Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

روّاد الفن الشباب الذين يحدثون كل الفرق

تذكروا هذه الأسماء

اتسمت الفترة التي تلت أحداث 11 سبتمبر، التي لا تزال تفاصيلها تُكتشف إلى الآن بإزدياد بروز دول الشرق الأوسط التي عادت إلى الصدارة منذ بدأ “الربيع العربي” وازداد ظهورها مجدداً في الآونة الأخيرة مع الدمار المأساوي المستمر الذي يحلّ بمعالمها التاريخية. وكما هو الحال في معظم حالات التعرّض المفرط للسياسة، بدأ الفنانون الإقليميون التفاعل وإمعان التفكير حيال كل ما يجري وهو ما خلق نموّا لا يمكن إنكاره في مشهد الفنون الإقليميّ، والأهم من ذلك أن سوق الفن قد حذا حذوهم من طرف جامعي الفن – وخاصة في الخليج – إذ بدأ هذا السوق بالازدهار.

وأهم ما يميز الفن في الشرق الأوسط هو بروز الفن السابق لعصره في مجتمعٍ يفترض أنه واحدٌ من أكثر المجتمعات تقليديةً، وهذا ما أصاب المتابعين الغربيين للمشهد الفني في المنطقة بحالةٍ ذهول.

بدأ جامعي الفن في لعب دورٍ هام في المنطقة (التي لم يكن لديها سوى عدد قليل من الأماكن العامة والسياسات المخصصة للفن حتى الاَن). ويمكن للمرء أن يعتقد أن هؤلاء الرعاة ومقتنو الأعمال الفنية هم مجرد شيوخ قبائل نمطيين يتبخترون في أروقة معرض “آرت دبي للفنون” ولكن الشخصيات التي اخترنا تسليط الضوء عليها هم الشباب الذين يتمتعون بالحيوية والمشاركة الفعّالة ويسعون لإضفاء طابع مميز للمشهد الفني الإقليمي ويدعمون نمو الفنان بصورةٍ مباشرة.

 

لينا الأزعر

collectionneurs d’art lina lazaar

 

ولدت  لينا الأزعر في الرياض وترعرعت في سويسرا، هي ابنة راعي ومقتني الأعمال الفنية التونسي كمال الأزعر. درست لينا الإحصاء في كلية لندن للاقتصاد حيث رأيت فيها جانباً شاعرياً وكان ذلك قبل انضمامها إلى دار “سوذبيز” للمزادات حيث تخصصت في الفن المعاصر ونظمت بعض أهم معارض الفن الإسلامي والمزادات الفنية العربية والإيرانية.

ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف لينا أبداً: فقد أنشأت مجلّة “إبراز” وهي منصّة إلكترونيّة معنية بالفن في المنطقة، ثم أطلقت تظاهرة “جوّ” وهي حدث فني لم يسبق له مثيل على مستوى المدينة في تونس. وفي الآونة الأخيرة، نظّمت لينا الجناح التونسي في معرض بينالي البندقية عام 2017 وهو ما منحها أخيراً فرصة تمثيل بلدها الذي كان غائباً عن خريطة الفن الدولية منذ عام 1952.

 

دانا فاروقي

collectionneurs d’art Dana Farouki

 

ولدت دانا فاروقي وترعرعت في واشنطن العاصمة، دانا فنانة أميركية من أصل فلسطيني وهي راعية ومقتنية للأعمال الفنية وتعيش حالياً ما بين دبي ونيويورك. دانا  لديها شغف وعشق للفنّ والفنانين في المنطقة كما أنها تدعو إلى مبادرات ثقافية مختلفة من شأنها أن تزيد تدفق العمل من الشرق الأوسط إلى باقي أنحاء العالم.

ومن بين مشاركاتها الكثيرة الأخرى مع المؤسسات الدولية (وهي عضو في مجالس إدارة متحف الفن الحديث أو ما يعرف بـ”موما بي إس1″ وآرت دبي ومنظمة “كرييتف تايم” للفنون المعاصرة) فهي أيضاً رئيس لجنة التحكيم في جائزة “مجموعة أبراج للفنون” التي تُقدر وتُكافئ الفنانين في منتصف حياتهم المهنية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.

 

توني سلامة

collectionneurs d’art Tony Salamé
Tony Salamé by Juergen Teller

بدأ توني سلامة حياته المهنية في الأزياء وبنى إمبراطورية متاجر البيع بالتجزئة في بيروت تحت اسم “آيشتي “. ثم ظهر شغفه بالفنون في وقتٍ لاحق، ولكن استحق الأمر عناء الانتظار. ففي عام 2015 افتتح متحفاً للفن المعاصر يتكون من خمسة طوابق (بناه المهندس المعماري الشهير ديفيد آدجاي) في منطقة جل الديب وقد وظّف توني أحد كبار القيّمين الفنيين وهو ماسيميليانو جيوني (المدير الفني للمتحف الجديد للفن المعاصر في مدينة نيويورك).

وكما هو الحال بالنسبة للأزياء، فإن سلامة لديه شغف استحواذي للفن (فإنه عادةً لا يكتفي بشراء قطعة فنية واحدة لكنه يشتري معرضاً كاملاً). يسعى توني بنشاط لاقتناء الفنون الأميركية الشابة، وقد انتُقد لعدم انخراطه بشكلٍ كافٍ في الساحة الفنية المحلية وعدم تفاعله مع القضايا المحلية؛ هل يمكن أن تكون هذه الخطوة التالية لرجل الأعمال الذي استثمر برغم ذلك بشكل كبير في بلده؟

 

علية السنوسي

 

Alia al Senussi collectionneurs d’art

 

الأميرة علياء السنوسي البالغة من العمر 34 عاماً تنحدر أصولها إلى العائلة المالكة الليبية، نشأت في القاهرة وانتهى بها المطاف في لندن حيث هي اليوم ببساطة واحدة من أهم شخصيات الفن المعاصر في الشرق الأوسط. وهي تعمل في مجالس ولجان في مؤسسات مثل “تيت” ومعارض “سيربنتين” ومتحف “غوغينهايم” ومعهد الفن المعاصر في لندن ومعرض “باراسول يونيت” و”آرت دبي”، وأحد أهدافها الرئيسية هي مساعدة المنظمات التي تعمل معها في فهم تعقيدات الشرق الأوسط – وليبيا بالأخص.

في حين أنها نشطت جداً في الترويج لتراثها الثقافي وهي عازمة أيضاً على دعم جيل الشباب من الفنانين وإعطائهم فرصة لتغيير تصورات ومفاهيم المنطقة.

 

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة