زوروا عاصمة أوروبا الثقافية الجديدة هذا الصيف

دعكم من روما، إذ عليكم زيارة الجوهرة الإيطالية: ماتيرا

ماتيرا هي نتوء صخري في منطقة بازيليكاتا في جنوب إيطاليا، وهي عبارة عن مجمع من المساكن بشكل الكهوف، كما أنها موقع تراثي عالمي تابع لليونسكو، وقد تم اختيارها مؤخراً كعاصمةٍ أوروبا الثقافية لعام 2019.

نحن نعتبر روما مدينة قديمة بإعتبار أن عمرها حوالي 3000 عام، ولكنها في الحقيقة صغيرة بالعمر مقارنة بماتيرا التي يزيد عمرها عن 5000 عام. تقع هذه المدينة في كعب الجزمة الإيطالية (بإعتبار أن خريطة إيطاليا تُشبه الجزمة)، ويسكنها حوالي 60 ألف شخص، ولكنها كانت أيضاً موطناً لبعض الأفلام مثل “آلام المسيح (2004)” و “بن هور” (2016) و “ماري المجدلية” (2018)

تحولت هذه المدينة من كونها مجموعة من الأحياء الفقيرة في جنوب إيطاليا إلى وجهةٍ لقضاء العطلات، حيثُ من المقرر أن تجتذب المدينة آلاف الزوار الجدد هذا العام، مما يعطي روحاً جديدة لماضيها الأثري.

يعود تاريخ فترة ساسي إلى العصر الحجري القديم منذ أكثر من 2.5 مليون سنة، مما يعني أن المشي في ماتيرا يشبه إلى حد ما المشي في متنزهٍ في فترة ما قبل التاريخ. ومن الطرق الشائعة لتشعروا بأنكم تعيشون في تاريخ هذه المدينة، التوقف في وسط مدينة ساسي في متحف  “فيكو سوليتاريو”.

فهو يُظهر مساكن الكهوف المفروشة التقليدية، مع إعطاء الزوار فكرة عما كانت عليه الحياة في ماتيرا في العصور القديمة. ومن الواضح أن هذه الكهوف قد تحولت اليوم إلى فنادق، مع وجود المكيفات وشبكة الإنترنت.

فعلى سبيل المثال، يقع بالاتسو ديل دوكا في أعلى نقطة في ساسي، وهو فندق بوتيكي رومانسي مع شرفة رائعة تطل على وادي غرافينا. ومع الاحتفاظ بالكثير من التفاصيل المعمارية الأصلية للكهوف، تم تأثيث الأجنحة بمسبحٍ ساخن وشلال مع وجبة إفطار تُقدم في غرفة كهف مضاءة بالشموع.

يقول باولو فيري، المدير العام لعاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2019 في ماتيرا، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز: “الأمر لا يتعلق بالسياحة” “بل بكيفية زيادة نوعية الثقافة وكيفية إشراك المواطنين لصنع قاعدةٍ ثقافيةٍ أكبر في المدينة”. ويبدو هذا واضحاً في كمية الفعاليات التي يتم تنظيمها هذا العام في ماتيرا. إذ ستُعرض أوبرا “كافاليريا روستيكانا” الجميلة لبييترو ماسكاني في أواخر فصل الصيف (في الفترة الواقعة ما بين 2 و11 أغسطس) في ساسو كافيوسو، في حين ستقوم فعالية أخرى بعرض أهم الروائع الفنية من جنوب إيطاليا، بما في ذلك 180 عملاً لفنانين مثل رافاييل وكارافاجيو.

تُظهر ماتيرا أن زيارة التاريخ هو بالفعل العاصمة الثقافية لعصرنا.

شارك(ي) هذا المقال