Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

هكذا تؤثر أغنية Inn Ann لفرقة BLTNM على العالم

الفلسطينيون يتحدثون عن معنى هذه الأغنية لهم

لا أحد يُضاهي شب جديد وضبور في قوة تأثيرهما على الشارع على مدى الأشهر القليلة الماضية، فقلة من الفنانين نجحوا في خلق وتجسيد صوت أصيل واكتسبوا مع الوقت مكانة مرموقة مع البقاء أوفياء لصدق فنهم ومهنتهم.

وعلى هذا الصعيد، وفي ظل ظهور عدد كبير من المواهب الإبداعية والموسيقية داخل الدولة الفلسطينية المحاصرة التي تعاني من ظلم واضطهاد الاحتلال، حازت أغنية الثنائي التي تحمل عنوان Inn Ann على شهرة كبيرة وأصبحت نشيداً عصرياً فريداً من نوعه يمثل قوة الشعب الفلسطيني في وجه الهجمات العنيفة والدموية التي نفذتها القوات الإسرائيلية في أجزاء كثيرة من فلسطين لا سيما حي الشيخ جراح في القدس الذي يعاني من جروح عميقة يتردد صداها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن الجدير بالذكر، أنّ الثنائي مؤسس فرقة BLTNM قد استثمر الموسيقى لتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال العنيفة، ونجحت الأغنية في الحصول خلال زمن قياسي على إعجاب آلاف الجمهور، كما حازت على ما يقارب 20 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده.

تتميّز هذه الأغنية بكلمات معبرة وبعمق سياسي وأسلوب ثوري غير مسبوق، مما دفعنا لسؤال خمسة فلسطينيين عما تعنيه لهم أغنية Inn Ann.

عمر العلمي، 27 عاماً فلسطيني مقيم في لندن

من الأمور التي كان لها الصدى الأكبر لدي هو موقف الثنائي ضبور وشب جديد الجامح والذي يفوق التصورات والذي تجسّد من خلال الكلمات العميقة والمؤثرات البصرية. بالنظر إلى الكلمات، لا تقتصر الأغنية على الصراع المرتبط بكونك فلسطينياً يعيش في الأراضي المحتلة أو غزة أو الضفة الغربية فقط، بل يتعدى ذلك ليمثل موقف جيل الشباب المفعم بالفخر والثبات. وغني عن القول بأنّ هذه الأغنية تتعدى كونها مجرد أغنية عادية تشبه أغاني الراب النمطيّة والتي عادة ما نسمعها في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.

أما من ناحية المؤثرات البصرية، فإنّ مجرد تصوير الفيديو أمام جدار الفصل العنصري هو أمر بغاية القوة والجرأة، فهو يُثبت أنه بالرغم من أننا في ظل الاحتلال، إلا أننا ما زلنا هنا نبتكر ونبني – فالجدعان يعيشون هنا وسيبقون للأبد. أعتقد أنّ الأغنية قد اكتسبت شهرة كبيرة لأنها تتزامن مع ما نراه الآن ونختبره من تصاعد صوت الجيل الجديد، وهو الجيل الذي نشأ مع حكايات آبائهم وأجدادهم ويسعى جاهداً لرفع صوته ضد الظلم. كما تعكس هذه الأغنية فخر الشباب الفلسطيني، سواء كانوا يعيشون في فلسطين أو خارجها، ونحن بالتأكيد فخورون بتراثنا ومعتقداتنا ومواقفنا.

كما يحاكي هذا الفيديو الكثير مما نراه في موسيقى الراب الغربية، فإذا وضعناها على سبيل المثال إلى جانب أغنية Praise da Lord للمغني A $ AP Rocky، فستبدو منسجمة معها تماماً، وبطبيعة الحال نحن منجذبون إلى ما نعرفه ونفهمه بالفعل ونفخر إلى حد ما برؤية موسيقى الراب العربية ترتقي لمواكبة الصيحات السائدة. ومن المثير للاهتمام أيضاً، أن الأمريكيين يتفاعلون وبشكل كبير عبر الإنترنت مع هذه الأغنية، إنّ الأشخاص الذين ليس لديهم ارتباطات بصرية مع فلسطين، ناهيكم عن الشرق الأوسط، يعجبون بهذه الأغنية ويحبونها!

هالة جوهر ، 27 عاماً، فلسطينية من سكان رام الله

لطالما كان شب جديد ومجموعة بلاتنم مفضلين لدي منذ أن بدآ في إنتاج الموسيقى، من وجهة نظري هما بالفعل ما يحتاجه الفن الفلسطيني الآن. بالرغم من أنني أجد كل أغانيهم مبدعة ومفعمة بالقوة إلا أنني شعرت بدهشة كبيرة عندما استمعت إلى أغنية “إن آن” للمرة الأولى، لقد جاءت هذه الأغنية كرسالة تذكيرية لجميع الفلسطينيين، خاصة أنه تم إطلاقها في وقت حساس للغاية بالتزامن مع حرب فلسطين في غزة وكل ما يجري من أحداث، مما جعلها رمزاً للثورة والمقاومة. لا تقتصر قوة هذه الأغنية على الإيقاع أو الموسيقى أو إطلاق ضبور لأغنية جديدة، لأنّ الكلمات غامرة للغاية وكفيلة بمنح الفلسطينيين ما يحتاجون إليه، فهي تفصح عما يدور في صدورهم وتتحدث نيابة عنهم، هذه الأغنية تمثل الناس وهي ملك لكل الناس، فقد حرصت بلاتنم على أن تُسمع أصواتنا من خلال هذه الأغنية. إنهم يمثلوننا بكل شيء، فهم يرتدون ملابس فلسطينية ويتحدثون ويتصرفون مثل الفلسطينيين الحقيقيين. إنهم يظهرون الصورة الحقيقية بكل جرأة وقوة.

نادين مصطفى، 30 عاماً، فلسطينية تعيش في فرنسا

بقدر رغبتي في رفض هذه الأغنية (لأسباب عديدة)، إلا أنّها قد أصبحت بالفعل ظاهرة اجتماعية حقيقية. رأيت السطر الأول من كلمات الأغنية موشوماً على جلد بعض الأشخاص وقد ظهرت عبر الإنترنت وعلى مقاطع فيديو بدءاً من الصواريخ في غزة إلى طفل صغير يركض في مواجهة جندي الاحتلال. في غضون ثلاثة أشهر، سمعت هذه الأغنية بنفسي في شوارع بلدين مختلفين – بالرغم من تصميمها لتكون جذابة بشكل تجاري، إلا أنني في نهاية المطاف أعتقد أن السبب الأساسي لانتشارها في كل مكان هو أنها تتحدث عن شعور يتشاركه معظم الفلسطينيين. لقد شعرت بصدقها، فهي تذكر الناس بما يمرون به وبأنهم أقوياء. يمكن رؤية المؤثرات البصرية وسط أيّ بلد في المنطقة، كما أنّ الأغنية بحد ذاتها جذابة وتوازن بين الستايل التجاري وستايل “الشارع” أو “المخيم”. لذا سيحبها بالتأكيد المغتربون والناس في الدول المجاورة، وكذلك السكان المحليون. لقد جاءت في وقت كان الناس فيه بأمس الحاجة للشعور بالارتباط والوحدة.

سارة أحمد، 24 عاماً، فلسطينية مقيمة في الإمارات العربية المتحدة

 يعتبر كلا الفنانين من أبرز وأشهر مغني الراب الذين خرجوا من فلسطين. إنهما ليسا مزيفين أو مغاليين أو يسعيان للظهور، كما أنّهما لا يبالغان في أسلوبهما الذي يُعتبر تمثيلاً حقيقياً لكلمة “نحن”، ولحسن الحظ نجحت أغنيتهما في إضفاء طابع إنساني علينا في وجه الغرب بعد أن حازت على شهرة كبيرة وانتشرت على نطاق واسع. لقد مثّلا الشباب المقدسي أو الفلسطيني التقليدي، لقد شعرت أنّ هذه الأغنية قد منحتنا هويتنا – لقد أصبحت نشيدنا الوطني ونشيد الناس، وليس نشيد السلطة الفلسطينية. شعرت أخيراً أن الراب هذا هو لنا ويمثلنا كما نحن في الواقع. يكمن تمييز هذا العمل الفني عن غيره من أغاني الراب الأخرى في كونه غير متأثر بالغرب، كما أنّه لا يصوّر الاحتلال بل يصورنا نحن من خلال المؤثرات البصرية التي يمكنك رؤيتها في الفيديو.

دينا يافا، 25 عاماً، فلسطينية تعيش في الأردن

بصراحة لقد سمعت هذه الأغنية لأول مرة على فيديوهات تيك توك الخاصة بالفلسطينيين على إنستاغرام. إنّ مجرد مشاهدتهم يلقون الحجارة على الدبابات والمقاليع والغاز المسيل للدموع خلال الاحتلال، كان أمراً مثيراً للعواطف والشجون، وجاءت هذه الأغنية لتندمج مع الغضب الذي نشعر به جميعاً منذ ولادتنا، لا سيما الغضب من نظام الفصل العنصري المفروض على الشعب الفلسطيني وصمت العالم المطبق، والغضب من تجريد شعبنا من إنسانيته بشكل يومي وعدم اعتراف العالم به وبالطبع كل خونة العالم العربي.

لقد جعلتني هذه الأغنية أشعر بتفاؤل لم أشعر به منذ وقت طويل، ومنحتني الكلمات الشعور بالقرب من إخوتي وأخواتي الفلسطينيين الذين يعيشون هناك، وهو أمر خاص جداً بالنسبة لنا في المهجر. أضفى استخدام ضبور وشب جديد للهجة الفلسطينية العامية، والتي لم أسمع بها من قبل، لمسة فريدة من نوعها، خاصة مع الإنتاج والمزج المذهلين اللذين قام بهما صديقي الموهوب Zai’. أذكر عندما رافقته أثناء احتجاج في عمّان، وكنا نستمع إلى الأغنية في السيارة في الطريق أنّه أخبرني أنه عمل عليها أيضاً وهو أمر رائع حقاً. لقد ظهرنا في الاحتجاج بشكل أكثر نشاطاً واتحاداً.

لقد كان  لكلمات الأغاني خلال الأحداث الأخيرة صدى كبيراً أكثر من أي وقت مضى، فقد تحدّثت عن كل ما نشعر به، بقدر ما يعتبره المرء أغنية تعبر عن “الغضب”، بقدر ما هي تعبير عن الحب والأخوة والتحدي والصبر، كما أنّها تحمل الكثير من مشاعر الألم جراء ممارسات الاحتلال القمعية في غزة وسلوان والشيخ جراح وبيسان  واللد ويافا وباقي المدن.

أعتقد أنهم أصبحوا سفراء عالميين للشباب الفلسطيني، لأنهم ابتكروا الموسيقى التي عبرت عن كل مشاعرنا بجرأة لا يمكن إسكاتها وهي تجسّد القوة التي نشعر بها، لطالما كانت الموسيقى جزءاً من مقاومتنا. لقد عبروا عن صورة لمقاومتنا التي لم تحظ باهتمام كبير من قبل وأن العالم بأسره يجب أن يمعن النظر في هذه الصورة. أنا فخورة بهم وأشكرهم على تقديم مثل هذه الأغنية القوية التي تجعلني أشعر بالهدوء بطرق عديدة.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة