يقول المصمم التونسي الألماني محمد علي قاسمي البالغ من العمر 25 عاماً والذي أطلق علامة “علي” في عام 2018 “أنا أحب الأشياء البسيطة، ولا أحب التفكير الزائد وإضاعة الوقت”.
يستغل قاسمي الذي لا يستخدم إلا اللون الأسود والذي يعتبره “ضرورياً”، تراثه المزدوج كمصدرٍ إلهام له. وقد أطلق للتو مجموعته التي تناسب كلا الجنسين، وليس لديه أية نية لاتباع المواسم والصيحات الرائجة، مما يُعتبر خطوةً هامةً في وقتٍ نحن بأمس الحاجة فيه لصناعة أزياءٍ مستدامة.
ويشرح القاسمي أن شغفه بتصميم الأزياء بدأ من استخدامه للملابس كـ”درع حماية” لمشاعره وعواطفه. “لقد كنت طفلاً انطوائياً وتعرضت للتنمر في المدرسة” وأضاف “ولكن جدتي أخذتني ذات يوم لمتجرٍ يبيع القطع الكلاسيكية واشتريتُ جينز من هناك من علامة ليفايس. وقد تفاجأ الجميع في المدرسة في اليوم التالي. لقد غير هذا الجينز حياتي، ومنذ ذلك اليوم وأنا أستخدم الأزياء كدرع حماية لي”.
انتقل القاسمي إلى باريس عام 2015، حيث تعلم حرفة التصميم أثناء تدربه عند المصمم رعد حوراني، والذي كان له أثر كبير على استراتيجية العلامة، وعلى ستايل القاسمي الكلاسيكي البسيط والجميل. “لقد أردت تسمية علامتي “ميزون علي قاسمي باريس” ولكن رعد نصحني بإسم “علي” فقط والذي يعكس هويتي.”
بعد ذلك عمل القاسمي لدى علامة “واي بروجيكت” في عام 2017، حيث شق طريقه من صالة العرض إلى فريق الإنتاج. ويقول عن سنوات عمله الأولى “أنا أؤمن بالتعلم من خلال التجربة، وهذه التجربة جعلتني أتعلم كل شيء”.
لكنه الآن أصبح جاهزاً للوقوف على قدميه وتوجيه رسالة قوية للعالم، مع الاحتفاظ برغبته بأن يكون صادقاً ويروي قصته الشخصية. إن قطعه (التي يمكن ارتداؤها بسهولة لمرات متتالية) مستوحاة من أسلوب الملابس التقليدية في شمال إفريقيا، لكنها تعبر في الوقت ذاته عن الأناقة والجدية اللتين يمتاز بهما الستايل الألماني.
ويشرح دفاعاً عن تنوع وشمولية هذا الجيل، بأن قصاته الواسعة والطويلة المستوحاة من البيجاما قد جذبت الأمهات المحجبات، اللواتي يفضلن دوماً ارتداء الفساتين والسراويل الداكنة الفضفاضة.
تكمن قوة هذه العلامة بلمستها الحزينة كونه وضع ذكرياته الحميمة في تصاميمه. والنتيجة هي مزيج استثنائي من القوة والرقة. حيث يقول “بعد كل ما قدمته الموضة لي، أشعر أن الوقت قد حان لأردّ ذلك لها”.
تصوير: اسماعيل بزري