Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

6 مسيحيون عرب يتحدثون عن احتفالاتهم بعيد الميلاد في الشرق الأوسط

”ستشعرون كم أنتم محظوظون لوجود هذا الكم الكبير من الحب في حياتكم“

قد تبدو فكرة وجود مسيحيين عرب غريبة بالنسبة لبعض الناس، ولكن الواقع يقول بأن المسيحيون العرب هم الذين ساهموا بخلق نهضة ثقافية عربية، وهي فترة من الزمن كانت تسمى بفترة “النهضة”، ويعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر.

في الوقت الذي قد تبدو فيه الطائفية سبب للكثير من موجات العنف في المنطقة، من المهم أن نذكّر أنفسنا بأن العرب أناس دقيقون وقادرون على تحقيق التوازن بين الهويات المتعددة مع الاستمرار في تقاسم الكثير من الأشياء المشتركة.

ولا يوجد وقت أفضل من فترة عيد الميلاد للاحتفال بالتعايش الديني الموجود في الشرق الأوسط.

التقينا بستة مسيحيين عرب من دول مثل لبنان والأردن وسوريا ومصر وفلسطين، وسألناهم عن طبيعة الاحتفالات بعيد الميلاد في بلدانهم ذات الأغلبية المسلمة.

سولين، فلسطينية أردنيةthree little girls in front of a Christmas tree with presents“عيد الميلاد هو أكثر الأوقات جنوناً في السنة، من مواعيد الشعر والأظافر إلى اختيار الملابس ثم قضاء الكثير من الوقت في الاستعداد وسماع أمي وأبي يهددانا بكلمات مثل “نحن في السيارة، نحن سنغادر الآن!” ثم الذهاب إلى وجهتنا الأولى في تلك الليلة وهي عائلة والدتي. وباعتبار أنه لدينا أنا وأخواتي احتياجات غذائية مختلفة بسبب أمراض المناعة الذاتية وعدم القدرة على تحمل الطعام ومتلازمة تكيس المبايض، فهذه هي الفترة الذي نقضي فيه وقتأ أطول في المطبخ لطهي وخبز مجموعة متنوعة من الأطباق  النباتية والخالية من الغلوتين وأطباق حمية الباليو. وفي صباح عيد الميلاد يقوم أمي وأبي بصنع سلال عيد الميلاد لي ولأخواتي. وبينما نجلس معاً إلى جانب الشجرة ونحن نحتسي شاي صباح عيد الميلاد، نبدأ أنا وأخواتي بذرف دموع التأثر! إنها لحظة جياشة بالعواطف حيث تشعرون حقاً كم أنتم محظوطون بكمية هذا الحب الذي تتلقونه من أفراد عائلتكم. فعيد الميلاد بالنسبة لي يرمز للعام الذي يوشك على الانتهاء، حيث نتشارك مجتمعين اللحظات الأخيرة من العام مع أحبائنا ونترقب ما الذي سيأتي في العام المقبل! وسواء كوّنا صداقة جديدة أو فقدنا شخصاً نحبه مؤخراً، فعيد الميلاد هو الوقت الذي نقدّر فيه الأشخاص الموجودين في حياتنا”.

تريسي، لبنانية
two siblings playing by the Christmas tree with a dog“لطالما كان عيد الميلاد وقتاً مهماً جداً لعائلتي. فقد اعتدنا ونحن صغاراً أن نجتمع في منزل جدتي مع أخي وأختي ووالداي وباقي أفراد عائلتي، وهو عدد كبير جداً. ومعظمنا كان يعيش في نفس مبنى العائلة  وكانت علاقتنا جميعاً ببعضنا جيدة جداً. وكانوا يبدأون بالاستعداد لتلك الفترة قبل شهر على الأقل، ويُصبح المبنى مليئاً بالإضاءة والديكورات، أما الشجرة فكانت شيئاً مقدساً بزينتها الملونة التي تقوم أمي وخالاتي (عماتي) بصنعها يدوياً لعدة أسابيع. كما تترك والدتي كأساً من الحليب وبعض البسكويت لسانتا كلوز (بابا نويل) بجوار المدخنة، وتقول لنا أنه بحاجة لهم للحصول على بعض الطاقة بين جولاته. ثم نجلس جميعاً في وقتٍ لاحق على مأدبة غداء كبيرة مع العائلة، لتناول الطبق التقليدي لهذا العيد وهو الديك الرومي المحشو بالكستناء والأرز كطبق رئيسي مع العديد من الأطباق اللبنانية إلى جانبه كالتبولة وبعض المقبلات. فهو احتفال بالكرم والفرح، أو عالأقل هذه هي عاداتنا في لبنان. لقد ألغت عائلتي الاحتفال بعيد الميلاد في العامين الماضيين، بعد وفاة اثنين من أفراد عائلتي للأسف، حيثُ أننا ما زلنا نجتمع ولكن دون أن تكون هناك احتفالات كبيرة. وأعتقد أن هذا دليل على مدى أهمية هذا الاحتفال بالنسبة لهم، فإلغاؤه يُعتبر أكبر دليل على الحب والحزن والتعاطف”.

كولين، سورية
يُعتبر عيد الميلاد وقت دافئ وحميمي للغاية لي ولعائلتي. فهو ليس مجرد عطلة دينية مهمة، ولكنه يعني أيضاً الكثير بالنسبة لنا لأنه الوقت الذي تلتقي فيه العائلة مع بعضها البعض. فعادة نبدأ قبل حوالي ثلاثة أسابيع من يوم عيد الميلاد بتزيين الشجرة. كما أنه الوقت الذي تقيم فيه الكنائس المحيطة بمنزلنا في منطقة القصاع فعالياتٍ متعددة بمناسبة أعياد الميلاد. أنا أستمتع حقاً بأخذ ابني إلى فعالية الفنون والحرف اليدوية في الكنيسة، حيث يقوم بصنع زينة عيد الميلاد الخاصة به. كما نحب أنا وأمي الذهاب إلى سوق الكنيسة حيث يبيعون الكثير من حلويات عيد الميلاد والزينة والهدايا. كما تضع الكنيسة موسيقى عيد الميلاد ويكون هناك بعض بائعي المواد الغذائية يبيعون السندوتشات والكريب وما إلى ذلك. وفي عشية عيد الميلاد تجتمع العائلة لتناول وجبة لذيذة. نحن نفضل الاحتفال في المنزل بدلاً من الذهاب إلى حفلةٍ في المطعم، حيث نستمتع جميعاً بتناول الديك الرومي والمقبلات والجبن واللحوم والكثير والكثير من النبيذ والمشروبات. ثمّ نقوم خلال عشاء عيد الميلاد، بفتح جميع الهدايا التي حصلنا عليها من بعضنا البعض، مع التأكيد لابني بأن سانتا كلوز (بابا نويل) سيُحضر له هدية خاصة يمكنه فتحها في يوم عيد الميلاد”.

تانيا، أردنية
A family picture with Santa at Christmas“عيد الميلاد مناسبة ممتعة للغاية. فعادة ما أتناول العشاء مع عائلتي ليلة عيد الميلاد، ولكننا دائماً ما ندعو أصدقاؤنا إلى منزلنا ومن بينهم أصدقائي المسلمين أيضاً لنتناول المأكولات التقليدية لهذا العيد والمصنوعة بلمسة محلية. وبعد العشاء، يقيم واحد من أصدقائي المسلمين حفلاً في منزله للاحتفال جميعاً!”.

نور، لبنانيةSanta Claus holding a baby“عيد الميلاد هو مناسبة للامتنان. لقد نشأت وأنا أعيش مع جديّ، ولطالما أحببت عيد الميلاد لقدوم كل أعمامي وأبنائهم المغتربين إلى المنزل لقضاء العطلة معنا وكان المنزل يعج بالنشاط والفرح. عندما كنت طفلة، تعلّمت ترانيم عيد الميلاد باللغة الإنجليزية في المنزل، باعتبار أن تعليم جدي وجدتي كان باللغة الإنجليزية، كما تعلمتهم في المدرسة باللغة الفرنسية. في منزلنا، كان الشكر والامتنان أمرين أساسيين وبالتالي فإن رد الجميل كان ضرورياً خلال شهر ديسمبر. كنا نقوم بتنزيين المنزل بنبات الهدال ونشاهد أفلام عيد الميلاد طيلة شهر ديسمبر ونضع مغارة تحت الشجرة مع مجسمات للسيدة مريم العذراء  ويوسف والمجوس الثلاثة، ثمّ نضيف إليها مجسم يسوع في منتصف ليلة عيد الميلاد. كنا نأكل الديك الرومي والكثير من الأطباق والحلويات المحشوة بالكستناء والمشروبات الكحولية المعطرة والنبيذ الأحمر والشمبانيا و كيك “bûches de noel” … وعلى عكس التقاليد، يأتي عمي مرتدياً زي سانتا في منتصف الليل، ونبدأ بفتح الهدايا عشية عيد الميلاد بدلاً من الصباح التالي. أما يوم عيد الميلاد، فنجتمع عند جدتنا الكبيرة مع كافة أفراد العائلة، ونأكل المزيد من الوجبات الشرقية مع الديك الرومي بلمسةٍ فلسطينية. وتبقى شجرة عيد الميلاد موجودة إلى أن ينتهي عيد الغطاس، حين نأكل “كعكة الملك (كعكة عيد الغطاس)” لإنهاء موسم العطلات بفرح وسعادة”.

مارينا، مصريةa little girl by aChristmas tree holding a tennis bat“أبدأ بالشعور بأجواء عيد الميلاد منذ بداية شهر ديسمبر عندما يتم وضع الشجرة والبدء بتزيين المنزل ووضع الأغاني الخاصة بهذه المناسبة، عادة ما نحتفل بعيد الميلاد في مصر في 6 أو 7 يناير. والأمر يختلف بين شخص وآخر، ولكن بالنسبة لي، عادة ما نهتم بتصفيف شعرنا ووضع مكياجنا، ثمّ نرتدي ملابسنا الرائعة ونذهب إلى اجتماع عيد الميلاد المقدس في الكنيسة ليلة عيد الميلاد (6)، لنجتمع بعدها مع عائلة والدي. ثم نستيقظ يوم عيد الميلاد ونحن نرتدي البيجاما الخاصة بهذا العيد، ونتناول وجبة فطور عائلية مع الاستماع لبعض أغاني عيد الميلاد المسيحية، وفي وقت لاحق بعد الظهر نتبادل هدايا عيد الميلاد ثم نذهب إلى تجمع عائلي آخر ولكن هذه المرة مع عائلة أمي. هذه التجمعات العائلية التي تحدث بمناسبة عيد الميلاد مسلية بالفعل، حيث يجتمع الجميع معاً ويمكنكم لقاء الكثير من الأشخاص، كما توجد هناك الكثير من المأكولات اللذيذة مثل اللحوم المحشوة واللازانيا والديك الرومي والكوكيز التي تصنعها جدتي (الكعك) والشوكولا والكيك، خاصّة وأن عيد ميلاد أبي وعمي يصادف في يوم عيد الميلاد. وباعتبارنا أقباط، نقوم هذا اليوم بكسر صيامنا النباتي، ولذلك يكون هناك الكثير من الطعام اللذيذ”.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة