بعد مرور 60 عاماً تقريباً على إصداره الأصلي، ما زلنا نتوق لمشاهددة فيلم لا دولتشي فيتا الإيطالي الكلاسيكي لفيدريكو فيليني. يدرس هذا الفيلم الذي يقوم ببطولته كل من: النجم الإيطالي مارسيلو ماستروياني وأنيتا إيكبيرغ (بمشاركة النجمة أنوك إيميه)، والحاصل على جائزة السعفة الذهبية، حالة الانقسام أو “جمالية التباين والإختلاف” بين الحياة المثيرة للصحافة والتطلعات الأكثر رقياً وفخامةً بأن يُصبح كاتباً.
سينمائياً، يُعتبر أسلوب هذا الفيلم بمثابة درسٍ في الواقعية الجديدة (حيثُ تم تصويره في الغالب باللغة الإيطالية العامية)، وقد فازت الأزياء وحدها بجائزة الأوسكار. تم تصوير معظم الفيلم في استوديوهات تشينيتشيتا الشهيرة في روما، والتي لا تزال تُنتج كلاسيكيات معاصرة مثل “المريض الإنكليزي (ذا إنغليش بيشنت) 1992” و“الحياة المائية مع ستيف زيسو (ذا لايف أكواتيك ويذ ستيف زيسو) 2004″ للمخرج ويز أندرسونز ومسلسل “ذا يونغ بوب” للمخرج باولو سورينتينو.
في الاستوديو، قام مصمم المواقع بيرو جيراردي المفضل لدى المخرج فيليني، بتصميم أكثر من 80 موقعاً، بما في ذلك العديد من النوادي الليلية وقبة القديس بطرس (فيا فينيتو) مع الدرج التابع لها وغيرها الكثير. ومع ذلك، تم تصوير بعضٍ من أكثر مشاهد الفيلم شهرة حول شوارع روما. وما هي أفضل طريقة لقضاء آخر أيام الصيف من زيارة هذه الاماكن المذهلة؟
قلعة جوستينياني – أوديسكالتشي، باسانو رومانو، روماعُرفت هذه القلعة بإسم باسانو دي سوتري خلال تصوير الفيلم، وهي المقر الأصلي لعائلة جوستينياني، التي كانت تستورد مادة الشب (الشبة) من الجزر اليونانية في فترةٍ كانت وزن الشبة فيها يٌقاس بالذهب. ونتيجة لذلك، تم تزيين القلعة ببذخ بهذه المادة، كتأكيدٍ على حرص العائلة وإهتمامها بجمع القطع الفنة. يتم تكرار أو تقليد هذا التبذير في فيلم لا دولتشي فيتا، حيث يحمل الممثلون الشمعدانات عبر الفناء وعلى طول مسارات الحدائق الفاخرة، مقلدين بذخ النبلاء الرومانيين.
نافورة تريفي، روماوهي أكثر لحظةٍ تمت مشاهدتها وإعادتها في الفيلم. فمن المنطقي أن تحظى أنيتا إيكبيرغ بأهم لحظةٍ أو لقطةٍ لها في الفيلم عند أكبر نافورة من العصر الباروكي في المدينة وربما أشهر نافورة في العالم. وبينما تعج هذه النافورة عادةً بالسياح ليلاً ونهاراً، إلا أن الوضع كان مختلفاً أثناء تصوير الفيلم لأنها كانت خالية من الناس ومبهرة جداً في الليل، يُظهر المشهد نزول إيكبيرغ إلى النافورة بفستان سهرة، وهي ترش الماء من حولها بينما يراقبها ماستروياني في دهشة. ثم ينضم إليها، لنشاهد أكثر اللحظات رومانسية في تاريخ الفيلم.
باسو أوسكورو، فريجين، روماحيثُ تمّ تصوير المشهد الأخير الشهير للفيلم، عندما يلوح ماستروياني مودعاً بينما يتم اصطياد سمكة من البحر في خلفيةٍ للغسق. تم تصوير جميع اللقطات المتتالية الختامية بموقع في باسو أوسكورو، فريجين – وهي بلدة شاطئية صغيرة تقع على الساحل الإيطالي في شمال روما. وهي مدينة شاطئية هادئة للغاية، وملاذ للأشخاص الذين يعيشون في المدينة كونها غير مزدحمةٍ بالسياح مقارنةً بالبلدات الساحلية الإيطالية الأخرى.
بار هاري، روماأصبح بار هاري الشهير الواقع في شارع فينيتو، مكاناً يرتاده المشاهير والفنانين خلال العصر الذهبي للمخرج فيليني، وقد أصبح مشهوراً جداً لدرجةِ أنه تمّ افتتاح مقهى في منطقة نايتسبريدج في لندن بإسم “هاريز دولتشي فيتا”. وقد كان هذا البار أثناء تصوير فيلم لا دولتشي فيتا، بمثابة نقطة التقاءٍ في روما ليلاً، ومكان الحفلات الأكثر تميزاً لأودري هيبورن وصوفيا لورين ومارلون براندو وجان بول بلموندو ولفليني نفسه. وفي وقتٍ من الأوقات، كان عازف البيانو في هذا البار هو فرانك سيناترا.
باركو ديغلي أكويدوتي، روماغالباً ما تُستخدم هذه الحديقة كموقع للتصوير، نظراً لقربها من استوديوهات تشينيتشيتا. وأكثر مشاهدها شعبية في فيلم لا دولتشي فيتا هي اللقطات الإفتتاحية، حيث تم تعليق تمثال المسيح من طائرة هليكوبتر تدور حول أكوا كلوديا. تحمي هذه الحديقة الهادئة أنقاض قناتي ماء هائلتين قديمتين، وهي ملاذ مثالي على مشارف المدينة الصاخبة.