متاحف فرنسيّة لإنماء المعارض الأمازيغية

خطوة تثير تساؤلات حول سلب المتاحف

لا مجال للشك في أهميّة مؤسسة Jardin Majorelle في المغرب، لقد سميّت بهذا الاسم تيمّناً باسم بانيها الرسّام الفرنسي المستشرق جاك ماجوريل. يُعتبر هذا البناء المصمّم بلون الكوبالت الأزرق والمحاط بالحدائق النباتية من أشهر مناطق الجذب السياحي في مراكش.

على الرغم من جذورها المثيرة للجدل قامت المؤسسة على مر السنوات بتوسيع حضورها في المغرب. قام كل من المصمّم الفرنسي إيف سان لوران وشريكه بيير بيرجيه في عام 1980 بشراء هذه الفيلا وإعادة ترميمها لتصبح في عام 2011 متحف سان لوران للمقتنيات البربرية، ومن ثم شهد افتتاح متحف إيف سان لوران في عام 2017.

باستثناء متحف البربر الذي يضم 600 قطعة جمعها سان لوران وبيرجيه من جبال الريف والصحراء المغربية، نجد أنّ الحضور الأمازيغي كان نادراً في هذا المتحف على الرغم من شهرته كوجهة سياحية.

مع انتشار حركة Black Lives Matter في جميع أنحاء العالم أصدرت المؤسسة إلى جانب متحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسّط ​​في مرسيليا ومتحف إيف سان لوران في باريس بياناً مشتركاً يلتزم بالحفاظ على التراث الأمازيغي وتمثيله من خلال أعمالهم. سيتمّ ذلك من خلال العناية بالقطع الأثرية الأمازيغية التي أضيفت إلى مجموعاتهم.

وجاء في البيان “يهدف هذا التعاون الطموح إلى تعزيز تراث ضفّتي المتوسط”.

ولكن مع سلب 90 % من ممتلكات الثقافة الأفريقية والتي على الأرجح تمّ بيعها للمتاحف الأوروبية والأمريكية، بالكاد تكون المؤسّسات الفرنسية التي تمتلك أكبر عدد من مقتنيات الفن الأفريقي حلاً لنقص التمثيل الأمازيغي في المتاحف.

في مطلع هذا الشهر دعا الفنانون إلى استعادة القطع الأثرية الأفريقية من المؤسسات الأوروبية والأمريكية، مستشهدين بعمليّة التبييض التاريخية. دعا الفنان اللبناني لورانس أبو حمدان الحائز على جائزة Turner المتاحف إلى “تغيير الملصقات والنصوص الوصفية ليصفوا بصدق القوّة العنيفة لعمليّة التبييض التي تمّت من خلالها سرقة الأشياء”.

تخطّط المؤسّسة التي لم توضّح بعد كيف انتهى المطاف بـ 600 قطعة جمعها سان لوران وبيرجيه في هذا المتحف، وما زال عليهما توضيح الأمر، إلى جانب متحف حضارات أوروبا والبحر الأبيض المتوسّط ​​في مرسيليا ومتحف إيف سان لوران في باريس لجلب القطع الأمازيغية وتنظيمها لمهمّتها الجديدة.

شارك(ي) هذا المقال