجبلية مثل “فالبونا”، “ثيث”، و”غيامارا” تتمتع بدرجات حرارة معتدلة إلى باردة، لا تتجاوز 22 درجة في أغسطس، وتغطيها الغابات والأنهار الصافية. تعتبر هذه المناطق من الدول الباردة في الصيف بالمعنى المناخي الفعلي، ويقصدها محبو المشي الطويل والتخييم والمغامرات الطبيعية.

ما يمنح ألبانيا تفوقًا بين الدول الأوروبية الباردة في الصيف هو التوازن بين تنوع المناخ وانخفاض التكلفة. يمكن الإقامة في بيت ضيافة جبلي مقابل 20 إلى 35 دولارًا، وتناول وجبات محلية غنية دون أن تتجاوز 10 دولارات. وسائل النقل الداخلية بسيطة وغير مكلفة، ما يجعل من الرحلة تجربة اقتصادية ذات جودة عالية. ومن بين الخيارات المُوصى بها للإقامة في منطقة “فالبونا”، نرشّح Guesthouse Mehmeti Valbone، الذي يوفر إقامة بسيطة وهادئة وسط الطبيعة بأسعار تبدأ من 30 دولارًا لليلة.

الرحلة إلى ألبانيا ليست مجرّد استجمام على الشاطئ أو تسلق في الجبل، بل فرصة لاكتشاف بلد يتطور بسرعة، ولا يزال يحتفظ بجماله الأصلي وروحه الهادئة. إنها الوجهة التي تُرضي الطرفين: من يسعى إلى البحر، ومن يشتاق إلى الهواء البارد والسكينة.

لاتفيا: حيث يلتقي الهدوء بالهواء البارد في قلب البلطيق

لاتفيا

لاتفيا ليست من الوجهات التي تتصدر عناوين السفر عادة، لكنها في الواقع واحدة من الدول الباردة في الصيف التي تمنح زائرها مزيجًا نادرًا من السكينة، الطبيعة الخضراء، والملامح الأوروبية الكلاسيكية. تقع لاتفيا على ضفاف بحر البلطيق، بين إستونيا وليتوانيا، وتتميّز بمناخ معتدل في أشهر الصيف، حيث تتراوح درجات الحرارة في يوليو وأغسطس بين 15 و22 درجة مئوية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للهروب من موجات الحرّ التي تضرب مناطق أخرى من القارة.

العاصمة “ريغا” تقدّم للزائر تجربة ثقافية وعمرانية غنية: مدينة قديمة بأبراجها القوطية وممراتها المرصوفة بالحجر، وأسواق مكشوفة، ومقاهٍ تحفّها الورود. لكن ما يرفع من قيمة التجربة هو سهولة الانتقال من وسط المدينة إلى الغابات، البحيرات، والشواطئ البرية على بُعد ساعة واحدة فقط. هذا التنوّع الطبيعي يجعل من لاتفيا واحدة من أهم الدول الأوروبية الباردة في الصيف للراغبين في التبديل السريع بين المدنية والطبيعة.

تُعد لاتفيا أيضًا من الدول باردة في الصيف ورخيصة نسبيًا مقارنة بجيرانها الشماليين. الفنادق، المطاعم، والنقل العام تُقدَّم بأسعار معتدلة، ويمكن لمَن يسافر بميزانية محدودة أن يستمتع بإقامة يومية لا تتجاوز 60 إلى 80 دولارًا. في بلد يمتاز بالغابات الكثيفة وحدائق وطنية مثل “غوجا”، سيكون من السهل التمتع بتجربة غنية دون الحاجة إلى مصاريف كبيرة. ولإقامة أنيقة في قلب العاصمة وبأسعار متوسطة، ننصح بـWellton Riverside SPA Hotel، حيث تبدأ أسعار الغرف من 85 دولارًا، ويضم منتجعًا صحيًا يطل على نهر دوجافا.

سواء كنت تسعى للانعزال بين الأشجار أو ترغب في اكتشاف مدينة ذات طابع أوروبي راقٍ وغير متكلّف، فإن لاتفيا تمنحك ذلك بهدوء وأناقة، وتُثبت أنها من الوجهات التي لا تحتاج إلى الصخب لتُدهشك.

آيسلندا: لمحبي المغامرات في الدول الباردة في الصيف

آيسلندا لمحبي المغامرات في الدول الباردة في الصيف

 

حين يُذكر اسم آيسلندا، يتبادر إلى الذهن فورًا ذلك التناقض البصري الساحر بين الجليد والنار، بين البراكين الخامدة والأنهار الجليدية، بين ضوء لا ينطفئ ومناخ لا يُشبه سواه. في قلب شمال المحيط الأطلسي، تقف آيسلندا كأحد أكثر الدول الباردة في الصيف جذبًا للمسافرين الباحثين عن بيئة خام، ضوء أبدي، وتجربة لا تُشبه أي مكان آخر. في شهري يوليو وأغسطس، تتراوح درجات الحرارة في ريكيافيك والمناطق المحيطة بين 10 و15 درجة مئوية، مع رياح ناعمة وضوء نهار يمتد لما يقارب 21 ساعة في اليوم.

آيسلندا تُعدّ بلا منازع من أبرز الدول الأوروبية الباردة في الصيف، لكنها ليست وجهة اقتصادية بالمعنى التقليدي. التكلفة اليومية للمسافر قد تبدأ من 150 دولارًا وتشمل الإقامة والطعام والنقل، إلا أن كل لحظة على هذه الجزيرة تستحق ما يُنفق فيها. الرحلات حول “الرينغ رود” تُظهر لك البلاد في أبسط وأجمل حالاتها: شلالات متدفقة، ينابيع حارة في الهواء الطلق، أراضٍ بركانية داكنة، وسواحل تسكنها طيور البفن.

ما يميّز التجربة الآيسلندية هو الشعور بالعزلة النقية، والاتصال المباشر بالعناصر الطبيعية. في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 400 ألف نسمة، تصبح الطبيعة هي الصديق الوحيد، والمغامرة هي الإيقاع اليومي. من الاستحمام في بحيرة “البلو لاغون”، إلى تسلّق حواف الأنهار الجليدية في “سكافتافيل”، تكتشف أن فصل الصيف يمكن أن يكون بارداً، عميقاً، ومليئاً بالدهشة. ولإقامة مريحة في قلب العاصمة ريكيافيك مع لمسة من الفخامة، يُنصح بالحجز في Center Hotels Plaza، حيث تبدأ الأسعار من حوالي 140 دولارًا لليلة الواحدة وتوفر سهولة الوصول إلى أهم معالم المدينة.

ورغم أنها لا تُصنّف ضمن الدول الباردة في الصيف والرخيصة، إلا أن آيسلندا تبرّر كل تكلفة بتجربة لا تتكرر. هي المكان الذي يُثبت أن البرودة قد تحمل دفئًا من نوع آخر: دفء المغامرة، الاكتشاف، والهدوء المطلق.

غرينلاند: حين تتحوّل دول باردة في الصيف إلى رحلة لا تنسى

غرينلاند حين تتحوّل دول باردة في الصيف إلى رحلة لا تنسى

بعيدًا عن خطوط الرحلات المعتادة، حيث تتوقف الطائرات الصغيرة ويبدأ الصمت القطبي، تُفتَح أبواب واحدة من أكثر الدول الباردة في الصيف غرابة وتطرّفًا في التجربة: غرينلاند. هذه الجزيرة الشاسعة، التابعة إداريًا للدنمارك، ليست وجهة لزائري المدن أو المتاحف، بل لعشّاق الأرض التي لم تلمسها الأقدام كثيرًا. في الصيف، لا تتجاوز درجات الحرارة في معظم المناطق الساحلية 8 إلى 12 درجة مئوية، ما يجعلها من بين أبرد البقاع التي يمكن زيارتها في يوليو وأغسطس ضمن نطاق السفر السياحي.

رغم كونها تقع خارج المشهد السياحي التقليدي، إلا أن غرينلاند تُعد من الوجهات النادرة التي ما زالت تحتفظ بروحها الأولى. المناظر هنا غير قابلة للمقارنة: جبال جليدية بارتفاع مبانٍ شاهقة، مضائق ضيقة تسبح فيها الحيتان، وقُرى صغيرة يعيش فيها السكان الأصليون الإينويت بتقاليدهم الممتدة منذ قرون. الوصول إلى غرينلاند قد يكون مكلفًا، لكنها تقدم للزائر تجربة من فئة “مرة في العمر”، وهو ما يجعلها حاضرة بجدارة ضمن قائمة الدول الأوروبية الباردة في الصيف لمحبي العزلة الكبرى.

غرينلاند هي وجهة فاخرة بروحها البرية. تكلفة اليوم الواحد قد تبدأ من 200 دولار، لكن في المقابل، يُمنَح المسافر فرصة نادرة لرؤية الأرض كما كانت، والتأمل في عالم لا تُقطعه طرق سريعة ولا تُنيره لوحات إعلانية. يمكن حجز رحلات بحرية بين الكتل الجليدية، المشاركة في جولات مع صيادين محليين، أو ببساطة الجلوس على صخرة ومشاهدة شروق الشمس يتسلّل بين الجبال الجليدية العملاقة. ولمن يرغب في الإقامة في أجواء هادئة تطل على المضائق، يُنصح بـHotel Arctic في مدينة إيلوليسات، حيث تبدأ الأسعار من نحو 200 دولار لليلة، ويوفر إطلالات مباشرة على أحد أكثر الخلجان الجليدية سحرًا في العالم.

ما تقدّمه غرينلاند لا يُقاس بعدد المعالم، بل بعمق الشعور. إنها واحدة من الدول الباردة في الصيف التي تعيد تعريف السفر، وتدعوك للتباطؤ، التأمل، والعودة إلى الجوهر.

فنلندا: ألف بحيرة ومساحة واحدة للسكينة

فيلندا دول اوروبية باردة في الصيف

في أقصى شمال أوروبا، حيث تتداخل الغابات مع الماء، وتتمدد ساعات النهار بلا نهاية، تبرز فنلندا كأحد أبرز الخيارات لمن يبحث عن الهدوء، الهواء البارد، والانفصال عن التوتر الحضري. في قلب الصيف، وتحديدًا خلال شهري يوليو وأغسطس، تتراوح درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد بين 12 و20 درجة مئوية، مع انخفاض أكبر كلما اتجهت شمالًا نحو لابلاند. هذا المناخ المعتدل يجعل من فنلندا واحدة من أكثر الدول الباردة في الصيف ملاءمةً لتجربة سفر تعتمد على التأمل، الطبيعة، والراحة النفسية.

بعيدًا عن الصورة السطحية للمباني الحديثة وهلسنكي الهادئة، تكمن التجربة الفنلندية الحقيقية في الريف الواسع: كوخ خشبي على ضفاف بحيرة، جلسة ساونا ساخنة تتبعها غطسة في الماء البارد، وتجديف على صفحة مرآوية تعكس سماءً لا تنام. هذه هي فنلندا التي لا تُشبه أي مكان آخر في أوروبا. ومع كونها من الدول الأوروبية الباردة في الصيف، فهي تُقدّم نموذجًا مختلفًا تمامًا للسفر الصيفي: بدون حشود، بدون صخب، فقط تواصل نقي مع الطبيعة.

من ناحية التكلفة، تُعد فنلندا ضمن النطاق المتوسط، مع إمكانيات لتخفيض النفقات عند السفر إلى المناطق الريفية أو اعتماد خيارات الإقامة المستقلة مثل تأجير الأكواخ. يمكن للمسافر بميزانية محدودة أن يكتفي بـ70–100 دولار يوميًا، خاصة إن توجّه نحو الأنشطة الطبيعية المجانية. ولمن يبحث عن إقامة ساحرة وسط الطبيعة، يمكن حجز كوخ خشبي على ضفاف بحيرة في منطقة سافونلينا عبر Jarvisydan Hotel & Spa Resort، حيث تبدأ الأسعار من 110 دولارًا تقريبًا لليلة، وتشمل تجربة ساونا فنلندية تقليدية ومناظر بانورامية على الغابات والمياه.

تُثري فنلندا تجربة المسافر بتفاصيل بسيطة: مذاق توت طازج التُقط من الغابة، رائحة الخشب في منزل ريفي، أو حتى شعور الصمت التام في قلب الطبيعة. هذه البلاد ليست فقط خيارًا بين الدول الباردة في الصيف، بل خيار لمن يريد أن يعيد ترتيب إيقاعه الداخلي، بهدوء، وبلا استعجال.

السويد: الشمال الذي يمنحك المساحة لتتنفس

السويد الذي يمنحك المساحة لتتنفس

السويد بلد لا يفرض نفسه على زائره، بل يستقبله بهدوء واتزان. تقع في شمال أوروبا، وتُعد من أكثر الدول الأوروبية الباردة في الصيف جاذبية لمن يبحث عن تجربة صيفية خالية من الازدحام، مليئة بالخضرة، ومغمورة بالنور. بين شهري يوليو وأغسطس، تراوح درجات الحرارة في الجنوب حول 20 درجة مئوية، بينما تنخفض في لابلاند الشمالية إلى أقل من 15 درجة، حيث يستمر النهار حتى منتصف الليل، وتُصبح الطبيعة حاضرة في كل لحظة.

في السويد، لا تُقاس المسافة بالأميال، بل بالإحساس. قد تنتقل من قرية صغيرة على بحيرة إلى مسار جبلي في لابلاند خلال يومين، لكن الإحساس الذي يرافقك لا يتغيّر: شعور بالصفاء. يُعد درب “كونغسليدن” من أكثر مسارات المشي شهرة في أوروبا، ويمتد لمئات الكيلومترات عبر مناطق بكر لم تمسّها يد الصناعة، ما يجعله أحد أبرز رموز السفر المستدام والهادئ في القارة.

بميزانية تتراوح بين 80 و120 دولارًا يوميًا، يمكن قضاء أيام غنيّة بالمغامرة والسكينة في السويد. ويمكن لمن يبحث عن إقامة ريفية أنيقة أن يجد ملاذًا هادئًا في Sörbyn Lodge في منطقة نوربوتن شمال البلاد، حيث الأكواخ الخشبية تطل على البحيرة مباشرة وتُقدّم تجربة سويدية أصيلة وسط الطبيعة، بأسعار تبدأ من حوالي 100 دولار لليلة.

يمكن أن تمشي لساعات دون أن ترى أحدًا، وتجلس على ضفة نهر دون أن تسمع سوى خرير الماء. إنها دولة تقدّم لزائرها شيئًا نادرًا: مسافة حقيقية من العالم، ومساحة شخصية للانفصال، التأمل، والعودة إلى الذات.

شمال كندا: خيار امن للباحثين عن دول باردة في الصيف

شمال كندا خيار امن للباحثين عن دول باردة في الصيف

تتّسع كندا في جغرافيتها حدّ أنها لا تُشبه بلدًا، بل قارة مستقلة. لكن شمالها تحديدًا، في ولايات مثل يوكون ونونافوت والأقاليم الشمالية الغربية، يقدّم تجربة من نوع خاص. خلال الصيف، تتحوّل هذه المناطق إلى مساحات من الضوء القطبي والهواء النقي، مع درجات حرارة لا تتجاوز 15 درجة مئوية حتى في أغسطس، ما يجعلها من أكثر الدول الباردة في الصيف خارج أوروبا تميزًا وجاذبية لعشاق الطبيعة الجامحة.

هذه ليست وجهة لمن يسعى إلى الشواطئ أو الحياة الليلية، بل لأولئك الذين يبحثون عن المعنى في الصمت، في مشهد يمتد من الأفق إلى الأفق دون أن يُقاطعه شيء. التجديف في بحيرات “غريت سليف” أو “تاغيش”، مراقبة الدببة والموظ من مسافة آمنة، وزيارة مجتمعات السكان الأصليين التي لا تزال تحتفظ بتقاليدها في الصيد والحرف، كلها تشكّل ملامح الرحلة في هذا الجزء المنسي من العالم.

التكلفة في النطاق المتوسط إلى المرتفع، ويمكن خفض التكاليف بالسفر إلى بلدات صغيرة والاعتماد على المعسكرات أو الأكواخ الخشبية المحلية. بميزانية تبدأ من 120 دولارًا يوميًا، يمكن تصميم تجربة ذات طابع مغامر وحميمي في الوقت نفسه. ولمن يبحث عن إقامة تدمج بين العزلة والراحة، يُنصح بـDiscovery Yukon Lodgings، وهو نُزل جبلي في يوكون يضم كبائن خشبية وسط غابات شمالية خلابة، بأسعار تبدأ من حوالي 100 دولار لليلة، ويوفر تجارب تأمل وهدوء نادرة.

ما يُميّز شمال كندا هو الإحساس بأن الزمن يتباطأ، وأن العالم الحديث يتراجع خطوة إلى الخلف، لتمنح الطبيعة للمسافر فرصتها في التقدّم. من بين الدول الباردة في الصيف، تظل هذه المساحات الكندية القصوى خيارًا نادرًا لمن يبحث عن عُزلة لها نكهة الحياة البرية، وشمس لا تغيب في سماء لا حدود لها.

سيبيريا – روسيا: اتساع لا نهائي تحت سماء باردة

روسيا في الصيف

سيبيريا ليست مجرد منطقة، بل أسطورة تمتد عبر ثلثي مساحة روسيا، وتُجسّد مفهوم المساحة المفتوحة كما لا يفعله أي مكان آخر. في أعماق هذا الامتداد الشاسع، وفي مدن مثل “إيركوتسك” و”نوفوسيبيرسك” وصولًا إلى بحيرة بايكال، تنخفض درجات الحرارة في الصيف إلى ما بين 10 و18 درجة مئوية، حتى خلال أكثر شهور العام دفئًا. لهذا، تُعد سيبيريا واحدة من أبرز الدول الباردة في الصيف من حيث المناخ، وأقلها شهرة في خرائط السفر العالمية.

الرحلة إلى سيبيريا لا تتعلّق فقط بالبرودة، بل بالهدوء الغامر، وبالطبيعة التي لم يتم ترويضها بالكامل بعد. بحيرة “بايكال”، الأعمق في العالم، تبدو ككوكب مستقل بحد ذاتها: مياه صافية حتى القاع، جبال تحيطها من كل اتجاه، وقرى صغيرة تُطلّ عليها بعزلة ساحرة. أما في الغابات الممتدة شرقًا، فيمكن للمسافر أن يستقل القطار العابر لسيبيريا، ليمرّ بأراضٍ لا يُقاطعها سوى صمت الطبيعة وصفير العجلات.

من حيث التكلفة، تُصنّف سيبيريا ضمن الدول الباردة في الصيف والرخيصة نسبيًا، خاصة إن قورنت بوجهات أوروبية أخرى. الإقامة والمواصلات والطعام تبقى في المتناول، حيث يمكن للزائر أن يقضي يومًا كاملاً بأقل من 60 دولارًا، مع فرص حقيقية لاختبار الحياة الريفية الروسية الأصيلة بعيدًا عن صخب موسكو وسانت بطرسبرغ. ولتجربة إقامة مميزة على ضفاف بحيرة بايكال، يُنصح بالحجز في Baikal View Hotel في جزيرة أولخون، حيث تبدأ الأسعار من حوالي 70 دولارًا لليلة الواحدة، مع إطلالة بانورامية على المياه الزرقاء والجبال المحيطة.

سفالبارد – النرويج: حدود الأرض وتجربة الضوء السرمدي

النرويج وجهة باردة في الصيف

في أقصى شمال الكرة الأرضية، حيث تنتهي الطرق وتبدأ المغامرة، تقع أرخبيل سفالبارد، التابع للنرويج، والذي يُعد من أكثر الدول الباردة في الصيف من حيث الموقع والمناخ والروح. هنا، فوق خط العرض 78، لا تغيب الشمس طوال أشهر الصيف، ولا ترتفع درجات الحرارة عن 7 درجات مئوية، حتى في ذروة أغسطس. هذا الضوء السرمدي يخلق حالة ذهنية غير مألوفة، حيث تُفقد الإحساس بالزمن، وتبقى الطبيعة فقط هي ما يحدد إيقاع اليوم.

تُصنف سفالبارد بجدارة ضمن أكثر الدول الأوروبية الباردة في الصيف تطرّفًا وغرابة، وتقدم تجربة لا تشبه سواها: مدينة “لونغيربين” الصغيرة هي المركز الحضري الوحيد، لا إشارات مرور، لا ناطحات سحاب، فقط منازل ملونة تطل على بحر قطبي، وكلب زلاجات يمر بجوارك دون استعجال. خارج المدينة، تبدأ الأراضي البيضاء التي يسكنها الدب القطبي أكثر مما يسكنها البشر. ولهذا، لا يُسمح بالخروج من حدود المدينة دون حمل سلاح حماية – واقع يجعل من هذه الرحلة مغامرة كاملة الأركان.

سفالبارد تجربة فريدة من نوعها تتطلب ميزانية تبدأ من 200 دولار في اليوم، تشمل الإقامة، الجولات الميدانية، والتنقلات الجوية المحدودة. لكن ما تدفعه هنا لا يُقابل فقط بالخدمة، بل بالندرة؛ فأنت في مكان لا يشبه أي مكان، على حافة الجليد الأزلي، حيث لا تصل الطرق ولا الإشارات، فقط أنت والضوء والهدوء. ولإقامة تتناسب مع الطابع الفريد لهذه التجربة القطبية، يُوصى بـFunken Lodge، أحد أفخم الفنادق في لونغيربين، حيث تبدأ الأسعار من نحو 200 دولار لليلة، ويجمع بين الراحة المعاصرة وأجواء الاستكشاف القطبي.

سفالبارد ليست وجهة “سياحية” بالمعنى الكلاسيكي، بل دعوة مفتوحة للابتعاد عن كل ما هو مألوف. في خريطة الدول الباردة في الصيف، تمثل أقصى الحافة، وأكثرها صفاءً، وأقلها ضجيجًا. إنها الرحلة التي تُشبه حلمًا طويلًا، لا يُشبه سوى ذاته.

كوينكا – الإكوادور: جو ربيعي دائم في قلب الأنديز

كوينكا

في عمق جبال الأنديز، وعلى ارتفاع يلامس 2,500 متر فوق سطح البحر، تقع مدينة كوينكا، واحدة من أرقى وأجمل المدن الاستعمارية في أمريكا اللاتينية. ففي الوقت الذي تشهد فيه معظم مدن العالم موجات حر خانقة، تحافظ كوينكا على طقسها المثالي، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 12 و24 درجة مئوية، مما يجعلها وجهة صيفية استثنائية للباحثين عن نسيم معتدل وهواء نظيف.

بمزيجها الفريد من العمارة الإسبانية، والأسواق التقليدية، والحدائق المرتبة على ضفاف الأنهار، تُقدّم كوينكا تجربة بصرية ووجدانية متكاملة. المدينة القديمة، المصنّفة كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو، تنبض بالحياة لكن دون صخب، وتحافظ على توازن نادر بين الحضور الثقافي والهدوء البيئي. هذا ما جعلها محط أنظار المتقاعدين، الرحالة، والمبدعين الذين يبحثون عن بيئة محفزة بأسعار معقولة.

كوينكا أيضًا دولة باردة في الصيف ورخيصة بمعناها العملي، إذ يمكن العيش والتمتع بكامل التجربة السياحية فيها بميزانية لا تتجاوز 50 إلى 70 دولارًا يوميًا. الأسعار معقولة، الطعام المحلي غني ومتنوع، والنقل الداخلي منظم وسهل، سواء عبر الحافلات أو سيرًا على الأقدام. ولا يُخفى أن قربها من الجبال، والينابيع الحارة المحيطة بها، يفتح الباب أمام أنشطة طبيعية ممتعة مثل المشي الجبلي والسباحة الحرارية. ولإقامة دافئة ومريحة في قلب البلدة القديمة، ننصح بـ Hotel Santa Lucia، وهو فندق تاريخي أنيق داخل قصر يعود للقرن التاسع عشر، بأسعار تبدأ من 60 دولارًا لليلة، ويجمع بين الطابع التراثي والراحة العصرية.

في ختام الجولة بين دول باردة في الصيف، تقدّم كوينكا صوتًا مختلفًا: ليس صوت الرياح القارسة، بل همس النسيم اللطيف، وخطوات المسافرين الذين اختاروا أن يحتفلوا بالصيف، لكن على طريقتهم.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة