تخيلوا هذا: موسيقى صاخبة، كرة ديسكو تدور، قصاصات ورق ملونة متلألئة تتطاير في الهواء بينما يعلن MC عن المنافسة التالية. “الفئة هي … عِش! اعمل! ارقص! ” إذا كنتم قد شاهدتم برنامج Pose لرايان مورفي، فأنتم تعرفون هذا المشهد المثير.
منح هذا العرض العالم فرصة إلقاء نظرة على عالم رقص القاعات، وهو حركة ثقافة فرعية تعتبر مدينة نيويورك مسقط رأسها؛ حيث وجد الشباب الأفريقي والأمريكي اللاتيني من مجتمع المثليين ملاذاً لهم في هذه المدينة.
ربما أنتم على دراية بمفهوم ثقافة “منازل الرقص”، الذي يقوده “الأمهات” و “الآباء”. ومن المحتمل أنّكم سمعتم عن House of Xtravaganza وهو أحد منازل الرقص الأكثر شهرة في المدينة وقد تم تأسيسه في عام 1982.
الآن تخيلوا هذا: أنكم في الـ 26 من العمر، أردنيين مثليين تعيشون في أمريكا خلال أحداث 9/11 سبتمبر حيث تم فرض حظر على المسلمين جراء الحدث.
يقول سامر المعروف أكثر باسمه المستعار Ridikkuluz: “لقد وجدت صوتي في قاعة الاحتفالات باعتباري عضو في House of Xtravaganza”. في حين أن بدايات عالم رقص القاعة كانت تتكون إلى حدٍ كبير من مجتمع أمريكي من أصل أفريقي ولاتيني، وكان المجتمع بمثابة ملاذ للأشخاص المحرومين من حقوقهم. في عام 2020 وجد هذا الشاب الأردني الأمريكي ملاذاً لنفسه داخل هذا المكان. بالطبع هو ليس الوحيد.
تحولت ثقافة رقص القاعات إلى العالمية. من اليابان والبرازيل إلى لبنان، يمكنكم العثور على تلك مجتمعات في جميع أنحاء العالم. في الشرق الأوسط، يعتبر لبنان المركز الرئيسي كما وثقه المصور محمد عبدوني على مر السنين إلى جانب أكبر ثقافة للمثليين في العالم العربي.
View this post on Instagram
Day 15 – more speeches #لبنان_ينتفض #lilwatan #الثورة
A post shared by Mohamad Abdouni (@texting_bitches) on
أوضح Ridikkuluz: “هناك الكثير من الأشخاص من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ينتمون إلى مجتمع رقص القاعات، إلا أنّهم منتشرون في جميع أنحاء العالم”. لذا يتواصل معظمهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ثم يتابع “رأيت مقطع فيديو لشيرين وهي ترقص مرتدية البرقع مما دفعني إلى مقابلتها شخصياً. لقد قابلت على وسائل التواصل الاجتماعي زاندر خوري من سيدني وهودي سعد من لبنان وحبيبيتش من باريس”.
على الرغم من الحدود التي تفصل بينهم، والوباء الذي يشكل عقبة في طريقهم، إلا أنّ هذا المجتمع على تواصل دائم. عندما هز الانفجار بيروت في أغسطس كانوا يعلمون أنهم بحاجة لفعل شيء ما. وهنا تولّى زاندر خوري زمام الأمور وابتكر خطة للمساعدة.
اتحد الجميع، كل من موطنه، Ridikkuluz وشيرين وهودي وزاندر وحبيبيتش وهشام قمحية وهو ماليزي وفلسطيني لإطلاق فيلم يضم عروضاً خاصة بهم لزيادة الوعي وجمع التبرعات لصالح صندوق إغاثة المثليين في لبنان ومنظمة Black Trans Femmes للفنون والقوس وهي منظمة تعمل لدعم حرية الفلسطيني المثلي.
يقول Ridikkuluz مستشهداً بكلمات الـ MC الأسطوري، جونيور لابيجا “كان هدف من المشروع إظهار أنّه لا يزال لدينا القدرة على التأقلم والابتكار للتعبير عن أنفسنا بغض النظر عما نمر به في حياتنا الواقعية”.
الصورة الرئيسية من تصوير Rey Fernandez