لطالما كان الفنّ الإفريقيّ المعاصر القادم من أفريقيا أو من الفنانين المقيمين خارجها بتزايدٍ واضح، وبعد أربع سنواتٍ من الانتظار افتتح متحف Zeitz MOCAA أبوابه في أواخر شهر سبتمبر – كأضخم متحفٍ مكرّس للفنّ الحديث في أفريقيا. المكان؟
يتضمّنُ متحف Zeitz MOCAA، المُقام على مساحة 9500 متر مربّع متوزّعة على 9 طوابق، مساحةً عرض رائعة تبلغ 6000 متر مربّع تحتوي على 100 معرضاً، وحديقة علوية مكشوفة مُضاءة بأشعّة الشمس، ومتاحف صغيرة داخل المتحف الكبير مثل متحف Costume Institute ومركز Curatorial Excellence.
يقول مارك كويتزي – المدير التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة: “إنّ علامة أيّ حضارة متقّدمة هو مجموع ما أنتجته من إنجازات، وعليه فإنّنا إذا فهمنا بعضنا بشكل أفضل، وهو ما يقوم عليه الفنّ؛ سيكون بمقدورنا خلق عالمٍ نرغبُ جميعأً أن نعيش فيه. أعتقدُ أنّ هذا هو الشيء الأكثر تميّزاً في هذه اللحظة وفي هذا المتحف، وفي هذه الرؤية المشتركة والعمل المشترك لأولئك الناس الذين كانوا سبباً لنجاحه. إنّ هذا المتحف هو رمز أيقونيّ للثقة التي نشعر بها لكوننا أفارقة، والثقة التي نشعر بها فيما يخصّ مكانتنا في العالم.”
يقول الشريك في تأسيس وإدارة المتحف جوشان زايتز، وهو الذي يملك ما يعتبره البعض تشكيلة يُحتذى بها للفنّ المعاصر في أفريقيا وبلدان الشتات مؤكّداً أنّ افتتاح هذا المتحف في أفريقيا كان حتميّاً: “كنتُ دائماً أحلم بمتحفٍ في أفريقيا بينما كنت أوسّع مقتنياتي الفنّية! إنّه شيء عاطفيّ جدّاً بالنسبة لي أنّ يُتاح للناس جميعاً رؤية هذه الأعمال، وهو ما يسهم بإعطاء الفنّ الإفريقيّ هدفاً حقيقيّاً في نهاية المطاف.”
ومن المعارض الافتتاحية Encyclopedic City أو “المدينة الموسوعيّة للمعلومات”؛ وهو عمل فني خاص بالمعرض نفذه الفّنان الأنغوليّ إدسون تشاغاس وهو مكون من 23 كومة مؤلفة من 5000 صورة تمّ إنتاجها على نطاقٍ ضخمٍ من سلسلة Found Not Taken المصورة التي نشرها الفنّان نفسه في عام (2009). ستكون هذه أوّل مرّة يتمّ فيها عرض هذا العمل الذي حظي بصدى طيب منذ فوز تشاغاس بجائزة الأسد الذهبي في دورته الخامسة والخمسين في بينالي البندقية لعام 2013.
إحدى العلامات الفارقة الأخرى هي إضافة Curatorial Lab، والذي هو عبارة فضاء متعدّد الأغراض سيستخدَم لجذب الانتباه للقضايا التي لا يتم تسليط الضوء عليها بشكل كافٍ. سيتمّ افتتاح هذا الفضاء بمعرض تحت عنوان LGBTQI+، وسوف يقوم بعرض سلسلة من الصور الشخصيّة بالأبيض والأسود من عمل الفنّان الجنوب أفريقيّ زانيلا موهولي والذي تحقّق أعماله بمدى تمثيل قضايا مجتمع ذوي الميول الجنسيّة المختلفة LGBTQI+ وذلك فيما يخصّ الخوف من المثليّة والضغوط الحاليّة على قضيّة المثليّين في أفريقيا.
“إنّ الوقوف على عتبات متحفMOCAA Zeitz للفنّ الحديث في أفريقيا هو أمرٌ سرياليّ بطريقة أو بأخرى”، كما يقول مارك كويتزي – المدير التنفيذي لـ Zeitz MOCAA. “لقد كانت رحلة طويلة ومليئة بالتحدّيات، ولكنّنا مسرورون لكوننا استطعنا إيجاد منصّة بهذا الحجم وهذا التأثير من أجل أفريقيا.”
