كيف تسيطرون على غضبكم في شهر رمضان

عندما يصبح الجوع سيّد الموقف

يتمحور شهر رمضان الفضيل حول كل ما هو جيّد وإيجابي وصحّي، ورغم أنّ الصبر وضبط الأنفس هما شعاراتنا الرنانة خلال هذا الشهر الكريم قد تسير الأمور في الاتجاه المعاكس تماماً! فقلّة الطعام والماء ستفقدنا أعصابنا وتشعرنا بالإحباط  والجوع الشديد.

لن تحتاجوا أن يكون لديكم شهادة طبية لتفهموا كيف تجري الأمور، دعونا نتخيّل الأمر سويةً: لديكم حوالي ساعة واحدة متبقية قبل موعد الإفطار بعد أن قضيتم يوماً طويلاً خارج المنزل وفي اللحظة التي دخلتم فيها المنزل اكتشفتم أنكم نسيتم شراء بعض الحاجيات والأغراض من المتجر من أجل وجبة الإفطار، ستشعرون عندها أن كل شيء يسير بالعكس وهذا ما نقصد به “غضب رمضان”، إنه مستوى من الغضب لا يمكنكم السيطرة عليه إلا بعد أن تصبح أفواهكم مليئة بالأطعمة المفضلة لديكم. لا تتظاهروا بأنكم لم تشعروا بهذه الحالة من قبل، فقد سبق أن مررنا بها جميعاً.

أُجريت دراسات رسميّة لكشف تفاصيل هذه الظاهرة العالمية والممتدة عبر الأجيال لتأتي النتيجة بأن “غضب رمضان” هو حالة حقيقية فعلاً، حيث سبق أن أكد الدكتور موسى آل زعلة استشاري الطب النفسي وعضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة الملك خالد أنّ الغضب هو من أكثر المشاكل والانفعالات النفسية الشائعة خلال شهر رمضان.

“تفرز الغدتان الكظريتان هرمون الأدرينالين الذي يؤثر على الكبد ويجعله ينتج أكبر كمية من السكر في الدم، مما يزيد طاقة الجسم ويجعله أكثر تحمّلاً للمجهود العضلي للدفاع عن النفس والذي بدوره يزيد استعداد الجسم لواجهة أي اعتداء لفظي وغير لفظي، ولذلك علينا أن ندير هذا الانفعال لكي نتّزن أكثر ونصل للتوافق النفسي والأسري والاجتماعي.”

لا بدّ وأن الخطوة الأولى نحو التعافي تتمثّل باعترافنا بالمشكلة التي نواجهها بدايةً، وبمجرد تجاوز هذه المرحلة يمكنكم الاعتماد علينا كلياً بعدها حيث سنطلعكم على مجموعة من الحيل والأساليب التي ستساعدكم على الاسترخاء والتعامل مع شدّة غضبكم أكثر.

ramadan

حياة جيدة وغذاء متوازن

يجب أن يكون الحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول الطعام بشكل سليم وصحّي أثناء الإفطار من أولوياتكم خلال هذه الفترة حيث سيساعدكم بالتّأكيد الغذاء المتوازن واكتساب الطاقة على الشعور بالتحسن لفترة طويلة. أضيفوا بعض جلسات التأمل واليوغا والمشي إلى روتينكم الرمضاني وستجدون أن الكثير من مشاعر الغضب ستزول خلال رمضان.

قللوا من تناول الكافيين والنيكوتين

سيفيدكم التقليل من تناول الكافيين والنيكوتين سواء كان ذلك خلال شهر رمضان بالتحديد أو خارجه، حيث تُعرف هذه المواد بكونها مسببة للإدمان للغاية فعلى الرغم من أنها تنشّطكم ليلاً، فإن الرغبة الشديدة في اليوم التالي لا تستحق كل هذا العناء وستزيد شعوركم بالغضب وتغذيه. يجعلنا شهر رمضان نمتنع عن هذه العناصر المنشّطة يوماً بعد يوم، ورغم أننا قد نحتاج بعض الوقت حتى نتأقلم مع هذا الحرمان المفاجئ تأكّدوا أنكم بمجرّد مرور هذه الفترة ستنعمون بالهدوء وراحة البال.

قوموا ببعض التمارين

تتطلب ممارسة الرياضة أثناء الصيام الكثير من الانضباط بلا شكّ، فأنتم تحفزون أجسامكم لبذل أقصى جهد على الرغم من أن لا أحد يطلب منكم فعل ذلك. قوموا بتطبيق الانضباط الذي تمارسونه في الرياضة على حياتكم اليومية وستنجحون في السيطرة على أنفسكم أكثر وتمييز الصواب من الخطأ والحفاظ على هدوئكم عند مواجهة أي موقف غير مريح.

جلسات التأمل أو الصلاة

إن لم ينجح أي مما سبق بمساعدتكم، فتذكروا أن الأوقات العصيبة تتطلب اتخاذ إجراءات مختلفة، جربوا أن تجلسوا وتتحدثوا مع أنفسكم أو حاولوا إيجاد طريقة للتقرب من إيمانكم أكثر فأكثر.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة