المصوّر الإيطاليّ Pietro Pasolini ذو الخمسة وعشرين عاماً في مهمّة للتلاعب بالحقائق لجعلنا نتساءل عمّا هو حقيقيّ وما هو ليس كذلك. يقول بكلمات لا تخلوا من الفلسفة عن سلسلته Still Life التصويريّة: “لقد أصبح اعتقاداً شائعاً أنّ الحقيقة هي حصراً ما يمكننا الإحساس به أو رؤيته أو سماعه، ونحن نقلّل من أهمّية النسبيّة، وكأننا اخترنا –عن غير قصد- التفكير بالألوان كشيء واقعي ثابت. ولكن ماذا لو كان هذا الاعتقاد برمّته وهماً؟”.
نمى حبّ Pasolini للتصوير بينما كان يجوب الأرجاءَ مُسافراً. يقول في هذا الصّدد: “قضيتُ سنتين وأنا أتجوَّلُ حول آسيا موثّقاً حياة المجتمعات التي تقف على حافّة الانقراض، ثمّ أدركتُ بعدها أنّ الخبرة كانت تنقصني، ولذلك قرّرتُ أن أدرس ماجستير في التصوير. توسّعَتْ حدودُ أعمالي عند انخراطي بفنّانين مختلفين”.
تمّ تصوير هذه التشكيلة من الصّور باستخدام مزيج من لفائف الأفلام التناظريّة والحسّاسات الرقميّة التي تستجيب للأشعّة تحت الحمراء (IR). الأشعّة تحت الحمراء هي تردّدات إلكترونيّة مغناطيسيّة غير مرئيّة بالعين المجرّدة. “الألوان التي نراها هي ببساطة مجرّد تأويل لما تعكسه شبكيّة أعيننا من ضوء مُرتدٍّ عن الأجسام التي نراها” كما يقول Pasolini.
“أنا أسافر دائماً وعندي مشروع محدّد في بالي. عملي يعرض طريقة شخصيّة جدّاً لرؤية العالم، فالبعد الذاتيّ هو أساسيّ بالنسبة لي. أعتقدُ أنّ الناس يجب أن يكونوا قادرين على تمييز أعمالك الفنّية دون حتّى معرفة اسمك”.
