يقول المصور المغربي محسن إينو البالغ من العمر 27 عاماً: “كنت أكره أن أظهر بالصور العائلية” ويضيف “ولكي أهرب من الصور، قررت أن أكون أنا من يلتقطها”. لكن إينو لم يكن يعرف بأن لديه الموهبة إلى أن قام عمه بتظهير الصور التي التقطها خلال اجتماعٍ للعائلة في تطوان وأدرك حينها بأنها صور رائعة. فيقول “لقد كان هذا اليوم نقطة محورية في حياتي”.
منذ ذلك الحين، استخدم إينو التصوير الفوتوغرافي كوسيلته للتعبير، ملتقطاً قصص المدينة الخفية والمجتمعات المهمشة ليبتكر من خلالها روايته الخاصة. فمن خلال لقطاته اليومية – وبأصالةٍ نادراً ما يمكن مشاهدتها – يقدم صورة رائعة للحياة اليومية في المغرب. والنتيجة كانت سلسلة Melting Pot المصورة، وهي نظرةٌ حميميةٌ لحياة المواطنين الخفية، وللأوجه الكثيرة التي تشكّل المجتمع المغربي.
حيثُ تعتبر العفوية هي جوهر عمل إينو وخاصةً في هذه السلسلة، إذ يقول: “في يوم من الأيام كنت أنظر إلى الصور وشاهدت فيها الاختلاف بين الهوية والثقافة. لذا، اخترت مجموعةً من الصور لتوضيح هذه الاختلافات وترجمتها إلى مشروعٍ وثائقي”.
تقدم سلسلة Melting Pot نظرةً حميميةً مؤثرة عن بلدٍ يمر بمرحلة انتقالٍ دائمة. فيقول إينو مناقشاً جوهر صوره “صوري هي رحلاتٌ ذهنيةٌ بين الماضي والحاضر، كما تعكس كل التغيرات التي يشهدها المغرب اليوم وجميع الشكوك المتعلقة بالحداثة”. من خلال تصوير المرأة أو الرجل، الشباب أو العجائز، يترجم إينو في صوره الصراعات اليومية التي تعكس الوجه المتغير للمغرب.