في عام 2014، بدأ المصور التونسي زياد بن رمضان، الّذي يبلغ 36 عاماً، بتوثيق الجمال الحزين والقاسي للحياة اليومية في مدينة قفصة المنسية ، وهي منطقة مناجم الفوسفات المعزولة والمهمّشة في جنوب غرب تونس.
ويقول بن رمضان: “منذ الثورة ونحن نسمع عن الكثير من القصص والقضايا الاجتماعية على التلفزيون الوطني. ولكن برأي أن التلفزيون أصبح وسيلة إعلامية قديمة تقدم برامج لا تساير العصر. قررت أن أذهب بنفسي لرؤية ماذا يحصل في قفصة وتوثيقه. هذه هي الطريقة التي اخترتها لتعريف الناس عنها.”
مثله مثل معظم التونسيين الذين يعيشون في المدن الساحلية المزدهرة، لم يزر زيد تلك المنطقة من قبل. ويتابع: “لم أكن أعرف أي شخصٍ عندما وصلت هناك. ولكنني قابلت الكثير من الناس في محاولتي لفهم الوضع القائم.”
لطالما كان الجزء الجنوبي من البلد معزولاً، إلا أن العزلة هذه تسود حتى بين القرى المحلية.
ويقول زياد: “أتت القوة العاملة في المناجم من جميع أنحاء شمال أفريقيا، لذا ليس هناك إنسجام سكاني بين من يعيش في تلك المنطقة. هناك أيضاً صعوبات تفرضها الطبيعة القاسية لأن الحياة في تضاريس قفصة تبدو شبه المستحيل. ولهذا تسود المنطقة حالة من التفرقة والعزلة. كما أن التوتر الاجتماعي والسياسي والعرقي يزيد من قوة تلك العزلة ويخلق حالةً من عدم الاستقرار.