حصل ويليام إس بوروز على الإلهام لكتابة روايته الرائعة “الغداء العاري” أثناء إقامته في مدينة طنجة الساحلية، كما أعلن إيف سان لوران بأن مراكش هي المدينة التي علمته الألوان، أما مصدر إلهام ريكاردو بوفيل في هندسته المعمارية البصرية، فهي الصحراء الجزائرية حيث تعلم هناك كيفية بناء أكواخ من الطين من قِبَل الطوارق.
قال المهندس المعماري الكاتالاني البالغ من العمر 79 عاماً لـ كوندي ناست ترافللر “لقد تعلمت في وسط الصحراء أكثر مما فعلت في أي قصر فرنسي”. فمن بكين إلى داكار، يبقى تأثير شمال إفريقيا كبيراً في العديد من مشاريع بوفيل. ولكن رؤيته ما بعد الحداثة الثورية موجودة في أكثر مشاريعه شهرة، مثل لا موراييا روخا ووالدن 7 ولا فابريكا. وفي القرن الحادي والعشرين، يمكنكم حجز إقامتكم في اثنين منهما بفضل “بي أن بي”.
يقع ضمن مشروع لا مانزانيرا في كالبي قبالة ساحل إسبانيا على البحر الأبيض المتوسط، المبنى الذي من أكثر مبانيه شهرة، لا موراييا روخا (ومعناها الحائط الأحمر)، إذ تم بناء هذا الصرح المعماري المذهل في فترة الستينيات، حيث استلهم بوفيل فكرة المبنى من أبراج اللِبن في شمال إفريقيا.
ويقبع فندق لا موراييا روخا اليوم كحصنٍ أحمر في وسط المدينة الإسبانية، ويبدو وكأنه خرج مباشرة من فيلم ويس أندرسون، وبالطبع تحول هذا المينى الذي يُعتبر أحد المباني الأكثر شهرة في العالم إلى مقصدٍ لالتقاط الصور التذكارية للإنستاغرام.
ربما يكون والدن 7 أقل فخامةً من لا موراييا روخا ولكنه يساويه في الأهمية، فهو مبنى سكني مكون من 14 طابقاً تضم 446 شقة، ويقع غرب برشلونة في سانت جست ديسفرن، وقد تمّ بناؤه في عام 1975، وهو عبارة عن متاهة متصلة بنظام معقد من الجسور والممرات، مقسومة خمسة أفنية (ساحات). ولكن المذهل في هذا البناء هو واجهته المعقدة.
ثم هناك اكسانادو و هو من بين العديد من المباني التجريبية لبوفيل، تم بناؤه في عام 1971، وهو جزء من مشروع لا مانزانيرا الذي جعل لا موراييا روخا الشبيه بالكعبة حقيقة.
فهو يبدو كقلعة كبيرة تقع على جرفٍ يطل على ساحل كالبي المتوسطي. والمبنى عبارة عن مجمع مكون من 18 شقة بشكل مكعبات. ويتكون كل سكن من ثلاثة مكعبات لكل منها هدف محدد. واحد منهم كغرفة معيشة وواحد للنوم والثالث للخدمات، وكلها تكمن في محور مركزي واحد مع درج يربطهم ببعضهم البعض.
ومع أخذ كل ما سبق بعين الإعتبار، نرى أنه من الضروري الإقامة في أحد مباني بوفيل المميزة، وبفضل “اير بي أن بي”، أصبح الأمر أسهل من أي وقت مضى.
