Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

لماذا يصعُب على جيل الألفية الالتزام بأي شيء؟

نحن جيل مدمن على أوبر، وتيندر، وإنستاغرام...

أصبحنا نحن جیل الألفیة نُعرف بكوننا جیلٌ یمیل إلى عدم احترام وتقبل فكرة الالتزام بكل أشكالها.. نريد مُتع الحياة السريعة عوضاً عن الاستثمار بشيءٍ مفيد، كما أن تركيزنا يتقلص كل ثانية (أو هكذا تقول الدراسات).

 

نحن جیلٌ یفضل ركوب سیارات الأوبر وقضاء معظم أوقاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وبالأخص الإنستاغرام، ننتشي بكثر الإعجابات وننتظر التعليقات ونختار شركاءنا على Tinder وغيره من تطبيقات المواعدة. لقد تخرجت أنا وصدیقي من الجامعة منذ عامین ومنذ ذلك الوقت ونحن نتنقل من وظیفةٍ إلى أخرى فلم نلتزم في وظیفةٍ واحدة أكثر من ستة أشهر.

 

ظهر سایمون سینك، وهو كاتب بریطاني أمریكي ومستشار تسویقي في حلقة من حلقات المسلسل التلفزیوني “إنساید كویست” وقد حصلت هذه الحلقة على أكثر من ٨ ملایین مشاهدة على موقع الیوتیوب.

 

حیث ذكر خلالها بعض صفات وأطباع جیل الألفیة ومنها صعوبة القدرة على التحكم بهم وإدارتهم، الأنانیة والنرجسیة، حب الذات، والكسل وضعف التركیز. وفي النهاية قام سایمون سینك بذكر أربعة أسباب أساسیة تعود إلى وجود هذه الصفات والطباع في جیل الألفیة.

 

السبب الأول یعود إلى التربیة الخاطئة. یعتقد سایمون سینك أن التربیة الخاطئة والمعتقدات التي غُرست في عقل جیل الألفیة هي من الأسباب المهمة لهذه الصفات… فقد ترعرع جیل الألفیة على اعتقاد أنهم جیلٌ ممیز یستطیع الحصول على كل ما یرغبون به في أي وقتٍ كان. وهذه التربیة هي السبب الحقیقي وراء عدم التزامهم وتمسكهم بالأشیاء والوظائف لمدةٍ طویلة والصبر بما فیه الكفایة من أجلِ نیل ثمرة العمل.

 

أما التكنولوجیا فهي السبب الثاني والرئیسي برأي سایمون سینك. ذكر سینك بأن جیل الألفیة هو جیلٌ مدمن للتكنولوجیا بكلِّ أنواعها بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي ثبتت أنها تسبب أضراراً على صحة العقل. وقد أوضحت دراسة أجرتها مجلة علم النفس الاجتماعي والسریري في عام 2014 العلاقة بین استخدام الفیس بوك وأعراض الاكتئاب.

 

وننتقل إلى النقطة الثالثة وهي قلة الصبر. ذكر سینك بأنه یسأم من فكرة الانتظار بحد ذاتها. فقد ذكر أنه یشعر بقلة الصبر إذا كان لا بد له من الانتظار لمدة دقیقتین أو أكثر لفتح الهاتف المحمول عند شحنه أو الانتظار لأكثر من خمسة دقائق للحصول على سیارة أجرة. فمن وجهة نظره أن العلاقات الناجحة والهادفة بالإضافة إلى الرضا الوظیفي والشعور الحقیقي بالبهجة والمتعة في الحیاة ما هي إلا أشیاء تحتاج إلى صبر وهذا الذي لم یتم تعلیمه أو حتى فرضه على هذا الجیل. إضافةً إلى ذلك، فقد اعترف سينك بأننا جیلٌ لا یتحلى بالصبر والالتزام في المواعید والعلاقات الاجتماعیة والعملیة.

 

أما بالنسبة إلى النقطة الأخیرة فقد أوضح سینك بأن البیئة التي نعیش بها تلعب دوراً كبیراً في التشجیع على هذه الطباع والتي من أبرزها عدم القدرة على الالتزام والاستمرار في العلاقات. فقد ذكر بأنه عند تناول وجبة العشاء لا یقوم بالتحدث مع أفراد عائلته أو التواصل معهم بسبب انشغال الجمیع في هواتفهم. وهذا یعتبر من الأسباب الحقیقیة لعدم القدرة على تشكیل علاقات وطیدة وهادفة في العمل والعائلة ومع الشريك. وهذا یؤثر بشكل كبیر على مجال الحب وعدم قدرة جیل الألفیة على نشر الحب بشكلٍ مستمر.

 

لذلك سواء كانت علاقة عاطفیة مع ذلك الشريك الذي التقيتم به قبل ثمانیة أشهر عن طریق تطبیق التعارف ولكن دون أمل في مستقبل، أو تلك الوظیفة التي تبحثون من خلالها عن الرضا والاستقرار دون جدوى، أو حتى دروس الریاضة التي تذهبون لحضورها مرة كل شهرین على الرغم من دفعكم للاشتراك السنوي… یجب علینا التوقف عن التقید بالصورة النمطیة التي قیدنا أنفسنا بها والبدء من جدید بتغییر هذه الطباع. اتركوا هاتفكم المحمول .. واعطوا عقولكم الفرصة للتفكیر والإبداع. وفقاً لسینك، هذه هي اللحظات الممیزة التي سیحدث بها التغیير الذي یشمل الابتكار والتنویر الحقیقي. هي اللحظة التي تسمحون لأنفسكم بالانعزال عن كل تلك الفوضى والعثور على الاستقرار المطلوب والتغییر المرغوب به.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة