تعرفوا إلى عجلان غارم، الفنان الذي يغير وجهات النظر السائدة حيال الهوية السعودية

والآن يعرض عمله الفني بشكل الجامع في بينالي فانكوفر

“يركز عملي على توازن القوى بين الفرد والدولة، وعلى الأخص على قدرة جيلي على إحداث التغيير”، كما يقول الفنان السعودي عجلان غارم البالغ من العمر 33 عاماً. ولد غارم ونشأ في مدينة خميس مشيط الجنوبية المحافظة، درس الرياضيات في الجامعة في وقت كانت فيه منطقة الخليج تشهد تطوراً سريعاً. واليوم يستخدم مهاراته التحليلية وأساليب فنية متعددة لاستكشاف المجتمع السعودي من خلال الفن، سواء داخل المملكة أو خارجها. في يونيو الماضي، قام غارم بإرسال عمله الفني بشكل مسجد بالحجم الطبيعي بعنوان Paradise Has Many Gates إلى Vanier Park في كندا للمشاركة من النسخة الرابعة من بينالي فانكوفر.

 

وقد عُرض هذا العمل لأول مرة في الشرق الأوسط وأوروبا، ووصل إلى تكساس هذا الصيف وسيبقى هناك لمدة عامين. مع تزايد جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة بنسبة تتجاوز ما كانت عليه بعد 11 سبتمبر، وفقا لبيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي، يأمل غارم أن تحرك خطوة البينالي الجريئة في عرض مسجده في فانكوفر سوف مشاعر التبادل الثقافي بين المجتمعين.

 

 

هذا العمل الفني الضخم بشكل المسجد – الذي يعد أول أعمال غارم التركيبية – مصنوع من نفس المادة التي تستخدمها الدول الغربية لإقامة الأسوار على طول حدودها لمنع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من الدخول. “لطالما استخدم القفص لمنع دخول غير المصرح بهم، أو خروج المسجونين”، يشرح غارم مشيراً إلى مشاعر الحبس التي قد يحرّضها شكل المسجد على الرغم من كونه شفافاً. تم وضع العمل في حديقة عامة، وتدب الحياة فيها من خلال غمر الجمهور داخلها. معاً، يُدعى المسلمون وغير المسلمين للتواصل داخل المسجد والتساؤل حول علاقتهم بالمساحات المقدسة والتفكير في كيفية اختلاف السلوكيات بين الثقافات والأجيال المختلفة. “في القرآن، يقال إن هناك ثمان بوابات للجنة”، كما يقول غارم قبل أن يضيف: “الهدف هو التفكير في كيفية الوصول إلى تلك البوابات معاً”.

 

ينبع إبداع غارم من رغبته في الجمع بين الناس وبناء جسور التفاهم. كما يسعى إلى تحدي الصور السائدة عن الثقافة السعودية في الخارج، أما في الوطن، فهو مشغول بمحاولة إعطاء صوت للفنانين الشباب على أمل إحداث تغيير. في عام 2013، أسس مع شقيقه عبد الناصر (واحد من الفنانين المعاصرين الرائدين في المملكة العربية السعودية) شركة غارم ستوديو في الرياض التي سعت إلى منح الفنانين السعوديين حرية التعبير وخلق حوار في بلد لطالما كان الفن فيه تحت سيطرة الحكومة الشديدة. مع كون %50 من السكان تحت سن الـ 30 سنة، فإن غارم مقتنع الآن بأن مهمته ستلقى صدى كبير مع الجيل الجديد في المملكة الذي يعيش زمن العولمة والتواصل، ويساعده في ذلك تعهد ولي العهد محمد بن سلمان، في خططه لرؤية 30، لتمكين الشباب وتشجيع الفنانين.

 

يستمر عرض عمل Paradise Has Many Gates الفني في بينالي فانكوفر حتى 2020

 

vancouverbiennale.com

شارك(ي) هذا المقال