Kamal Boullata

التراث الخالد للفنان التجريدي الفلسطيني الأكثر شهرة

حداداً على الفنان الفلسطيني التجريدي كمال بلاطة

Kamal Boullata

توفي في أواخر الأسبوع الماضي الفنان الفلسطيني المعاصر كمال بلاطة، في منزله في برلين عن عمرٍ يناهز 77 عاماً. عمِلَ بلاطة والذي كان غنياً عن التعريف، في المهجر بعيداً عن وطنه لمدة خمسين عاماً، وكان رائداً في حركة “حروفية” (التي تجمع بين الحداثة والخط العربي الإسلامي) وكان أحد أوائل مؤرخي الفن في فلسطين.

ويمكن التعرف على فنه فوراً – الذي يتميز بكونه مطبوعاً بأسلوب غرافيكي هندسي على شاشاتٍ حرارية، كما استخدم بلاطة النص الكوفي (وهو أقدم أشكال الخط العربي) بألوان زاهية. وبعد أن أُجبر على الهجرة في أعقاب احتلال إسرائيل للقدس عام 1967، أصبح فن الخط لديه هو تعبيره التجريدي عن هويته التي يتذكرها، مع أنماط غنية مستوحاة من التطريز على اللباس الفلسطيني والهندسة المعمارية البيزنطية لقبة الصخرة.
contemporary artist Kamal Boullata
درس بلاطة الفنون الجميلة في أكاديمية الفنون الجميلة المرموقة، ثم حصل على الماجستير في الفنون الجميلة من كلية كوركوران للفنون في الولايات المتحدة. ومن هناك نشأت حركة حروفية على الفور مع أتباع آخرين من بينهم الرسامة العراقية مديحة عمر، وليس من المستغرب أن تقوم مؤرخة الفن البارزة ومنسقة المعارض اللبنانية ساندرا داغر، بالكتابة عن حروفية باعتبارها أهم حركة فنية ظهرت في المنطقة خلال القرن العشرين.contemporary artist Kamal Boullata
أصبح عمل بلاطة اللاحق أقل تركيزاً على الهندسة وأكثر ميلاً إلى تصوير الضوء وشفافيته، وهو تغيير كبير عن انتمائه السابق لمدرسة الألوان المتضاربة. وقد أعلن بلاطة في مقابلة فيديو شهيرة له مع صحيفة الانتفاضة الإلكترونية، بأنه يبحث الآن عن ضوء القدس الذي تلاشى كل تلك السنوات الماضية.

على الرغم من عدم رغبته في أن يُعتبر مؤرخاً (بل فناناً قام فحسب بتنظيم فوضى حياة الفلسطينيين)، إلا أن بلاطة استمر في كتابة بعض النظريات الفنية المرموقة. والتي تضمنت “الانتماء والعولمة”: مقالات ناقدة في الفن المعاصر والثقافة (لندن 2008) و”الفن الفلسطيني”: من عام 1850 إلى اليوم (لندن 2009)، والتي قامت بنشرهما مكتبة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكتبة الساقي للكتب والصحافة.
Kamal Boullata
سيتم افتقاد عقله وأعماله كثيراً، حيث نشر سلطان سعود القاسمي، المحاضر الإماراتي في مجال النشاط الفني في جريدة الشرق الأوسط ومؤسس “مؤسسة برجيل للفنون”: “لم يكن كمال فناناً بارعاً فحسب، بل كان مؤلفاً لما يمكن اعتباره أهم كتابٍ عن موضوع الفن الحديث والمعاصر من فلسطين بعنوان: الفن الفلسطيني: من عام 1850 إلى اليوم”.

لقد عُرِضت أعمال بلاطة على مر السنين في كل القارات، ويمكن رؤية أعماله بشكل دائم في مجموعاتٍ في معهد العالم العربي في باريس والمكتبة العامة بنيويورك والمتحف البريطاني في لندن ومتحف الدوحة للفن العربي الحديث، وأماكن أخرى كثيرة. أما معارضه الفردية الأخيرة فكانت في دبي ولندن وبرلين.

ومع ذلك، من المقرر أن تستمر معارضه في العام المقبل، حيثُ من المقرر عرض أعماله إلى جانب إطلاق كتاب خاص به في جامعة كامبريدج، بالإضافة إلى إصدار دراسة عن عمله سيتم نشرها من قِبَل هيرمر فيرلاغ وإصدار واحدٍ من كتب بلاطة غير المنشورة “أن إنتربتد فيوج” الذي يُعتبر بمثابة وثائقي عن عمله الخاص. كما سيتم إدراج لوحاته في معرض “التبلور: الفن التجريدي من العالم العربي بين الخمسينات والثمانينات” وهو معرض متجول تقوم به مؤسسة برجيل للفنون والذي سيُعرض في خمس معارض أمريكية مختلفة العام المقبل.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة