“لطالما أردت زيارة برازيليا… فكرة وجود (مركز سياسي) في البرازيل أثارت حس الفضول بي، بالإضافة إلى رغبتي برؤية العمارة الجميلة التي ابتكرها أوسكار نيماير.” ولهذا قررت هذه المصورة البرازيلية ذات الـ22 عاماً زيارة عاصمة بلدها لتوثيق العمارة المعاصرة الأنيقة والأبنية الهندسية الشكل.
لكن زيارة ميلاني أتت في وقتٍ كانت المدينة تستعد فيه لمناسبةٍ ضخمة. فقد كانت قبل يومٍ من الاحتفال بعيد الاستقلال، وكانت التحضيرات للمهرجان تملأ أرجاء المدينة. وفي نفس الوقت، تم حجب الثقة عن الرئيسة السابقة للبلد ديلما روسيف. وعن ذلك تقول: “ذلك الشعور الوطني والحماس جعلاني أكثر فضولاً حيال وجهة نظر الشباب المحليين عن الحكومة والبلد، فرغم جمال برازيليا إلا أنها موطن النخبة الحاكمة والفاسدة في نفس الوقت.”
أوسكار نيماير هو المهندس المعماري البرازيلي الذي بنى برازيليا بالتعاون مع المهندس المدني لوسيو كوستا في خمسينات القرن الماضي. ولقد أمِل نيماير أن تعكس هندسته للمدينة ومبانيها صورةً لمجتمعٍ أكثر منطقية وحرية وبعداً عن الرأسمالية.
وتضيف ميلاني: “لطالما انتقد الناس برازيليا بقولهم إنها تمثل اللحظة التي فشلت بها محاولة بناء مشروعٍ معاصر وحداثي، وأستطيع تفهم وجهة النظر تلك” ثم تذكر بعد ذلك مجموعة من العيوب التصميمية – الاجتماعية مثل غياب الأرصفة والمساحات المحدودة للمراكز الثقافية والمنازل. وتختتم: “رغم العمارة المذهلة إلا أن المدينة لا تزال تبث شعوراً من الكآبة داخلي.”
تشتهر البرازيل بمشهدها المعماري المشبع والمليء بالألوان والتناقضات، لذا فإن قرار ميلاني بالتقاط الصور الرمادية حصراً كان منطقياً للغاية. وتقول: “يعجبني أن الصبغة الرمادية للصور تجعها تبدو أزلية، وكأنها صور مرسومة لمجتمعٍ مثالي خيالي.”
