انتشرت المحادثات والاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي أُثيرت جرّاء مقتل جورج فلويد في جميع أنحاء العالم بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً.
مع وجود مجموعات من الشباب سواء كانوا يحتجّون ويتبرّعون ويتطوّعون ويتحدّثون على وسائل التواصل الاجتماعي ضد نظام الكفالة القمعي أو الوجه الأسود والأشكال العرضيّة الأخرى للعنصريّة فإنّ مناهضة العنصرية تسود المجتمعات العربية. إلا أنّ هناك بعض الأمل. أصبحت الأجيال الشابّة أكثر وعياً لطريقة غرس العنصرية في الثقافة العربية وهي الآن تسعى بشكل فاعل لإيجاد سبل التخلّص منها.
حتى لو كان آباؤكم عرباً ومسلمين (في عالم يسوده بُغض الأجانب والترهيب من الإسلام)، فإنّ بعضهم ما زالوا طبيعيين، ومع ذلك يساهمون في التحامل على السود، وهذا يدل على أنّه يمكنكم أن تكونوا جزءاً من مجموعة مهمّشة ومع ذلك تظلمون الجماعات المهمّشة الأخرى.
ليس هناك وقت أفضل من هذا للكشف عن جروح العنصرية التي طال أمدها داخل مجتمعاتنا وأسرنا.
توقّفواعن حظر أقاربكم على وسائل التواصل الاجتماعي وتوجيه الانتقادات اللاذعة لآبائكم. إن كنتم تتطلّعون بالفعل لتغيير العالم وإحداث الفرق، فما عليكم سوى الجلوس معهم وتبادل النقاشات البنّاءة حول قضيّة العنصرية. قد يشعرون بالانزعاج إلا أنّ هذه المحادثات مهمّة جداً. ولا تقلقوا فهذا لا يعني أنكم لا تحترمون من هم أكبر منكم سناً.
تحتاجون للمساعدة؟ هذه طرق مناقشة العنصريّة مع آبائكم.
تجنّبوا الصدامية
تذكّروا أنّه في مرحلة ما من حياتكم لم تكن هذه القضيّة محل اهتمامكم أنتم أيضاً. لذا من المهم أن تبدؤوا المحادثة بالاعتراف بجهلكم بحقيقة هذه القضيّة. إذا كنتم تريدون أن يستحوذ كلامكم على إصغاء آبائكم، ونأمل أن تحظوا بذلك، عليكم أن تشرحوا لهم بحذر كيف تؤثّر بكم العنصرية، حتى لا يكون وقع كلامكم بمثابة إلقاء اللوم عليهم. عندها ستكون هذه المحادثة محل اهتمامهم مما يساعدهم على تقبّل التفكير فيها بطريقة مختلفة.
استخدموا أمثلة شخصية لمساعدتهم على فهم تأثير العنصرية المنهجيّة
إن كان آباؤكم يعتبرون مناهضة العنصرية أمر لا يعنيهم، فما عليكم إلا إسقاطها على مجتمعكم. تحدّثوا عن عاملة المنزل التي تعرّضت لسوء المعاملة، وصديق يكافح من أجل كسب عيشه، واستخدموا أمثلة شخصية لتوضيح أثر ذلك على الأشخاص الذين قد يعرفونهم. كما أنّ الربط بين حركة BlackLives Matter والقضيّة الفلسطينية قد يكون له أثر كبيرفي فهم القضيّة الأشمل للقمع المنهجي.
اطرحوا بعض الأفكارلإجراء تغييرات فعليّة
إذا كان آباؤكم يصغون إليكم ويدركون بأنّ عليهم أيضاً النضال ضد العنصرية، عندها ركّزوا على العمل. اسألوا آباءكم “ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها كعائلة؟”.
لا تخشوا تدميرعلاقاتكم
يُعتبر الولاء العائلي في المجتمعات العربية أمراً غاية في الأهميّة، على الرغم من أنّ اختلاف وجهات النظر السياسية بين أفراد العائلة يجعلنا نشعر وكأنّ الروابط الأسرية تتداعى، إلا أنّ هذه النقاشات بين الأجيال أمر غاية في الأهميّة. من المحتمل أن آباءكم قد بذلوا الكثير من الطاقة لمنحكم الحياة والراحة التي تحظون بها، إلا أنّهم قد لا يتفهّمون سبب محاولتكم توعيتهم. لذا احرصوا دائماً على إظهار الاحترام والامتنان وتفهّم تجاربهم، بهذه الطريقة فقط يمكنكم أن تشرحوا لهم بأن التطوّر ضمن بيئة جديدة هو أمر جوهري، وأن بعض سلوكياتهم تجعلكم تشعرون بعدم الراحة والأمان. تذكّروا دائماً، إن لم تؤتِ المحادثة ثمارها فهذا يعني أنّ الوقت غير مناسب للنقاش، لذا حاولوا تأجيله إلى وقت لاحق.
ضعوا حدود
في حال تجاهل آباؤكم بالفعل محاولة توعيتهم حول العنصرية، عندها ضعوا حدوداً. أخبروهم بلطف بأنّكم لا ترغبون سماع التعليقات العنصرية عندما تكونون معهم. وفي حال استمرّوا بالتعبير عن رأيهم، ذكّروهم بأنّهم قد تجاوزوا حدودكم وهذا أمر غير مقبول.