ليس هناك العديد من المصممين من منطقتنا الذين يحصلون على معرض فردي كامل، لكن محمد بنشلال هو الآن من بينهم رسميًا. في هذا الشهر، يستضيف متحف قطر الوطني معرض “بنشلال | أثر خالد: نحت مستقبل الماضي”، احتفالًا برحلته وأسلوبه الجريء ودافعه للابتكار وفق شروطه الخاصة.
تشكل قطر جزءًا خاصًا في قصة بنشلال. ففي عام 2021، حصل المصمم المغربي على جائزة فاشن ترست العربية لأزياء السهرة، التي قدّمتها له صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر. كانت تلك اللحظة ليست كبيرة له فحسب، بل للمنطقة بأسرها، حيث لفتت الأنظار العالمية إلى الموضة الشرق أوسطية. والآن، وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات، يعود إلى قطر بمعرضه الخاص في متحف قطر الوطني. إنه شرف كبير يعكس تأثيره الكبير والتزام قطر بدعم المواهب الإقليمية.
ولد بنشلال في هولندا لأبوين مغربيين، وتعرف مبكرًا على الأقمشة من خلال عمل أجداده، مما أشعل شغفه بالموضة. درس في أكاديمية أمستردام للأزياء وأطلق علامته الخاصة في عام 2015. عُرف بتصاميمه الجريئة والنحتية، ودائمًا ما يأتي بشيء غير متوقع. حصل بنشلال على العديد من الجوائز المرموقة خلال مسيرته، بالإضافة إلى جائزة فاشن ترست العربية، كما نال جائزة فوغ للأزياء لعام 2020، التي قدّمت له منحة مالية وعرضًا على موقع نت-أ-بورتر. وقد ارتدى تصاميمه العديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك شارون ستون وبيلي بورتر وإيريس أبفل وغيرهم.
ألهمت الهندسة المعمارية الحديثة لقطر، وامتداد صحرائها الواسع، ومشهدها الفني المزدهر، إبداع بنشلال بشكل كبير. وخلال إقامته في استوديوهات ومختبرات ليوان للتصميم، صمّم قطعًا مستوحاة من مناظر قطر وآثارها، وستظل هذه التصاميم معروضة حتى 18 يناير 2025.
لم يكن لهذا المعرض أن يرى النور دون دعم سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، التي تُعد إحدى القوى المؤثرة في المشهد الفني والثقافي في قطر. لقد آمنت بعمل بنشلال وساهمت في تحقيق هذه الرؤية، مما يثبت للعالم حجم المواهب التي تبرز من الشرق الأوسط.
إذا كنت في قطر، تأكد من زيارة معرض “بنشلال | أثر خالد: نحت مستقبل الماضي” في متحف قطر الوطني. إنها فرصة رائعة لمشاهدة تصاميم المصمم عن قرب واستكشاف الفن وراء كل قطعة.