أن تكون شابًا عربيًا في القرن الحادي والعشرين يعني أحيانا أن تعيش حياتين في نفس الوقت. عندما تكون في منزلك، فإنك تتبنى نسخة أولى من كيانك وما ان تتخطى عتبة المنزل حتى تتحول الى شخص آخر. أحيانا، تكون هاتان الشخصيتان متضادتين لبعضهما البعض، فأنت أحيانا مقارنة بأولاد الحرام قديس ومقارنة بأولاد الحلال عاشق للمحرمات. التوفيق بين النسختين صعب ويجعل من حياتك أصعب مما توقعت، خاصة في اللحظات التي يتم القبض عليك متلبسا ضمن مجموعة من قبل مجموعة أخرى ترفض ما يقومون به. أما إذا أضفت والديك إلى الصورة الفوضوية فأنها الكارثة.
قد تتخيل أحيانا كيف سيبدو المشهد إذا أمسك بك والداك وأنت بصدد القيام بالجرم الكبير، تلك الخطيئة التي ما انفكوا يخبرونك أنها حرام ومن المحال أن ترتكبها. إليكم شهادات خمسة شبان عرب حول كيف كان رد فعل والديهم عندما اعترفوا ببعض أكبر خطاياهم.
زيد، 27
أمي تعلم أنني جربت الكوكايين ، وأبي يعلم أنني تسببت في حمل صديقتي في السابق. عادة ما يخبرون بعضهم البعض بكل شيء، لكنني متأكد أنهم ان علموا بالحمل أو المخدرات لكنت اليوم في عداد الموتى. فعندما خرجت الأمور عن السيطرة، كان علي اختيار الخطيئة التي سأعترف بها وأدعو الله أن لا يخبر أحدهم الأخر، وأنا متأكد من أن صلاواتي قبلت ولا أحد أخبر الثاني عن أخطائي الفادحة.
لقد اضطررت لإخبار والدي لأنني لم أكن أعرف ماذا أفعل في ما يخص الحمل وللبوح لأمي لأنني كنت أخشى تعرض صديقي لجرعة زائدة. وكانت النتيجة الكثير من الصراخ لكنني سعيد بأنني لا أزال حي أرزق.
نادية ، 23
لقد اعترفت لأمي بشرب الكحول دون أي تلميح للكمية التي أشربها. لم يمنعها هذا من إلقاء محاضرة عن كون الكحول من المحرمات ومضرة بالصحة ولا حاجة لي إلى الشرب ليتقبلني الآخرون. أزعجتها مرة عندما ارتشف بعض النبيذ أمام عمتي المغربية عندما كانت في زيارة لنا في إيطاليا.
ولأننا برفقة الجانب الإيطالي للعائلة، لم تقل عمتي أي شيء واكتفت بنظرة متوجهة فقط. لكن، أخذتني أمي جانبًا في نفس الليلة ووبختي قائلة “كيف تجرئين على الشرب أمامها؟ أنت تعلم أنني لا أوافق عن شربك والآن أنت تفعلين ذلك أمام أختي. إنه حرام ومن المهين أن تفعل هذا على الملأ “. كان الموقف صعبًا للغاية ولم أعرف كيف أتعامل معه في ذلك الوقت.
حمزة ، 24
لا يتفق والديّ على نفس القواعد عندما يتعلق الأمر بالدين. عندما اضطررت إلى صيام أول شهر رمضان لي، كان أبي يتسلل بالكوكاكولا إلى غرفتي بينما كانت أمي تقوم بحساب الأيام التي لم أصوم فيها لتجعلني ألحق بها طوال العام. مع هذا، كان منزلي وجهة الجميع لأن والدي أقل صرامة من الآخرين. فأمي لا تمانع وجود مجموعة من أطفال المدرسة الثانوية في حالة سكر مستلقيين على أريكة الصالون. أمام هذه التناقضات، تشكل خط ضبابي للغاية بين الحلال والحرام والمكروه.
ذهبت هذا العام إلى جزيرة أوروبية لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وتزامنت الرحلة مع شهر رمضان الذي أحاول فيه الصيام على قدر المستطاع. لكن لم يكن أي من أصدقائي صائماً. ما إن سلمني صديقي كوب ويسكي قبل الذهاب للسهر حتى أجبرت أن أتخذ قرار شربه بصعوبة لكن بكل وعي. فأنا هنا لأستمتع بالرحلة ، فلما لا؟ عند العودة إلى المنزل بعد انتهاء الرحلة كان أول سؤال أمي في أول مكالمة هاتفية “كم عدد الأيام التي يجب عليك صومها؟”
لا يمكننا أن نعترف بارتكاب المحرمات في منزل في شمال إفريقيا الا ادا اردت تلقي بعض الجلدات على مؤخرتك! لا أعتقد أنني أستطيع الاعتراف بأي شيء لوالدي. قد تكون ردة فعلهم ايجابية لكنني لا أريد إجراء المحاولة حتى وتجاوز حدود الاحترام بيننا. أعتقد أن الأمر يتعلق أكثر بالاحترام أو على الجيل، وكأي شخص ولد في أواخر الثمانينيات الأمور مختلفة بالنسبة لنا. عندما أنظر إلى أختي الأصغر سنًا ، أشعر أن الأمور يجب أن تكون مختلفة بالنسبة لها وأسهل بكثير.
ماليك، 29
أتذكر أنني كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما ألقت أمي القبض علي مع حبيبتي في المدينة. كنا صغارًا في ذلك الوقت وغير آبهين بالناس وبتفكيرهم. يمكنك أن تتخيل كيف نتجول في وسط المدينة. لقد كنا نمسك ببعض البعض وكأننا أردنا التأكد من أن الجميع كان على علم بأننا كنا نتواعد. وما حدث هو رؤية أمي لي وأنا أقبل حبيبتي. بكل اختصار، ما حدث بعد ذلك لم يكن ممتعًا للمشاهدة. كانت أمي تصرخ باللغة العربية في الحافة “أنت تخجل العائلة” وغيرها من الجمل في نفس السياق. لحسن الحظ، نتذكر القصة اليوم ونضحك عليها بعد أن تزوجت من نفس الفتاة.