رغم إقامة الفنانة السعودية عليا أحمد البالغة من العمر 23 عاماً في لندن (حيث تدرس في الكلية الملكية للفنون)، إلا أن أعمالها أكبر دليلٍ على مدى افتقادها لوطنها الأم.
فهناك إحساس رائع بالبساطة في أعمال أحمد، بحيثُ أنها تنقلك فوراً إلى مكان أكثر بهجةً وسعادة. وأحد الأسباب في ذلك هو اعتمادها على الألوان الضبابية التي تجعل من أعمالها أشبه بعالم الأحلام.
فتقول أحمد: “أحاول دائماً إيجاد طريقة للتوافق بين الألوان الباهتة أو الترابية مع الألوان القوية، ولكن المنسجمة مع محيطها بنفس الوقت”.
كما تُضيف قائلةً: “إن كل مأ أقوم برسمه غير مخططٍ له، إذ لطالما شعرت بالراحة في ابتكار شيء كان من الواضح جداً قراءته أو معرفته”. ترسم أحمد مناظر طبيعية مألوفة، ورغم ذلك يمكن وصف فنها بالفن التجريبي نوعاً ما، نظراً لاعتماده التام على الغريزة.
ومن منطلق استنادها إلى البحث الدقيق والمراقبة، تقول أحمد “لقد سئمت اتباع الطريقة المألوفة في ابتكار الأعمال الفنية من الفراغ وأردت عوضاً عن ذلك القيام بشيءٍ خارجيّ ليعلمني ماذا أفعل.”
تتميز رسومات أحمد للطبيعة بأجوائها الطفولية. فهناك لمسات واضحة للهدوء والحزن، كما لو أنها تمثل زماناً ومكاناً أسطوريين.
والنتيجة أعمال تكشف عن وجود علاقة روحية بين الفنانة والعالم الخارجي، وهي علاقة عاطفية أو انفعالية بشكل غريب. ففي عالم يشعر فيه معظم الناس بالتوتر، تقدم أعمال أحمد ملاذاً هادئاً من ضغوط الحياة العصرية؛ وهو تذكير دائم لنا بضرورة الحصول على فترة من الراحة.