قبل أسبوعين ، تمت دعوة MILLE لزيارة النسخة السابعة من الأسبوع الوطني المغربي للصناعات التقليدية في مراكش. بعد انقطاع بسبب الوباء، عادت الفعالية من جديد بحدث هو الأكبر والأفضل مقارنة بما سبق بفضل الوقت والجهد المبذول خلال العامين السابقين. من الواضح أن الإجازة لم تكن مرادفة لأي عطلة أو إجازة ، حيث فتح الحدث فصلاً جديدًا في تاريخ مملكة شمال إفريقيا.
تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس، تم تنظيم هذا الأسبوع بهدف تسليط الضوء على الصناعات اليدوية في البلاد، التي يمكن الجزم في دورها الرئيسي في الشهرة العالمية للمغرب وتطوير الصناعة على المستوى الوطني والعالمي.
انطلاقًا من 5 ديسمبر حتى 7 ديسمبر 2022 ، سعت التظاهرة العالمية أن تكون منصة تفاعلية لتشبيك بين جميع الأطراف من البائع والمصمم إلى الحريف حيث يُمكنهم تبادل الخبرات وإنشاء تحالفات وروابط استراتيجية جديدة حول موضوعات الابتكار والتصميم بالإضافة إلى تكوين قنوات توزيع جديدة.
“بعد عامين من الانقطاع في أعقاب جائحة كورونا، تعد هذه النسخة السابعة جزءًا من الاستراتيجية الجديدة لوزارة السياحة والحرف اليدوية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن بهدف الترويج للمنتج الحرفي في السوق المحلية مع تسريع الشراكات التجارية الدولية” قال محمد مسيلك ، أمين عام وزارة السياحة والصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
شدد مسيلك على أهمية هذا القطاع في النطاق المُصغر للمملكة، موضحًا خصوصيات وعموميات التجارة التي تُعد فخر المغاربة. حسب الأرقام، تتكون الصناعة من 172 تخصصًا وتوظف أكثر من 2.4 مليون مواطن (22٪ من السكان النشطين) فيما تستحوذ على ما يصل إلى 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وهو ما يبين أهمية عالم الفن والثقافة التقليدية كعضو حيوي في حياة الكثيرين وهو ما تُترجمه الجهود الحكومية الأخيرة حيث يحرص المسؤولون على الاستفادة منها بشكل أكبر بالاضافة الى تقديم الدعم للمجالات التي تحتاج التعزيز.
من المهم أن تنتشر قيمة وثراء ثقافتنا العربية وما ينتج عنها من حرف الى العالم أجمع. بمناسبة يوم افتتاح الأسبوع الوطني للحرف اليدوية وتحديدا في في مراكش ، تم إبرام صفقتين كبيرتين للتعاون تهدفان إلى شراكة قد تنقل تجار وصناع هذه المنتجات في المملكة إلى مستوى آخر تمامًا.
بمقتضى الشراكة، وافق ممثلو الشركة المالكة لـ Galerie Lafayette Haussmann في باريس و El Corte Ingles في لشبونة، وهما متجرين رئيسيين في أوروبا، على استيراد مجموعة كبيرة من المنتجات المغربية الأصيلة والتقليدية في الأوقات القادمة والترويج لها لتقريب ثقافة لا تزال غير معروفة لدى البعض رغم القرب الجغرافي.
بفضل العدد الكبير من الورشات والندوات، تم تمكين الجيل القادم من التعلم من أقرانهم واكتساب المعارف اللازمة لتولي مسؤولية حماية الممارسات التي تعود إلى قرن من الزمان والمعرضة لخطر الاختفاء في عصر الرقمنة. كما من المتوقع وضع خطة كاملة قائمة على تسهيل المشاركة في دورات التدريب المهني عبر زيادة قدرة المعاهد ذات الصلة من 16.000 إلى 30.000 بحلول عام 2026. وهو ما يضمن تعزيز دور الشباب في المحافظة على فخر المملكة في المستقبل.
على الرغم من أن معظم من كان حاضرا في ذلك اليوم كانوا يتمتعون بخبرة جيدة ويتجاوزون سن القدرة على التحدث باسم الشباب ، إلا أن تركيزهم ونواياهم كانا واضحين: تمهيد طريق أفضل لغد المغرب على شفاه وعقول الجميع. بالنظر إلى هالة الحدث وحجمه ، مع الجهود الموعودة ، فإن مستقبل المملكة مشرق.