معرض لأرشيف الصور المفقودة للفنان هاشم المدني

الرجل الذي وثق اللحظات الخاصة في حياة اللبنانيين

عُرف لبنان خلال الخمسينات والستينات بإسم “باريس الشرق الأوسط”، ولكن على الرغم من سمعته العالمية الشهيرة، إلا أن هناك عدد قليل من الصور الفوتوغرافية للعصر الذهبي للبلاد التي عادت إلى الظهور

قام المصور المشهور هاشم المدني ولمدة 50 عاماً بتصوير 90 بالمائة من سكان مدينة صيدا (حسب تقديره)، حيث جمع أكثر من 75000 صورة، موثقاً الحياة اليومية للشعب اللبناني كما لم يفعل أحد من قبل

وبفضل مؤسسة الصورة العربية، تم اكتشاف أرشيف ضخم لأعمال هذا الفنان في الصناديق المكومة التي بقيت في مرسمه لعشرات السنين، والذي أصبح معروفاً بإسم شهرزاد تيمناً بإسم راوية القصص في سلسلة ألف ليلة وليلة

ومنذ عام 2016، أطلقت المنظمة غير الربحية والتي تعمل على الحفاظ على صور المنطقة، مشروعاً رقمياً يهدف إلى عرض صور هاشم المدني إلى جانب مجموعتهم الإلكترونية الواسعة من الصور الفوتوغرافية والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 150 عاماً وذلك باستخدام مكتبة موسوعية إلكترونية

تمت مقارنة أعمال المدني بفنان البورتريه الشهير أوغست ساندرز، هذا المصور الألماني صاحب إحدى أكبر مجموعات الصور في العالم. تتنوع صور المدني من الجنود الذين يحملون أسلحتهم بفخر إلى رجال ونساء يقبلون بعضهم على الخد. كان يُرحب بكل من أراد أن يتصور في الإستوديو الخاص به، حيث كان يقوم بتصويرهم أمام خلفياتٍ بسيطة

لقد سمح المدني للأشخاص الذين يصورهم بأن يقرروا كيف يريدون أن يتم تقديمهم. بعض الرجال وقفوا بصلابة، وآخرون ابتسموا وهم واقفون إلى جانب عارضة المدني الشقراء ذات الحجم الطبيعي والعيون الزرقاء . العديد قاموا بخلع ملابسهم ليُظهروا عضلاتهم وهناك الأزواج الذين يقبلون بعضهم والبعض اختاروا أن يظلوا جادين محدّقين بالكاميرا مباشرة

وصلت شهرة مرسمه إلى ذروتها في فترة الستينات والسبعينات، إلى أن تباطأ العمل في عام 1982 في أعقاب الغزو الإسرائيلي. وعلى مر السنين التي تلت ذلك، ظلت صوره مهملة دون أن يلاحظها أحد بشكلٍ فعلي حتى عام 1999، عندما بدأ أكرم زعتري من مؤسسة الصور العربية والذي مهمته الحفاظ على التصوير الفوتوغرافي في المنطقة، في البحث عن صورٍ للمركبات في المنطقة والتي تضمن أرشيف المدني عدداً قليلاً منها، لكن الصور التي تم وضعها في الصناديق المخبأة هي التي جذبت انتباه الزعتري

National Portrait ومعرض The Modern ومنذ ذلك الحين أصبحت أعماله تُعرض حول أنحاء العالم في مؤسسات مثل
في لندن. وفي مكتبة “مؤسسة الصور العربية” الإلكترونية التي سيتم إطلاقها قريباً، فأعمال الفنان الراحل لا بد أن تستمر إلى الأبد

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة