تقول البايو على صفحة الإنستاغرام للمصور الإسباني روبرتو ألكاراز البالغ من العمر 45 عاماً “أماكنٌ عادية. أشياء عادية. صور عادية”. صحيح أن ألكاراز يقوم بتصوير لقطات للمدينة والتي قد لا تبدو رائعةً في الحياة الواقعية، إلا أن تصويره الحالم – الذي يتميز بتناظر جذاب و ألوان الباستيل الضبابية – يحول الشوارع العادية إلى شوارع خارجة من عالم ويس أندرسون السريالي. بعد أن أمضى 25 عاماً من حياته في قريةٍ خارج مدينة بنيدورم، حيثُ عَمِل لمدة 10 سنوات، بدأ ألكاراز في توثيق هذه المدينة والتي اشتهرت باستضافة ملايين السياح (البريطانيين على وجه الخصوص) في كل صيف، والقادمين لقضاء عطلةٍ ممتعة والحصول على بشرةٍ سمراء جذابة واحتساء الشرب تحت أشعة الشمس الإسبانية.
قام العديد من المصورين بتوثيق أسلوب الحياة المبتذل للسائحين الذين تلونت وجوههم باللون الأحمر بفعل الشمس في بينيدورم في “لا مارتين بار”. لكن ليس هذا ما لفت انتباه ألكاراز. إذ يقول “لقد اخترت الخلفية والسيناريو التي جعلت بنيدورم مشهورةً” ويضيف “أريد تحدي أولئك الذين ينظرون للمدينة نظرة دونيّة من خلال إظهار صور بنيدورم التي لا يتوقعون رؤيتها”. تهيمن الألوان الفاتحة والبنفسجية الداكنة والوردية الناعمة على صوره التي تصوّر المباني ذات الخطوط المتكررة والنمط المعماري القاسي (والذي ازدهر في فترة الخمسينات حتى منتصف السبعينات) والتي يراها بطريقه.
وعندما سئل عن مصدر هذه الرغبة المستمرة في العثور على إطارٍ هندسي ومتناسق مثالي، قال المصور بأن هذا الأمر ربما يكون استجابة شخصية للمشاعر المتضاربة التي يحملها تجاه بنيدورم. فالعثور على السكون غير المتوقع من خلال الهندسة المعمارية في هذه المدينة المزدحمة يمنحه شعوراً لا يوصف بالصفاء. ومن خلال مشاركة هذا الشعور مع العالم، فهو يتركنا في رهبة وترقب وعلى استعداد لحجز رحلةٍ إلى … بنيدورم.