هل يمكن لموسيقى الدريل العربية أن تحقق نجاحاً؟

فريك هو مغني الراب المقيم في الإمارات، والذي يطمح للوصول إلى العالمية

يقول فريك مطرب الراب الصومالي الذي وُلِدَ ونشأ في الإمارات والبالغ من العمر 28 عاماً “أريد أن أعرّف الناس بصوتنا”، إنه المطرب الذي أعادت  قناة الهيب هوب البريطانية الشهيرة

Link Up TV

بث أحدث أغنياته “ولا كلمة” والتي حصلت على أكثر من 300000 مشاهدة على اليوتيوب

نشأت موسيقى الدريل في شيكاغو – وهي فرع من موسيقى الهيب هوب التي يعود تاريخها إلى التنافس بين عصابات الشوارع – وانشهرت على المستوى العالمي بفضل نجاح مغني الراب شيف كيف، واكتسبت شعبية كبيرة في المشهد الموسيقي البريطاني على مدى السنوات القليلة الماضية مع غيره من مطربي الراب وفي مقدمتهم 67 وزون 2

ولكن على الرغم من عدم وجود ثقافة موسيقى العصابات (موسيقى الغانغ) في الإمارات (وهي واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم)، فقد أصبح فريك واثقاً الآن من أنه قادر على نقل هذا النوع من الموسيقى إلى أماكن جديدة غير متوقعة، بعد أن قدم وبنجاح أول أغنية دريل عربية على الإنترنت

بدأ فريك الاستماع إلى موسيقى الميتال عندما كان في التاسعة أو العاشرة من عمره فقط لأنه “يحب الحركة والطاقة”، ولكن خلال نشأته، سرعان ما انخرط في رياضة التزلج على الألواح ثم في موسيقى الهيب هوب أيضاً. حيثُ يقول: “كنت أكثر ميلاً للراب التوعوي، ولكن قبل حوالي خمس سنوات قررت أنني بحاجةٍ إلى دمج كل الأشياء التي تأثرت بها في عملٍ واحدٍ قوي، وهكذا قمت بأداء أغنية دريل عربية

قد تبدو المقارنة بين الحياة في ضواحي لندن وأبوظبي (حيث يقيم فريك حالياً) غير معقولة في البداية، ولكن الواقع هو أن المراهقين داخل المدينة في جميع أنحاء العالم قد يخوضون صراعاتٍ مشتركة، خاصةً عندما يكونون من المجتمعات غير مرئية. وفي بلد تتم فيه مراقبة النقد السياسي عن كثب وفيه أطول قائمة من المواد المحظورة في العالم، يبدو من الواضح أن بعض الشباب يشعرون بأنهم محاصرون ومشوشون. فكما يقول فريك “إنها ليست مجرد قصة خرافية”. فبعد أن شاهد أصدقاءه يذهبون إلى السجن ويعانون من آثار جرعات المخدرات الزائدة، حرص مغني الراب الصاعد هذا على استخدام موسيقى الهيب هوب ليكون صوتاً للأقليات المنسية، وذلك في بحثٍ يائسٍ عن طريقه الخاص. فيضيف “أريد أن أوضح للناس أن هناك طريقاً وحلاً

ما يميّز فريك أكثر هو رؤيته الموسيقية غير الاعتيادية. ليس فقط لأن كلماته بعيدةٌ عن العنف ولا تشمل على الشتائم مطلقاً، بل لأنه أيضاً الشخص الوحيد في المشهد المحلي الذي يغني الراب باللغة العربية ويقدم موسيقى الدريل بلهجةٍ محلية. إذ يوضح “يميل الناس إلى اختيار اللغة الإنكليزية كنوعٍ من الاستعراض، لكنني أريد التحدث بلغة المكان الذي أتيت منه”. ففي حين أن هذه الصناعة مشبعةٌ بفنانين يقلدون ويكررون أصوات بعضهم البعض، أصبح التفرد والتميز أمراً صعباً. ولكن رهان فريك الشجاع قد نجح، لأنه على الرغم من أنه لم يقدم أغانٍ باللغة الإنكليزية، إلا أنه على وشك التعاون مع فنانين بريطانيين لأول مرة. إذ جذبت أغنيته الناجحة والتي تمّ بثها على لينك أب تي في، اهتمام تشارلي سلوث المنسق الموسيقي لفاير إن ذا بوث، والذي اقترح فكرة تسجيل ريمكيس لأغنية “ولا كلمة” يضم مطربي الراب الناشئين إيز ويونغ ترايبس، والتي سيتم تسجيلها وتصويرها لاحقاً خلال هذا الشهر في دبي

تطورت صناعة الأزياء والموسيقى المحلية بوتيرةٍ سريعة في الفترة الأخيرة مما وضع الإمارات على خريطة ثقافة الشارع العالمية. إذ تعد أغنية “دبي شيت” الشهيرة للثنائي هنتشو جاك (والمكون من ترافيس سكوت وكويفو من فرقة ميغوس)، دليلاً على أن العالم الآن على درايةٍ تامة بدولة الإمارات. وبما أن 80% من مستمعيه من أوروبا حالياً، أصبح فريك واثقاً من أن الآن هو الوقت الأنسب لمقارنة نفسه مع الفنانين من خارج المنطقة، ولأن يكون رائداً فخوراً بتطور المشهد الموسيقي. حيثُ يقول “أشعر أنها المرة الأولى التي يتم فيها إنتاج عملٍ ذو جودةٍ حقيقيةٍ هنا ونحن مستعدون أخيراً لعرضه على العالم

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة