تعتبر سينما “متروبوليس إمباير سوفيل” السينما الفنية الأولى والوحيدة في لبنان والآن هي مهددة بالإغلاق. تأسست هذه الصالة التي تعتبر من معالم بيروت عام 2006، وأصبحت معروفة بعروضها السينمائية المستقلة الطموحة من المنطقة وخارجها، حيث عرضت أفلام مستقلة حظيت بإعجاب الجماهير.
مؤخراً، أصبح لبنان مركز جذب للأفلام في السنوات القليلة الماضية، حيث رسخ مكانته كنقطة التقاء لبعضٍ من أهم صانعي الأفلام في المنطقة، وحمل راية التنوع في سرد القصص.
تقول مؤسسة صالة متروبوليس هانيا مروة: “”الذكرى المفضلة لي هي عندما غنى الجمهور في مسرحينا المليئين عيد ميلاد سعيد للمخرج المرشح لجائزة الأوسكار جوشوا أوبنهايمر، الذي كان ضيفنا بعد أن قدم فيلمه “ذا لوك أوف سايلنس”، وكذلك ذكرى حضور الممثلة كاثرين دينوف افتتاح مهرجان أيام السينما في بيروت لتقديم فيلمها “جو فو فوار” عن حرب يوليو 2006″”.
ولكن بصفتها منظمة غير ربحية، تحج الجمعية نفسها في بحثٍ دائمٍ عن التمويل والرعاية. وكانت السنوات الثلاث الماضية الأصعب على الإطلاق. “إن الأزمة الاقتصادية والمالية في البلاد تجعل طلب المساعدة من الرعاة والمانحين من القطاع الخاص أمراً أكثر تعقيداً كما أن الدعم السنوي الرمزي الذي نحصل عليه من وزارة الثقافة يتأخر بشكل غير مبرر إما بسبب الإجراءات البيروقراطية أو بقرار من وزارة المالية” تقول مروّة.
ومع تصاعد الحاجة إلى إنقاذ السينما، فقد أطلق القائمون عليها أول حملة لجمع التبرعات في أغسطس الماضي، وأعلنوا منذ ذلك الحين عن حدثٍ لجمع التبرعات في متحف سرسق ببيروت، والذي سيعقد في 1 أكتوبر.
ونظراً لكونها السينما الوحيدة التي ترحب بالأفلام ذات الميزانية المنخفضة وتتيح عرضها لمدةٍ طويلة (والتي قد تصل إلى شهرين)، فهي تمثل تناقضاً صارخاً مع دور السينما الأخرى في البلد، وعن هذا تقول مروة “عادةً ما تتم إزالة الفيلم حتى بعد مرور أربعة أيام فقط على بداية عرضه” مشددةً على أن هذا القرار يرجع عادةً إلى قلة الإيرادات التي يحققها ذلك الفيلم في شباك التذاكر.
على الرغم من ازدهار صناعة السينما في لبنان، إلا أن مروّة تشعر بالقلق من زوال المساحات المستقلة الأخرى من خريطة السينما إذا ما تم إجبار صالة “متروبوليس إمباير سوفيل” على إغلاق أبوابها.
في الأوقات المضطربة التي نعيشها الآن، لا يمكن للأفلام تغيير العالم فحسب، بل يمكنها أيضًا تغيير قلوبنا. من خلال رواية القصص التي عادةً ما يتم تجاهلها على الشاشة أو جعلنا نرى الحياة من منظور آخر، فإن تلك الأفلام تجعلنا جميعاً أقرب من بعضنا البعض.
ومن خلال تقديم تجربة سينمائية حميمية موجه للمجتمع، فإن أماكن مثل “متروبوليس إمباير سوفيل” تمتلك القدرة على توحيدنا ولمّ شملنا في الواقع. نحن بحاجة حقاً للوقوف معاً لإبقاء تلك الصالة على قيد الحياة.