ما الذي يعنيه تحطيم الحواجز بالفعل؟

الفرق بين التمثيل السطحي والحقيقي

ما الذي يعنيه أن تحطموا الحواجز؟ وما هي الحواجز التي تحطمونها؟ لقد رأيت العالم يستخدم أشكالاً مختلفة لهذه العبارة لوصف الكثيرين بدءاً من المصورين الذين يوثقون المواضيع المحرمة إلى العارضات المحجبات اللواتي كنّ الأوائل في التاريخ اللواتي يدخلن صناعةٍ تجاهلتهم في السابق

Sports Illustrated فقد أصبحت حليمة آدن أول محجبةٍ تظهر على غلاف مجلة
وهي ترتدي بفخر البوركيني (ملابس السباحة التي تحولت إلى تصريحٍ سياسي)، مما أدى إلى ظهور عدد كبير من العناوين الرئيسية التي تتحدث عن الحدود التي كسرتها هذه العارضة. وفي عام 2016، كانت الصحفية الليبية الأميركية نور التاجوري موضوعاً للكثير من المقالات الأخبارية والمتعلقة بظهورها في مجلة بلاي بوي. إذ قامت هي أيضاً بكسر الحدود في ذلك اليوم. وبالنسبة للبعض، فقد بالغتا كلتاهما كثيراً

أنا لا أرتدي الحجاب، ولكنني كشخص شهد النضالات التي مرت بها والدتي المحجبة وصديقاتي اللواتي كن يعشن في أميركا خلال فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، أنا أدرك أهمية هاتين اللحظتين

بالنسبة للبعض، ربما شعرن بنفس المشاعر التي كنت أحس بها عندما شاهدت عرض رامي يوسف والذي عنوانه “رامي”، حيث رأيت لأول مرة وجوهاً Sports Illustrated تشبهني وقصصاً مألوفة جداً بالنسبة لي وذلك على منصةٍ لم تأبه لروايتي من قبل . بالنسبة للآخرين، كان ظهور آدن في Playboy والتاجوري في
“wokeness”مجرد شكلٍ من أشكال الاستغلال، حيث كانت كلتا المجلتان تعملان لمصلحتهما الخاصة، ووضعت كلتا العارضتين تحت ستار
أو “اليقظة” وقد اكتسبتا دعايةً كبيرة خلال هذه العملية

وأنا أيضاً أشكك في دوافع المجلة. فلقد رأينا تزايداً في الحديث عن الشمولية على مدار السنوات القليلة الماضية، ولم تكن العلامات التجارية والمجلات خجلةً من إدارتها دفّة هذا الحديث إلى المجتمعات المهمشة التي كانت ترفضها ذات يوم

وعندما يتعلق الأمر بالاهتمام مؤخراً بالأزياء المحافظة على وجه الخصوص، فإن الدعاية الجيدة ليست سوى واحدةً من الدوافع الكثيرة التي تهدف تلك العلامات والمجلات إلى تحقيقها. فمع القوة الشرائية في الشرق الأوسط، يمكن القول بأن المكاسب المادية هي أحد أهم هذه الدوافع

مع أخذ جميع المتغيرات في الاعتبار، تم كسر الكثير من الحدود بالفعل، حتى أن بعضها قد تمّ تحطيمه بالكامل. ولكن في حالته الراهنة، تعتبر الشمولية سيفاً ذو حدين، وستظل كذلك إذا ما واصلنا السماح للآخرين بتعريف تلك الحدود بالنسبة لنا

 ASOS فعلى أحد جانبي هذا السيف، هناك المشاعر القوية التي تنتابنا ونحن نتصفح موقع
ونرى عارضاتٍ محجبات يعرضن علاماتنا المفضلة. أو حكاية رجلٍ أسود كان يرتدي ضمادة إسعافات أولية تتناسب مع لون بشرته والتي انتشرت الأسبوع الماضي. حيث غرّد على تويتر قائلاً “لم أكن أتوقع بالتأكيد أن تنتابني هذه العواطف المختلطة عندما رأيت لون الضمادة يندمج مع لون بشرتي. لقد شعرت بالإنتماء وبوجود قيمةٍ لي”

وحتى الشمولية في أبسط أشكالها ستحرك مشاعر أولئك الذين يتوقون إليها، لكن هل هذا الشعور بالإنتماء قوي لدرجة أننا نتخلى عن إرادتنا؟

أما الجانب الآخر من السيف فهو حاد. إذ أن كسر الحدود هو اختراق مساحة الغربيين وذوي البشرة البيضاء و/أو الذكور. ويجب ألا تهرب سلطة التمثيل من بين أيدينا لتذهب إلى أحضان الآخرين، تاركةً اتخاذ القرارات لنفس القوى التي صممت وسهلت وجود الحدود التي نتوق إلى كسرها.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة