Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

هدى عقيلي تكشف عن روعة التمتع بهوية مزدوجة

لنكتشف قصة غير محكية عن المغاربة الألمان

بالنسبة للمهاجرين العرب الذين نشأوا في دولة غربية، غالباً ما يكون من الصعب معرفة لأين ينتمون حقاً. إذ غالباً ما يشعر أطفال الجيل الثاني بأن هناك جدل مستمر بشأن هوياتهم. ولكن على الرغم من أن اليمين المتطرف يتصدر العديد من استطلاعات الرأي الأوروبية، إلا أن الأجيال الشابة من الذين يحملون هوية مزدوجة قد أصبحوا الآن أكثر تمسكاً بهويتهم الأصلية أكثر من أي وقت مضى.

تستكشف هدى عقيلي، المخرجة الإبداعية الألمانية المغربية البالغة من العمر 32 عاماً، في سلسلتها الأخيرة التي تحمل عنوان “عتق جينيريشن”، معنى الانتماء إلى قوميتين مختلفتين وتقبل كل ما أنتم عليه.

نشأت عقيلي في قرية يسودها أصحاب البشرة البيضاء بالقرب من فرانكفورت، حيث لم يكن هناك حضور كبير لأصحاب البشرة الملونة. فتقول: “لقد كانت هناك عائلة تركية واحدة وعائلة باكستانية واحدة ونحن”. ومن خلال فن التصوير الفوتوغرافي، تلقي عقيلي الآن الضوء على القصص القديمة التي لم يتم توثيقها في تلك المدينة.Houda Ouakili Dual Identity Beauty Houda Ouakili Dual Identity Beauty adidasتتذكر عقيلي شعور “الشخص الغريب” وكفاحها للتأقلم أثناء نشأتها في “بروخنبروكن”. حيث تقول ” كان الناس يعرفون أنني لست من ألمانيا بسبب اسمي وشكلي”، مضيفةً “لم أعتبر نفسي ألمانيةً أبداً، حتى أن الناس كانوا ينزعجون ويسألونني عن خلفيتي الأصلية”. عندما يُسأل المهاجرون من أين هم، فنادراً ما يكون ذلك بسبب الفضول بشأن تاريخ عائلاتهم، فالسبب الحقيقي هو أن الناس يريدون أن يعرفوا إلى أي مدى يختلفون عنهم في الواقع.

لكن عقيلي تعترف بأنها شعرت بالتوتر ذاته في المغرب. فتقول “كان الناس ينزعجون عندما أتحدث باللغة العربية هناك، لأنهم كانوا مقتنعين بأنني إسبانية”. وحتى وقت قريب، كانت عقيلي تعرف المغرب من خلال والديها فقط، سواء كان ذلك في المنزل في ألمانيا حيث كانوا يتحدثون اللغة العربية ويأكلون الطعام المغربي ويحتفلون بالمناسبات الإسلامية؛ أو خلال العطلة الصيفية عند زيارة الأسرة في المغرب.

لكن عقيلي تؤكد بأنها لطالما ربطت المغرب بفكرة الوطن “لأن هذا ما كان عليه الوضع في منزل والدي”.Houda Ouakili Dual Identity Beauty photography Houda Ouakili Dual Identity Beauty Eatiq Generationولطالما كانت علاقة عقيلي ببلدها الأصلي قوية جداً، ولكنها لم تبدأ الذهاب برحلات منفردة إلى المغرب إلا مؤخراً حيث تواصلت بشكلٍ حقيقي مع تراثها. كما أنها أصبحت تزور المغرب في كثيرٍ من الأحيان بعد أن استقرت في برشلونة. حيث تقول وهي تناقش اعتزازها بالسمات الثقافية التي يتميز بها المغاربة: “أحب الشعور بأنه يمكنكم التحدث إلى أي شخص وكأنكم مرتبطين به، إذ يبدو الأمر وكأننا جميعاً عائلة كبيرة”.

كما جعلها الابتعاد عن ألمانيا تدرك بأنها لا تزال مرتبطة بجذورها الألمانية. وفي حين كان التوفيق بين هويتيها المختلفتين أمراً مرهاً في بعض الأحيان عندما كانت أصغر سناً، إلا أنه يبدو الآن وكأنه نعمة لعقيلي.

فهي تأمل من خلال عملها أن يدرك الآخرون أنه من الممكن توسيع مجال تعريفنا للهوية والانتماء. فبينما نرى جميعاً الوطن في بعضنا البعض، فإن عقيلي تُظهر أن العِرق يتطور ويتقدم مع التجارب الحية. أنه فقد يكون العيش بهوية مزدوجة أمراً صعباً، ولكن لا يزال هناك الكثير من الفوائد له. فتقول عقيلي “هناك ثقافة خاصة بكلا العالمين، لكننا نحتاج لإيجادها فقط”.Houda Ouakili Dual Identity Beauty

المديرة الإبداعية/ المنسقة: هدي عقيلي
تصوير: إيراتي غارسيا روبيو
إنتاج: غابرييل موران
مجوهرات: مارينا فيغرييردو
كاستينغ: هاتورا سيد أحمد
كاستينغ: انتصار المسكين

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة