عند التفكير في الأمر، نجد أن ما كان الناس قادرين على التهرب منه قبل انتشار الإنترنت كان مثيرًا للإعجاب حقًا. الأكاذيب في السير الذاتية كانت مهارة في حد ذاتها، والخيانة في العلاقات كانت تعتبر فنًا، أما سرقة أعمال الآخرين؟ فكانت تُعتبر مجرد ذكاء وابتكار.
في تلك الأيام، لم يكن هناك فواتير، ولا محاسبة، ولا حدود لما يمكنك فعله لتسلق السلم – لم يكن يهم أحد كيف وصلت إلى القمة، طالما أنك وصلت. لكن جاء الإنترنت ليضع حدًا لهذه الأساليب، فبات من المستحيل التزوير للوصول إلى القمة دون أن يُكتشف الأمر. أما لأولئك الذين نجحوا في تنفيذ هذه الحيل في الماضي، فيبدو أن حظهم قد انتهى. اليوم، هناك صفحات كاملة مخصصة لكشف من يتخذون الفضل الكامل في أعمال لم يضيفوا إليها سوى القليل، إن لم يكن شيئًا.
أحد هذه الحسابات هو “تورناداون” على إنستغرام، الذي يسجل كيف يمكن لأغنية واحدة أن تعيش حياة جديدة – ملهمة نسخًا جديدة عبر لغات ومناطق وثقافات مختلفة، دون أن يتم الاعتراف بها دائمًا بشكل صحيح.
بحضور أكثر من 350,000 متابع، تعتمد الصفحة على صيغة بسيطة: أمام خلفية زرقاء، تظهر شخصية تم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم أول أغنية، مع العلم الوطني أسفلها وسنة الإصدار في الأعلى. مع بدء الفيديو، تعزف الأغنية الأصلية لبضع ثوانٍ قبل أن تنتقل إلى نسختها المعاد تفسيرها، ويستمر النمط نفسه من العلم والسنة والمقاطع مع تقدم الفيديو.
تُركّز أغلب الأغاني المعاد تفسيرها على الفترة بين أواخر التسعينات وأوائل الألفية. واهتمام “تورناداون” الأساسي هو كيف تحوّلت هذه الأغاني إلى نجاحات عالمية، متجاوزة حدود أوطانها، مع إدخال تعديلات جديدة عليها، وجلب مؤثرات موسيقية مختلفة، أحيانًا دون الاعتراف بأصولها.
وحتى الأغاني العربية لم تسلم من هذه الثقافة من الريمكسات – فقد ظهرت عدة أغانٍ محبوبة من المنطقة على الصفحة، مما يكشف عن مدى “الاستعارة” التي حدثت عبر الثقافات المختلفة. إليكم 13 من هذه الأغاني: