Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

10 طرق لتمثيل أنفسنا كعرب

هيا نغير الصورة النمطية عن معنى أن نكون عرباً

إليكَ هذا الخبر إذا كنت لم تعرف بعد.. صورة العرب مشوّهة جدّاً في أعين الناس في هذه الفترة. لا نبدو أبداً بصورة حسنة في الإعلام الدولي. وبغضّ النظر عن الزاوية التي تنظرُ إلينا منها، والفضاء الذي نعيش فيه؛ فإنّ النظرة هي دائماً مشوّهة، أو منقولة بشكل غير دقيق، أو ناشئة عن سوء فهم، أو خاطئة بالمُطلَق! قائمة مُبهرة من الأوصاف: إرهابيّون، ضحايا، منافقون، لاجئون، يميّزون الذكور على الإناث، عنيفون، غير متعلّمين، متزمتون.. والقائمة المُدهِشة تطول!

 

إذا كنت تعتقد أنّ هذه الإسقاطات والتوقّعات لا تؤثّر عليك؛ سيكون من الأفضل إذاً أن تخرج من المصفوفة وتبتلع الحبّة الحمراء يا صديقي!

 

من السّهل أن نلقي باللوم على وسائل الإعلام الرّئيسيّة، إنّهُ أمرٌ سهل لأنّه حقيقيّ. من السهل أيضاً أن نلوم الناس الذين يدعمون ويؤمنون بهذه التعميمات الجائرة! إنّه أمرٌ سهل لأنّه منطقيّ. أمّا الأمر الصعب الذي يتوجّبُ علينا القيام به هو أن نبدأ جدّيّاً بالنظر لأنفسنا، كأفراد وكجماعة، بشكل نقديّ بحت.

 

الأحلام لم تغيّر الواقع يوماً، وكذلك لن يتمّ تصويرنا بطريقة مختلفة إيجابيّة متنوّعة وأكثر واقعيّة بين ليلةٍ وضحاها. علينا أن نغيّر القصّة المتداولة الآن بأنفسنا، وأن نساعد أنفسنا من خلال تغيير الطريقة التي يتمّ تمثيلنا بها. و لكن كيف عسانا نفعل ذلك؟

 

إليكم هذه الطرق العشرة لمساعدتكم بتمثيل أنفسكم بشكل إيجابيّ:

 

تثقّفوا

 

بالرّغم من أهميّة مواكبة الأحداث الحاليّة في الشّرق الأوسط، إلا أنّه من المهم أيضاّ أن نعرف تاريخَنا. شاهد الأفلام الوثائقيّة، واقرأ المقالات والرّوايات، واسأل أجدادَكَ عن التاريخ: كيف ولماذا تم تقسيم الشّرق الأوسط بعد الحرب العالميّة الأولى؟ لماذا كان لجمال عبد النّاصر دورٌ فعّالٌ في تاريخ العرب؟ لماذا يجب أن نعرف عن أعمال إدوارد سعيد ؟  يعطيك العلمُ عن بلدك والإقليم بأكمله سياقاً للّذي يحدث الآن ويساعدك في إعلام الآخرين عندما يكوّنون افتراضات حول العرب والشّرق الأوسط.

 

لا تسكتوا

 

لا أقصد أن تخرج و تغنّي، بل أن تتكلّم! قُلْ شيئاً، واحرص على أن يكونَ صوتك مسموعاً بالطّريقة التي تحبّ وعلى المنصّة التي تريحك. ليس عليك أن تكتفي بالصمت عندما تقرأ أو تسمع أو ترى الظّلم ينثر نماذج وتعميمات عربيّة سلبيّة.

سواء أكان مكراً أم عن تجاهل فإن الانخراط بالكتابة أو التّغريد أو السؤال أو الحديث مع هؤلاء الأشخاص هو أمر يعود لنا. لا يتعلّق الأمرُ بتغيير عقليّة الشخص الّذي نتحدّث إليه من جلسة نقاشٍ واحدة بل إنّهُ محاولة لتغيير المساحة المعطاة لهذه القضيّة وإعادة توجيه المحادثة من التجاهل إلى الفهم.

 

كونوا أذكياء

 

لا شيء يضاهي أهمّيّة التعبير عن القضايا المتعلّقة بالعرب بصوت جهوريّ سوى اختيار معاركك بحكمة. إنّه أمر معروف جدّاً، فالأذكياء لا يجادلون الحمقى لأنّهم يعرفون حقّ المعرفة أنّ ذلك مضيعة للوقت. قد يكون إقناع شخص ذكيّ بأنّ ما يعتقده قد يكون خاطئاً أو أمراً صعباً؛ فما بالك بمجادلة شخص غبيّ، أو دفعُه للاعتراف بصوابيّة ما تقول؟ إذا كنتَ في حفلة، وصرّح شخص سبقَ أن تناول الكثير من المشروبات تصريحات غبيّة، فمن غير المجدي الانخراط معه بنقاش أو الردّ عليه. امشِ بعيداً. عندما تجد نفسك وقد دُفِعَ بك باتّجاه الثقب الأسود (وهو قسم التعليقات الذي جرّبناه جميعاً)، وعندما يفاجئك الجهل والعنصريّة لا تتورّط! ليس هنالك أيّ فائدة تُرجَى من مقاتلة الغرباء في مواقع الإنترنت. وكما قال الكاتب الإيرلنديّ ذائع الصّيت “جورج برنارد شو”: “تعلّمتُ منذ زمن بعيد ألّا أصارع خنزيراً.. أنت تتوسّخ، بينما يحبّ الخنزير ذلك”!

 

كونوا متسامحين

 

هذه صعبة بالفعل.. إنّ أفضل طريقة لكي نستطيع الانخراط بنقاشات فعّالة تدفعنا للأمام هي أن نكون متسامحين إزاء الغباء الثابت الذي نلحظه في مواقع الإنترنت ونسمعه من الناس. هل أجبركِ والدك على ارتداء الحجاب؟  ما رأيك بـ”داعش”؟ هل أفهم أنّك غنيّ بسبب النفط؟ إنّه أمرٌ سهل جدّاً أن تفقد هدوءك عندما تسمع تشكيلة من هذه الافتراضات الرائعة! الأمر الأكثر إغراءً في هذه الحالة هو أن تبدأ بالصراخ وكيل الشتائم، خصوصاً عندما تُسأل السؤال نفسه مرّات ومرّات، ولكن ذلك لن يساعدك في حلّ المشاكل الأكبر التي تواجهك. لذا.. لتبقَ هادئاً.

 

كونوا متّحدين

 

إنّ أسوأ شيء قد نفعله كعرب هو أن ننقلب على بعضنا بسبب البلد، أو الطمع، أو الدين، أو الطائفة. لن يفيدنا لوم بعضنا، أو القيام بتصريحات سلبيّة قاسية تجاه بعضنا، أو الترويج للأفكار العامّة المُقولَبة عن بعضنا البعض. إنّها مسؤوليّتنا في هذه المرحلة أن نفهم بعضنا قدر المستطاع، وأن نعرف حقيقة أنّ باقي العالم ينظرون إلينا كشيء واحد: عرب! إذا حاولنا بشكل مستمرّ أن نثبتَ أننا أفضل من هذه البلد أو تلك الطائفة؛ فإنّنا نتسبّب حرفيّاً بضرر كبير لبعضنا البعض بينما نبدو أغبياء في أعين العالم.

 

كونوا فخورين

 

هنالك الكثير من الأسباب التي تجعلك تشعر بالخجل من كونك عربيّ في هذه الأيام.. بعض هذه الأسباب مُبرَّرة وأخرى مجرّد دعايات فارغة. لا تصدّق الدعايات! هنالك الكثير من العرب الرائعين الآن من الذين يقومون بأعمال عظيمة لتغيير العالم! من ناحية أخرى وبغضّ النظر عن الطريقة التي يتمّ تصويرنا بها في الوقت الحالي، يتميّزُ تاريخنا بكونه تاريخاً مملوءاً بالإنجازات الرائعة بحقّ: من الابتكارات في مجال الطبّ للرياضيّات واللغة وفرشاة الأسنان والغيتار والنظارات والقهوة والمشافي… لقد قام العرب بابتكار الكثير من الأشياء التي يمكن للعالم الحديث أن يشكرهم عليها. ولا تنسوا أيضاً أنّنا من قام بتعريف العالم إلى الحمّص!

 

كونوا متواضعين

 

إنّه أمر جيّد أن تكون فخوراً، ولكن سيصيبك العمى إن أصبحت مهووساً بالفخر! أنا متأكد أن العديد منكم قد رأى ذلك بأمّ عينيه مثلما رأيتُه أنا. معظمنا نشأ على قصص تحفل بالكثير من الأشياء الرائعة التي قام بها أهلنا وأجدادنا وقبائلنا ومدننا وبلداننا وأسلافنا. أحياناً تأخذنا الوطنية لدرجة أننا نحتاج لدقيقة لنتساءل فعلاً: “على رسلك! لماذا عسايَ أكون فخوراً بالمكان الذي ولدت فيه لهذه الدرجة؟” أن تكن متواضعاً هو أمر يشبه امتلاك قوّة خارقة تمكّننا من تمرّس التحكم بالنفس وتسمح لنا بأن ننظر لأنفسنا ولحضارتنا بعينٍ تستطيع تحديد المشاكل والتفكير بانفتاح بالطرق الممكنة لحلّها.

 

كونوا فضوليّين

 

إنّ هذه برأيي هي إحدى أهمّ الأشياء التي نحتاجها كعرب لشقّ دربنا في هذا العالم، طرح الأسئلة على الدوام. عندما تتمّ مواجهتك بادّعاءات تتناول عرقنا أو تاريخنا أو حضارتنا كحقيقة؛ قم بطرح أكثر كمّيّة من الأسئلة التي يمكنك التفكير بها. استمرّ بطرح الأسئلة حتّى تصل للجذر، للسبب الحقيقيّ الذي يدفع هذا الشخص لتوجيه هذه الادّعاءات بخصوص المسألة التي تتمّ مناقشتها. ومن ناحية أخرى، نحن أيضاً نحتاج لطرح الأسئلة لاستفزاز التفكير بالطريقة التي نقوم بها كعرب بإنجاز الأشياء. إنّ الحضارة العربيّة حضارة مفعمة بالاحترام، وتتجلّى إحدى أوجُه الاحترام في عدم طرح الأسئلة بخصوص تبعيّتنا لتقاليد أو معايير اجتماعيّة معيّنة. إنّ الإحجام عن طرح الأسئلة وعدم القدرة على إخبار الغرب عن كوننا نقوم بالأشياء ببساطة لأننا نقوم بها، من شأنه أن يوقف نموّنا كحضارة وكأفراد.

 

كونوا داعمين

 

هذه لا تحتاج إلى تفكير! نحن بحاجة لأن ندعم ونعزّز ونحتفي بالعرب الذين يحاولون أن يصنعوا فرقاً؛ كأولئك الذين يكتبون رواياتٍ أو يخرجون أفلاماً أو يخترعون أشياءَ، أو الممثّلين البارعين سواءَ في مجال الكوميديا أو غيره، أو الرياضيّين، أوالعرب الذين يجعلونك تدرك أنّك تستطيع أن تكون عربياً وأن تحقق ما تريد بنفس الوقت. وأيضاً العرب الذين يصنعون Memes “الميمات”، إنّهم يستحقّون الدعم أيضاً، فهم يقدمون رسائل مسليّة جداً تستحق التّقدير.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة