كاد العصر الرقمي يتسبب في نهاية عالم الطباعة والنشر، ونحن هنا لإعادة الحياة إلى هذا العالم الممتد لقرون مضت، فلا شيء يُضاهي التمتع بحمل كتاب ورقي بين يديك والتمتع بقراءته، وأيّ شخص لديه شغف بالقراءة شاهد على ذلك. ولكن لا تقلقوا، فنحن لا نتحدث عن فكرة القراءة على تطبيق كيندل.
سواء كنتم من عشاق قراءة الكتب الكلاسيكية أو الرقمية، كلنا نقدّر دور الأدب في توثيق حياة المجتمعات التي نعيش فيها، ومنحنا فرصة للهروب من الواقع.
وفي ظل اضطرارنا لقضاء المزيد من الوقت في المنزل جراء انخفاض درجات الحرارة هذا الشتاء، لا غنى لنا عن الاستمتاع بقراءة كتابنا المفضل، ولكن في حال كنتم تبحثون عن شيء جديد يستحق القراءة، نعرض لكم خمسة كتب لمؤلفين عرب.
سنونو كابول، للمؤلف ياسمينة خضرا
تعتبر رواية “سنونو كابول” للمؤلف ياسمينة خضرا وهو الاسم المستعار للروائي الجزائري محمد مولسهول من أكثر كتب المؤلف مبيعاً، وتتميّز بأحداثها المثيرة والمؤثرة للغاية، وقد تحولت هذه الرواية التي تم تأليفها في عام 2002 إلى فيلم سينمائي تم عُرضه في مهرجان كان السينمائي. تصّور الرواية ما يحدث في أفغانستان في ظل حكم طالبان من خلال تتبع قصة حب مستحيلة بين شاب وفتاة يقعان في الحب، حيث يحول حدث غير متوقع دون ارتباطهما ويغيّر مصيرهما إلى الأبد. إذا كنتم تتطلعون للانغماس برحلة عاطفية غامرة، لا تفوتوا فرصة الاستمتاع بقراءة هذه الرواية.
بنات الرياض، للكاتبة رجاء الصانع
تدور أحداث هذه القصة في الرياض عاصمة المملكة، وتتبع قصة فتاة صغيرة (وهي جزء من طبقة النخبة في البلاد)، من خلال حياتها وحياة صديقتيها العاطفية، ومجريات الأحداث المتوالية. كانت هذه القصة بمثابة سلسلة من المدونات تمت كتابتها في الأصل كنشرات إعلامية ثم تحولت إلى رواية تهدف إلى معالجة الطريقة السرية للتعامل مع علاقات الحب في المملكة العربية السعودية والتي كانت في السابق محافظة للغاية.
ابن الفقير، للكاتب مولود فرعون
تسلط هذه الرواية الضوء على السيرة الذاتية للمؤلف، وتدور أحداثها في أوائل القرن العشرين، حيث تتبع قصة الشاب “مولود فرعون” بدءاً من حياته البسيطة في منطقة القبائل وصولاً إلى ما أصبح عليه اليوم. تتناول القصة نجاح البطل في الخروج من القرية والنجاة من مصيره في أن يصبح مزارعاً مثل معظم أقاربه، كما يصور المؤلف الجزائري المولد شكل الحياة في قريته الصغيرة الواقعة في الجبال وحياة الفقر التي عانى منها وكيف نجح في النهاية من التغلب على كل الصعاب.
عربي المستقبل، رياض سطوف
اشتهر رسام الكاريكاتير الفرنسي السوري رياض سطوف برؤيته البصيرة التي تتجسد من خلال رواية “عربي المستقبل” المصورة. تسرد هذه الرواية المكونة من 160 صفحة ذكريات طفولة المؤلف وحياته الممزقة بين ليبيا والبلدين اللذين يمكن أن يسميهما وطنه. تدور الأحداث ما بين سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، حيث تتطرق الرسوم الكرتونية إلى ماهية الشعور بعدم الاستقرار وإلى السياسة المتبعة في المنطقة من خلال عيون طفل وشاب بالغ. يعتبر كتاب “عربي المستقبل” كتاباً غنياً بالمعلومات بطريقة مذهلة، وسيكون إضافة مثالية لمجموعة الكتب التي يمكن الاستمتاع بقراءتها قبل النوم.
السمان والخريف، للكاتب نجيب محفوظ
بالطبع، الكاتب نجيب محفوظ غني عن التعريف، وهو الشخصية الأدبية الوحيدة من المنطقة التي حصلت على جائزة نوبل، كما أنّ رواياته تستحق القراءة بكل تأكيد. غالباً ما يُنظر إليه في مشهد المنطقة الأدبي على أنه المؤلف الأبرز لفترة ما بعد الاستعمار، ربما تكون “السمان والخريف” واحدة من الروايات الأزلية التي يجب قراءتها على مر العصور. تتطرق القصّة إلى حياة عيسى الدباغ، وهو موظف حكومي خلال الثورة المصرية عام 1952 وما يدور حوله من أحداث تؤثر على حياته الشخصية والتي تتأرجح بين لحظات الحزن والفرح، بالإضافة إلى ترقب المستقبل القادم.
