Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

باسل الحادي يتحدث عن الصحة النفسية والسلام الداخلي وأشياء كثيرة أخرى

لقاء في باريس مع عارض الأزياء الأردني والدي جي

قد يكون من الصعب أن تثبت تميزك أو أن تترك بصمة هامة عندما يتعلق الأمر بمدن كبرى مثل باريس، إلا أن الأمر لم يكن كذلك مع باسل الحادي الذي نجح بصنع اسم لنفسه على الرغم من قضائه معظم وقته في دبي.

كان منتصف النهار تقريباً عندما شققت طريقي نحو Place de la Bastille الساحة الواقعة في المنطقة رقم 11 في باريس حيث كان سجن Bastille المشين قبل حادثة “اقتحام سجن الباستيل” التي أشعلت فيما بعد الثورة الفرنسية، وذلك من أجل موعد لقائي مع الحادي أحد المبدعين العرب الذين تم اختيارهم للمشاركة في حملة Montblanc  لأحدث مجموعة من الحقائب.

basil Alhadi Yassine Harris

ويهدف العمل الجديد والذي يحمل عنوان “On the Run” إلى إبراز الفوائد العملية والعاطفية لعيش “حياة نشطة مليئة بالتنقل” إلى جانب قيامك بأكثر الأشياء التي تلهمك.

أكثر ما لفتني عندما ذهبت إلى المحطة المزحمة بعد ظهر يوم جمعة مشمس، طاقة هذا الشاب الرائعة والتي تنشر الدوبامين في كل مكان، إضافة لروحه المسخرة للسفر والبهجة، وكل هذا يجعلك قادراً على تمييزه بين هذا الازدحام الباريسي.

يعمل الأردني متعدد المواهب في العديد من المجالات، فإضافة لكونه سفيراً لعلامة Montblanc ومنشئ محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي فهو أيضاً دي جي ومغني أساسي سابق في فرقة موسيقى الـReggae العربية ونجم تلفزيون الواقع بمشاركته ببرنامج Beauty Match على MBC في عام 2020.

يقول هذا المبدع الطموح والذي جاء لتوه من مدينة الإمارات العربية المتحدة لتصوير الحملة إلى جانب ستة مبدعين عرب آخرين من بينهم Symon Decazza وFahd El، “تبدو الأمور جنونية (في دبي) في الوقت الحالي”.

Basil Alhadi Montblanc

ويضيف: “نستطيع كلنا أن نلاحظ كيف صارت هذه المدينة مركزاً هاماً للمبدعين الآن، وهذا ما يجعل الوسط هناك يكبر أكثر فأكثر ويزداد ارتباطاً بالمكان.”

على الرغم من اعتياد الحادي على قضاء معظم وقته بين الرحلات الجوية من أجل التصوير والحملات، إلا أننا هذه المرة قررنا أن نأخذه في رحلة عبر ممرات الذاكرة لمناقشة بداياته المبكرة ومسيرته المهنية وخططه المستقبلية.

يتذكر الدي جي المولود في الكويت: “لطالما كان لدي اهتمام بمجال الموسيقى فقد كنت مهووساً بها وبفكرة تأليف الموسيقى. كان والدي دائماً ما يخبرني أنني يجب أن أترك بصمة وأن يتذكرني الناس بطريقة ما، وبالفعل أخذت ذلك على محمل الجد، وأصبحنا أنا وأصدقائي أيام المدرسة والجامعة نقضي أوقاتنا في إحدى غرفنا ونحن نعزف الأنغام الشرقية ونذهب بجولات ونغني طوال اليوم قبل أن يقوم آباؤنا بطردنا.”

لطالما كان أكثر ما يلفت نظري في صغري هم المبدعين أمثال باسل كونه عربي ورائع للغاية بنفس الوقت. استطاع الحادي تحديد أين بدأت مسيرته تتجه نحو الأفضل عندما سألته كيف وصل إلى مكانه الحالي، رغم أن المقصود كان سؤال آخر.

يشرح أيضاً: “لقد كنت محظوظاً بما يكفي كوني عشت في كل من نيويورك والكويت والأردن وتركيا، إلا أنني بانتقالي إلى دبي شعرت أخيراً أنني في المكان المناسب، فمن هذه المدينة كانت الانطلاقة، وبالنظر للخلف أرى أن كل هذه المغامرات في العالم الإبداعي قد بدأت بطريقة مضحكة، عندما كنا مجموعة من الأصدقاء الذين يلتقطون الصور ويعزفون الموسيقى ويستضيفون الحفلات والـpop-ups وما إلى ذلك. وباعتبار أن معظم العلامات لها مقرات رئيسية في دبي فقد بدأوا في ملاحظتنا ومن هناك أصبح الباقي تاريخاً.” مضيفاً أن التحدي الحقيقي هو إيجاد التوازن الحقيقي واتخاذ القرارات الصائبة.

يكمل: “عندما تدخل عالم الموضة والموسيقى والترفيه فإنك في مرحلة ما قد تضيع أو قد تعميك أضواء الشهرة، يشبه الأمر إلى حد ما الـ”Lalaland.”” هذا ما يدفعه في كثير من الأحيان للابتعاد والانعزال عن هذا العالم عن طريق إغلاق هاتفه أو العودة وقضاء بعض الوقت مع عائلته أو حبس نفسه في الاستوديو.

ويقول: “عندما أمر بهذه المرحلة أبدأ بفعل أشياء لنفسي مثل تأليف الموسيقى، فليس من المفترض نشر أي شيء للجمهور فهذا شي يخصني لي فقط. عليك أن ترى حجم القرص الصلب الخاص بي، فأنا أملك الكثير من الأعمال التي لم أصدرها والتي يسعدني القيام بها دون التفكير في الضغط الذي يرافق محاولة إرضاء الجمهور أو الزبون.”

basil alhadi interview

يمكننا تشبيه هذا الرجل المعروف بـKarrouhat والذي يتابعه 109 ألف متابع على Instagram بالسكين السويسرية متعددة الاستخدامات وذلك بسبب تمتعه بمواهب كثيرة لا تعد ولاتحصى، إلا أنه ومع كل موهبة تصل لمستوى معين من التقدير والشهرة تأتي مسؤولية كبيرة يجب تحملها.

“أحاول في هذه المرحلة ترك الأمور تسير بسلاسة دون عناء، فأنا لا أريد أن أحبس نفسي داخل صندوق رغم أن أن ما أفعله يتطلب الكثير من الجهد. أرى أنه مازال لدي الكثير من الأهداف لأحققها والكثير من المجالات لأترك بصمتي فيها، وهذه هي طريقتي للاستمرار، كما أنه من المهم أن تحافظ على شغفك وأن تجرب أشياء جديدة فأنا لم أعد أقدم أعمالي لأجلي فقط، ولكن أيضاً لأولئك الذين يقدرونني، مما يحملني مسؤولية أكبر.”

“يمكن أن يكون الأمر مخيفاً للغاية لأنك قد تعيش فترات من الإحباط، إلا أنني أرى أنها ضرورية في بعض الأحيان. كان هنالك أوقات معينة شعرت فيها بالضعف والاكتئاب، ومع ذلك كان علي أن أقدم محتوى جديداً، ولكن كان من الصعب أن أبقى وفياً لنفسي بعد ذلك نظراً لكل هذه المسؤوليات والظروف المحيطة.”

كما ذكرنا سابقاً ينتمي الحادي لمجموعة المبدعين المرتبطين بجذورهم والمتمسكين بقيمهم وهذا أمر مذهل ورائع بلا شك، إلا أنه بنفس الوقت يمكنني رؤيته كمواطن عربي يعاني بسبب أفكاره ومشاعره ويبحث عن طرق لمساعدة نفسه.

يعترف الحادي: “لا شك أن العلاج النفسي هو الشيء الأساسي الذي يجب القيام به، فأنا أتابع حالتي النفسية مع معالج بين الحين والآخر، كما أنني أحاول اتباع أساليب تساعدني كالابتعاد عن الإنترنت وإعادة الاتصال بأشخاص حقيقيين ليسوا من هذا المجال، فهم يستطيعون تذكيرني بنفسي، وبصراحة عندما تعيد الاتصال بنفسك فإنك تلقائياً تصبح على اتصال بالطاقة الأكبر.” كما أضاف إلى ما سبق أن التحدث إلى والدته هو أيضاً إحدى مصادر علاجه.

basil alhadi

كشف أيضاً: “أحب التواصل مع أشخاص يشبهونني ويفكرون مثلي، فأمي تملك طرقها الخاصة في التعامل مع الحياة، وهذا شيء أسعى لتحقيقه، فنحن عادة ما نميل لتعقيد الأمور أكثر من اللازم، وعندما نريد الانتقال من النقطة أ إلى النقطة ب مثلاً، فإننا نميل إلى الإفراط في التفكير بكل شيء، في الوقت الذي قد تسير أمي نحو النقطة B دون كل هذا القلق أو التوتر. عندما أتواصل مع أشخاص يملكون مثل هذه من الطاقة، أشعر بالكثير من السلام، كما أنني دائماً ما أحاول جذب مثل هؤلاء الناس إلى عالمي، وأحاول أن أبقى متيقظاً من أجلهم في جميع الأوقات، كما هو الحال مع العلامات أيضاً.”

يتبع الحادي إحدى الطريقتين عندما يتعلق الأمر بالعمل مع العلامات حيث يوضح: “تعتبر الطريقة الأولى أكثر تقنية وتتعلق أكثر بالأرقام والعقود، أما الثانية فتتعلق بالحدس والمشاعر. أحاول فهم ما أشعر به حيال الصفقات بعد الاجتماع الثاني أو الثالث وأتابع بحسب ما أشعر به، فإذا كنت مرتاحاً أقوم بتسليم الأمور التقنية إلى شخص آخر وأستمر بلحاق مشاعري.

يقول الحادي “يختلف الأمر بالنسبة لـ Montblanc، فأنا بصدق أجدهم كعائلتي الآن. صحيح أننا في البداية أجرينا الكثير من المباحثات، إلا أننا استطعنا في النهاية إيجاد أرضية مشتركة بيننا نشعر فيها براحة فائقة. لا أشعر أنني أعمل عندما أكون معهم، إنهم يشركونني في جميع أنشطتهم، وأنا في المقابل أحاول جهدي لدفع علامتهم إلى الأمام والارتقاء بها.”

لم نستطع إكمال حوارنا العميق والثاقب وذلك بسبب اضطرار عارض الأزياء والمغني للعودة إلى جدول أسبوع الموضة المليء، لكننا تساءلنا بصوت عالٍ نظراً لتقديره الكبير لـMontblanc عما إذا كنا سنراه يتسلق إحدى أعلى القمم في جبال الألب الحاملة لنفس الاسم، ليجيبنا: “نأمل ذلك قريباً”.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة