تخيلوا أن يتم إخباركم بأنّكم سوف تموتون في سن العشرين. على الرغم من أن الأمر ليس كذلك في الحقيقة إلا أنّ هذا التصوّر قريب جداً من الكثيرين ممن يعيشون في السودان. كما كانت تلك الفكرة موضوع الفيلم الأول للمخرج “أمجد أبو العلا” بعنوان “سوف تموت في العشرين” والذي حصل على الجائزة الأولى في مهرجان الجونة السينمائي.
يكشف الفيلم معاناة بطل الرواية “مزمّل” أثناء محاولته خوض غمار الحياة بعد أن أخبره الشيخ بأنه سيموت في سن العشرين. وعلى “مزمّل” أن يختار ما بين دراسة القرآن أو الاستمتاع بحياته بطرق أخرى قبل أن تحل النهاية المحتومة.
https://www.youtube.com/watch?v=c2aS5GwqMhU
قال العلا لمجلة Variety “إن هذا الفيلم لا يتحدّث بالضبط عمّا هو خطأ أو صواب” ثم أضاف “الفيلم يخبرمزمّل: يجب عليك أن تتّخذ قرارك ولا تسمح لرجل الدين أو والدتك أو مجتمعك بأن يقرر عنك. عليك أن تعيش حياتك كما تريدها أنت”.
والأهم من ذلك بأنّ الكاتب العلا يخص الشعب السوداني بهذا الفيلم حيث وصفه بأنه “دعوة للحرية”. يأتي هذا الفيلم بعد الاحتجاجات الجماهيرية التي أدت إلى الإطاحة بالديكتاتور “عمر البشير“
إن فوز هذا الفيلم أضاف لمسة ثورية إلى مهرجان الفيلم الذي تأسّس في عام 2017 خاصة وأنّ مصر هي موطن ملايين المهاجرين السودانيين الذين يتعرّضون في كثير من الأحيان للتمييز العنصري.
قبل بضعة أشهر ظهر مقطع لفنان كوميدي مصري يرتدي وجهاً أسود ويسخر من السودانيين، الأمر الذي تصدّر عناوين الصحف وأثار احتجاجاً شعبياً كبيراً. وهذا مجرّد مثال واحد.
لقد حصل فيلم “ستموت في العشرين” أيضاً على جائزة Lion of the Future Award for Best Debut Feature في الدورة 76 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي (وكان أول فيلم سوداني يفوز بجائزة في تاريخ المهرجان).