Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

مشهد التزلج على الأمواج في إيران: جريء وتعبير قوي عن الأنوثة

قرية محافظة صغيرة تغير الصور النمطية

في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يهيمن الرجال على معظم الرياضات، خاصةً في بلدٍ مثل إيران، حيث لا يتم بث أي رياضة نسائية على شاشة التلفزيون. في شهر مايو الماضي فقط، دعا الرئيس حسن روحاني إلى وضع حد لحظر دخول النساء إلى استاد الأمة. لكن على الرغم من التقاليد المحافظة، قامت شهلا ياسيني بتحدي الوضع السائد.

 

على خليج عمان، تطفو  قرية رامين الريفية، ولم تصبح راسيني فقط أول امرأة إيرانية تمارس رياضة التزلج على الماء في بلدها الأم، ولكنها أيضا رائدة في مشهد ركوب الأمواج المزدهر في القرية. طموحها جذب اهتمام الكثيرين، واليوم، أصبحت راكبة الأمواج الشابة موضوعاً لأحدث سلسلة مصورة للمصورة الفوتوغرافية الإيطالية جوليا فريجيري بعنوان “ركوب الأمواج في إيران” أو Surfing Iran.

 

 

 

سمعت المصورة البالغة من العمر 28 عاماً عن مشهد التزلج النادر هذا من خلال مشروع “Waves Of Freedom” من Easkey Britton، حيث أنشأ راكب الأمواج الأيرلندي هذا أول نادٍ لركوب الأمواج في البلاد. بعد رحلة إلى إيران في عام 2014، بدأت فريجيري مهمة مكافحة المفاهيم الخاطئة في ذلك البلد الشرق أوسطي. تقول: “لقد اكتشفت بلداً مختلفاً تماماً عن كيفية تصويره في وسائل الإعلام”.

 

منذ ذلك الحين، استمر مشهد ركوب الأمواج في إيران في النمو، وراقبته فريجيري عن كثب. وتقول: “تساءلت كيف سيتطور المشهد، وإذا ما ستتاح لي الفرصة للذهاب ورؤيته بنفسي”. في نهاية المطاف – وعلى طريقة جيل الألفية – التقت المصورة مع ياسيني على Instagram!

 

 

 

بعد بضعة رسائل عبر البريد الإلكتروني، عادت فريجيري أخيراً إلى إيران. “أتذكر أنني ألتقيت بها في سيارة أجرة في شاباهار في الطريق إلى رامين في الليل”، كما تقول، واصفة اللقاء الأول بينهما. “في لحظةٍ ما، قدمت لي سيجارة. كنت مقتنعةً أنه ليس من الجيد أن تدخن امرأة في مكان عام، وبدأت تضحك على تعليقاتي الخرقاء “.

 

استمرت ياسيني بالتعبير عن روحها الشجاعة خلال رحلة فريجيري. وفقاً لها، فإن ركوب الأمواج في إيران ليس بالأمر السهل. وإلى جانب الافتقار إلى الملابس الرياضية التي تلتزم بقانون اللباس في إيران، فإن منطقة بلوشستان (حيث تقع رامين) تجعل ممارسة الرياضة أكثر صعوبة. تعتبر المنطقة واحدة من أكثر القرى المحافظة في إيران، وتعمل النساء بشكل رئيسي داخل منازلهن. “النساء الوحيدات اللواتي التقيت بهن هناك عدا عن شهلا  واللواتي يمارسن التزلج كنّ من الطبقة المتوسطة العليا في طهران”، تشرح فريجيري.

 

 

 

لم يكن التصوير في رامين بدون عقبات. “أي شيء خططت له بدا مستحيلاً”، تضيف. لكن وجود شهلا كان حاسما، إذ منحت راكبة الأمواج الشابة هذه فريجيري نظة مقربة على المجتمع. “الناس في رامين لم يعرفوا من أنا وما إذا كان بإمكانهم الوثوق بي” تقول قبل أن تضيف، “وجود شهلا هناك كان ضرورياً”.

 

وبفضل شهلا، تمكنت فريجيري من تصوير سلسلتها المذهلة، التي تضم ياسيني والكثيرين غيرهم ممن انضموا إلى حركة ركوب الأمواج الناشئة في المنطقة، ممهدةً الطريق لإيران جديدة أقل ذكورية.

 

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة