عادات منسية في حفلات الزفاف علينا إعادة إحيائها

من لا تريد أن تقفز فوق سمكة سبع مرات؟

تعتبر الأشهر القادمة الأكثر غنى بالمناسبات الاجتماعية بالنسبة للعرب. فمع توديع الطقس القاسي يتحضر الجميع لموسم “مبروك، عقبالك!” أو بمعنى آخر موسم الزفاف! “ما هو هاشتاغ حفلة الزفاف هذه؟” أو “من هو منظّم الحفل؟”… هذه بعضٌ من الأسئلة التي سيتكرر سماعها خلال المناسبة. ولكن انتظروا! هل تفلح قاعات الفنادق الضخمة والفساتين الراقية وديكورات الورود العملاقة في ترك أي أثرٍ مميز؟ نحن نعيش في عصر العولمة بلا شك وهناك الكثير من التأثيرات الخارجية… لكن احتفالات الزفاف في البلدان العربية أصبحت نسخاً مكررة عن بعضها وعن بقية حفلات الزفاف حول العالم و أصبحت تقاليد الزفاف المنسية بعيدة عنّا.

إذاً، هل تريدون التميز عن كل مظاهر وصور الزفاف المكررة والمملة التي نراها على صفحات Pinterest واختيار مظاهر أكثر فرادةً؟ ما عليكم إلا التعرف على بعضٍ من تقاليد الزفاف المنسية التي يزخر بها العالم العربي من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا!

 

شمال أفريقيا

 

حتى وقتٍ قريب، كانت حفلات الزفاف في شمال أفريقيا تدوم سبعة أيام. كل أفراد العائلة كانوا يشاركون في تحضير المعجنات والطعام. التقاليد اليوم لا تزال نفسها نوعاً ما ولكنها أقصر. لا تزال زيارة الحمام المغربي التقليدي أمراً أساسياً تقوم به كل عروس. وبرفقة الصديقات والعائلة تستعد لحمّام تقشير للجسم بواسطة “الكيسة” وهو القفاز التقليدي والصابون الأسود. وفي اليوم التالي يبدأ حفل الحنّة الذي يقتصر حضوره على النساء عادةً.

ورغم التشابهات القوية إلا أن لكل منطقةٍ طقوسها الخاصة.

 

المغرب

 

Courtesy of @zamaaan

في شمال المغرب وفي مدينتي تطوان وطنجة، إضافة إلى ليلة الحنة، تكون العروس محط الأنظار في حفل الـ”بوجا” وخلاله تختبئ النساء في هودجٍ تكون العائلة قد وضعت فيه مفتاحاً قديماً وقطعة من الخبز رمزاً إلى السعادة. ثم يقوم رجال العائلة بالإحاطة بالهودج ونقل العروس بداخله مشياً على الأقدام إلى أبواب أقرب مسجد حيث تتم قراءة الفاتحة.

 

الجزائر

 

Courtesy of @zamaaan

 

تختلف التقاليد اختلافاً كبيراً تبعاً للمنطقة.

في منطقة القبائل الجبلية تقوم العروس بغسل نفسها في صحنٍ فخاري كبير قبل الزفاف. وتتم إضافة البيض (الذي يعبر عن الخصوبة) وأعشاب القرّاص اللاسعة (التي تعبر عن الحياة الجديدة) إلى ماء الاستحمام.

وفي مدينة تلمسان التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، تقوم نساء العائلة ليلة الزفاف بإخفاء العروس تحت شرشفٍ حريري أبيض اسمه “حايك”. ويرسمن دائرتين باللون الأحمر على كل خدٍّ من خدّيها وداخلهما نقاط بيضاء يقوم العريس بإزالتها عندما يقابل زوجة المستقبل.

 

تونس

 

Courtesy of @reorientmag

 

في تونس يُستخدم السمك لإبعاد عين الحسود ويتم ترديد عبارة “الحوت عليك”. ولذلك يتم الاستعانة بالسمك في الأعراس الفلكلورية في بعض المناطق.

في مدينة بنزرت الشمالية يجب على العروس أن تربط سمكة حول كاحلها والمشي في أرجاء المنزل طوال اليوم رمزاً إلى الحظ السعيد.

وفي صفاقس يعتبر طقس “اقفزي فوق السمكة” من أكثر الطقوس ترقباً في حفل الزفاف. وعلى الزوجين الجديدين القفز فوق السمكة سبع مرات لتفادي الحظ السيء.

 

ليبيا

غالبية العرائس الليبيات سيخبركن عن “التشنيع” والذي يعني حرفياً “جعل الشخص قبيحاً”. ورغم اسمه، يرمي هذا الطقس إلى تزيين العروس (التي يجب أن تظهر بدون أي مكياج ومرتدية الفستان الليبي الوردي التقليدي) وتحضيرها ليوم الزفاف بمجموعةٍ من علاجات الجمال.

 

 

منطقة النيل

 

لا تزال منطقة النيل مكاناً تمارس فيه بعضٌ من أقدم طقوس الزفاف في العالم.

مصر

 

Courtesy of @zamaaan

يجب على العرائس أن يكنّ مستعدات للضحك والدموع في يوم الزفاف لأن أحد التقاليد المعروفة يقتضي بقرص العروس يوم زفافها لجلب الحظ السعيد.

في شمال مصر، وقبل الانتقال إلى عشّ الزوجية، كان الزوجان يعرضان عفش منزلهما على ظهر الحصان أو الجمال أمام الناس وذلك لجعل رباطهما الزوجي وثروتهما ظاهران للعلن.

واليوم، لا يزال إهداء الزوج بيجامة حريرية طقساً تمارسه الزوجات.

 

السودان

تنتشر في السودان تأثيرات عربية – أفريقية يمكن ملاحظتها بشكلٍ خاص في طقس الدخان. حيث يطلب من العروس التعري ثم يتم لفّها بأقمشة رقيقة قبل أن تقف فوق حفرةٍ مليئة بالعود والبخور.

 

 

شبه الجزيرة العربية

 

تحولت التقاليد البدوية القديمة في هذه المنطقة شئياً فشيئاً إلى طقوسٍ فاخرة ومترفة. الطعام أصبح أكثر تكلّفاً وتم استبدال الفساتين التقليدية بفساتين من الماركات العالمية.

 

المملكة العربية السعودية

 

Courtesy of @reorientmag

في الحجاز، لا تزال ليلة “الغمرة” (والتي تقابلها ليلة الحنّة في البلدان الأخرى) طقساً أساسياً خاصةً في المدينة. في ليلة الزفاف، وعندما يكشف العريس الطرحة عن وجه العروس يقوم بوضع أوراق قصدير ذهبية اسمها “غزية” على جبينها وخديها.

 

اليمن

 

Courtesy of @zamaaaan

يحدث طقس “الزكارة” في اليوم الأول من حفل الزفاف. يجتمع الضيوف في بيت العروس مع الفرقة الموسيقية والطبول والكثير من الزغاريد! وتحضر أم العروس “شذاب” وهي حلية صغيرة لجلب الحظ مصنوعة من الملح وآيات قرآنية وإبر وكمّون أسود. ثم تتم دعوة العروس لتقف تحت خيمةٍ اسمها “المشارة” فيها شموع ملونة وبيض وطحين وورود.

وبعد أسبوعٍ من الزفاف تقوم والدة العروس بدعوة العائلة والأقارب إلى حفلة “الشكمة” وفيها تعزف الموسيقى وتقدّم الحلويات وترتدي العروس الفساتين التقليدية والمجوهرات الفضية المزينة بأوراق الأشجار المقطوفة حديثاً.

 

العراق

يمتاز العراق بفسيفساء جميلة من الأديان واللهجات والإثنيات والتقاليد المختلفة. بعض الطقوس شبيهة بالطقوس الإيرانية خاصةً طقس “ميز السيد” والذي يشتمل على طاولة مزينة بمرآة وقرآن ولوز وجوز ورمان وتفاح أحمر وبيض ملون وماء الورد. إضافةً إلى كل ذلك ستجدون صينية العطار والتي تحتوي على سبعة أنواع من الطعام التي ترمز إلى النقاء (عادةً السكر والطحين والأرز والجبن والقشدة والحليب والزبادي).

كما تحتفظ العروس ببعضٍ من حبات الهال بين أصابعها وتغمس قدميها في زبدية من الماء والأعشاب الخضراء.

 

بلاد الشام

تتنافس أعراس بلاد الشام –وخاصةً في لبنان- في اختيار الأماكن والأفكار الأكثر تميزاً وتكلّفاً. ولقد ساهمت التقلبات السياسية والسكانية والحضرية (في لبنان وسورية  وفلسطين) بإحداث تغييرات جذرية في تقاليد الزفاف المنسية القروية.

في سورية، لا تزال بعض العادات قائمة حتى اليوم. فعلى سبيل المثال، لا يخلو أي عرسٍ شامي من حضور فرقة العراضة التي تقدم الأهازيج الشعبية ورقصة السي.

قبل بضعة عقودٍ من الزمن، كان على العريس تجاوز امتحان الشجاعة قبل بدء الحياة الزوجية. كان يطلب منه أن يتسلق قمة منزلٍ طيني وركل قسم من السقف ليثبت رجولته.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة